x

عضو الحزب الديمقراطى الأمريكي مهدى عفيفي: ترامب يسعى للفوز بالانتخابات خوفًا من المحاكمة.. ونصحنا بايدن بأن «يتخلى عن هدوئه»

السبت 31-10-2020 23:12 | كتب: منة خلف |
مهدي عفيفي مهدي عفيفي تصوير : آخرون

ساعات قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات الأمريكية التى تعد الأهم والأكثر إثارة للجدل فى تاريخ الولايات المتحدة، بحسب خبراء ومحللين، من بينهم المحلل السياسى وعضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، مهدى عفيفى، الذى قال إن الجميع يأمل حسم الانتخابات بنتيجة فارقة وليست طفيفة خوفا من اندلاع أعمال عنف.

ونفى عفيفى، فى حواره لـ «المصرى اليوم»، أن يكون تنظيم الإخوان الإرهابى داعما للمرشح الجمهورى جو بايدن، متهما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باتخاذ العديد من القرارات غير القانونية، ولذلك يسعى إلى الحصول على ولاية ثانية خوفا من المحاكمة، بحسب اعتقاده.. وإلى نص الحوار:

■ هل تعتقد أن بايدن مؤهل صحيا لرئاسة أمريكا؟

- أنا شخصيا أرى أن بايدن لم يكن أنسب مرشح للحزب الديمقراطى، وكنت أفضل حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، لكن نظرا إلى أن العرف فى الأحزاب قائم على رأى الجماعة تم اختيار بايدن، كما أن بايدن ليس من سيحكم أمريكا وإنما فريقه، لذلك كان التركيز الأكبر على نائب الرئيس وهى كامالا هاريس، وكان الاختيار بين هاريس وميشيل أوباما، ولا أستبعد فى يوم من الأيام أن ترشح ميشيل نفسها لانتخابات الرئاسة.

■ هل يحدث أن نرى يوما انتخابات بين ميشيل أوباما وإيفانكا ترامب؟

- استحالة؛ لأن إيفانكا ليست بالشعبية التى يظنها الكثيرون وهى غير محبوبة والكل يعلم أن ثمة صراعا بينها هى وميلانيا ترامب، لأنه لم يحدث فى تاريخ البيت الأبيض أن جاء رئيس بابنته وزوج ابنته، كما فعل ترامب.

■ ما أبرز سوابق ترامب فى كسر الأعراف برأيك؟

- الأمر بدأ مع حملته فى 2016، لم يُحضر مختصين فى الحملات الانتخابية وإنما استعان بطاقم تسويقى لشركات وغيرها من الأمور الاقتصادية، وعندما بحثنا أكثر اكتشفنا أنه حين قرر خوض الانتخابات لم يكن هدفه الأول الفوز وإنما أراد أن يعزز اسمه التجارى، وهذا هو الفكر التسويقى كان ضربة حظ استثمارية، كذلك انتهج فريق التسويق الخاص به استراتيجية أن الدعاية السلبية أيضا دعاية، بمعنى أنهم شجعوه على التصريحات المثيرة للجدل مثل إهانة المرأة ومن ثم تستضيفه الفضائيات، وقمت بالاطلاع على الخطط الإعلامية الخاصة بفريقه وهذه الاستراتيجية لم تعد سرا ومثبتة.

■ لماذا لا يقوم الحزب الديمقراطي باستغلال تلك النقاط؟

- تم بالفعل ذلك، لكن ليس بالطريقة الفجة والمباشرة التى يستخدمها ترامب، فلا نريد أن ننخفض بمستوى الحوار والديمقراطية لمستوى «رجل من الشارع» مثل ترامب.

■ كيف تناولتم فضائح ترامب؟

- تم ذلك من خلال تسريب رسائل مسجلة مثل التسريبات الخاصة بمحادثة ترامب مع بوب وودوارد، وكذلك الأحاديث الخاصة بصهره جاريد كوشنر.

■ بم نصحتم بايدن داخل الحزب؟

- قبل المناظرة الأولى، نصحنا بتدريبه على أن يتخلى عن هدوئه، لأن ترامب «عنيف».

■ وماذا كان موقفكم فى الحزب الديمقراطى من سخرية بايدن من وقوف ذبابة على رأس نائب ترامب؟ ألا يعتبر هذا تدنيا فى المنافسة؟

- هذا جائز تحت بند المعاملة بالمثل، لا أستطيع أن أكون مؤدبا طوال الوقت، وهذه استراتيجيتنا؛ أن يتخلى بايدن عن أسلوبه الهادئ والمتوازن فلا بد أن يشعر المواطن الأمريكى أن بايدن قوى.

■ هل تعتقدون أن دعم أوباما لبايدن سيأتى بفائدة رغم أنه لم ينفع هيلارى فى انتخابات 2016 أمام ترامب؟

- هيلارى أخطأت بتكبرها على الولايات الديمقراطية حينها ولم تذهب إليها، خاصة بنسلفانيا وويسكونسن، وهى ولايات مضمونة ديمقراطيا، لكن على عكس التاريخ تلك الولايات صوتت لترامب، هيلارى كانت متكبرة لأنها كانت سيدة أمريكا الأولى وسيناتور لنيويورك. وترامب لعب على نغمة أنه مختلف وغير سياسى واقترب أكثر من المواطنين فى تلك الولايات.

■ هل تفادى بايدن أخطاء هيلارى؟

- بالطبع، وأكبر دليل أنه فى ولاية تكساس التى كانت تميل جمهوريا تم تصويت 9 ملايين مواطن فيها للديمقراطيين.

■ كيف ترى تصريحات ترامب عن التصويت بالبريد؟

- ترامب يحاول أن يطعن فى التصويت عبر البريد على الرغم من شرعيته، بل قام باستبدال رئيس هيئة البريد بلواء متقاعد قديم شديد الانتماء للرئيس الجمهورى، ترامب يحاول تزوير الانتخابات وسيتم محاكمته إذا خسر.

■ وما التهم؟

- على سبيل المثال رفع السرية عن إيميلات هيلارى، رغم التحقيق معها من الكونجرس، ولو ثبتت عليها أى تهمة لحوكمت. وأيضا بسبب الضرائب فهو يتلاعب فى ضرائبه الخاصة على مدار 15 سنة، وهو أول رئيس فى تاريخ أمريكا لا يكشف عن سجله الضريبى. كذلك سيحاكم باستغلال السلطة، لأنه ارتكب العديد من الأشياء غير اقانونية ومن نفذوا رغباته دخلوا السجن، ولكونه رئيسا الآن فإن ما فعله ينطبق عليه السرية لدواع أمنية لكن إذا رفعت عنها السرية سيسجن.

■ وماذا عن القول بأن «الإخوان» يدعمون بايدن؟

- لا يوجد «إخوان» فى أمريكا بالمعنى المتعارف عليه وإنما يتواجدون فى صورة جمعيات خيرية ومساجد وغيرها، لذلك أقول إنه لا يوجد شىء اسمه دراسة أمريكا لحظر جماعة الإخوان، لأن الجماعة لا تمارس نشاطا مشبوها فى أمريكا، وإنما يمارسون حقوقهم التى يكفلها الدستور، وينظمون جمعيات خيرية تتحدث عن الحرية، ولكن لا يمكن أبدا أن يتحدثوا تحت شعار الإخوان رغم أن المواطن الأمريكى العربى يستطيع التعرف عليهم.

■ هل تدعم الجماعة بايدن؟

- غير صحيح، جماعة الإخوان لن تقوم لهم قائمة فى أمريكا، لأن أمرهم أصبح مكشوفا، وهم يدركون ذلك، ولا يرغبون فى إضاعة وإهدار المجهود الذى بذلوه كى تتقبلهم الإدارة الأمريكية، والمجتمع كله.

■ هل سيتمكن بايدن من المضى قدما فى اتفاقات التطبيع بين العرب وإسرائيل والتى بدأها ترامب؟

- الاتفاقات السياسية لا يغيرها رئيس والعلاقة الأمريكية الإسرائيلية لا تتغير بتغير الرئيس، لأن إسرائيل هى التى فرضت شكل تلك العلاقة، على عكس كل العرب، لأننا ننشئ علاقات مع أشخاص وليس مؤسسات، ترامب كان الرجل المناسب فى المكان المناسب فقط لا غير.

وكان أوباما غير راض عن كثير من سياسات إسرائيل، فجاء نتنياهو وقابل أعضاء الكونجرس ولم يلتق الرئيس، لأن القوى الفاعلة فى أمريكا هى الكونجرس. والقرارات المتعلقة بإسرائيل تمر فى الكونجرس بسهولة لأن إسرائيل هى الحليف الذى لم يخذل أمريكا قط، والمسيحيون الإنجيليون فى أمريكا يهتمون بإسرائيل أكثر من الولايات المتحدة.

■ إلى أى جانب يميل العرب الأمريكيون فى الانتخابات؟

- الكتلة العربية تنشق على نطاق دينى فى عام 2020، فمثلا المسيحيون العرب والأقباط مع ترامب، بسبب هواجس من دعم بايدن للإخوان، والمسيحيون المثقفون مع بايدن ويعلمون أن ترامب كاذب وتأييده للدول العربية كاذب. والعرب المسلمون ينقسمون أيضا إلى قسمين، القسم المحافظ والمنعزل والرافض للانخراط فى المجتمع الأمريكى، وهذا غالبا سيعطى صوته لترامب اضطرارا نظرا لأن الحزب الجمهورى محافظ ويجرم الإجهاض، بالإضافة إلى الخطاب الإعلامى العربى. أما العرب المسلمون المنخرطون فى المجتمع الأمريكى فسيعطون أصواتهم لبايدن.

العرب إجماليا 40% لترامب و60% لبايدن، لكن العرب يركزون على انتخابات الكونجرس لأنها تؤثر على وضعهم فى الولايات، العرب يحدثون فرقا كبيرا فى الولايات المتأرجحة مثل ميتشيجان، فإذا صوت فيها العرب لبايدن أعتقد أنهم سيكونون أحد أسباب فوزه بالانتخابات.

■ هل تعتقد أنكم كحزب ديمقراطى تستطيعون كسب مجلس الشيوخ؟

- الأغلبية مضمونة لنا فى مجلس النواب، لكن الأزمة فعلا فى حزب الشيوخ لأنه منوط به اعتماد الكثير من القرارات، والأزمة التى حدثت حاليا لأن مجلس النواب ديمقراطى ومجلس الشيوخ جمهورى، على سبيل المثال حينما وقفت إجراءات عزل ترامب بسبب عدم تصديق مجلس الشيوخ عليها.

ويشغل الجمهوريون حاليا أغلبية مجلس الشيوخ بـ53 عضوا، مقابل 47 للديمقراطيين. ومن أصل 35 مقعدا فى مجلس الشيوخ سوف يعاد التنافس عليها، هناك 23 يشغلها جمهوريون، مقابل 12 فقط يشغلها ديمقراطيون. وإذا حصل الديمقراطيون على مكاسب بسيطة أعلى من 4 مقاعد، فإن الأغلبية داخل مجلس الشيوخ ستنتقل إليهم.

■ لماذا لا يدين بايدن جماعة «أنتيفا» المتعصبة خاصة مع مخاوف من حدوث أعمال عنف؟

- جماعة أنتيفا جماعة ضد الفاشية وهم رأوا فى ترامب شخصا فاشيا، وبايدن أدان أفعالهم بالفعل، ولكن ترامب هو من أجج مشاعر العنف والتعصب، وهو من يحشد الميليشيات الأمريكية المدعومة بالدستور، وجميعنا نأمل أن يتم حسم الانتخابات بأغلبية ساحقة تجنبا لحدوث أعمال عنف لأن لا الديمقراطيين ولا الجمهوريين سيقبلون بفروق طفيفة فى النتيجة، وقد تنشب اشتباكات وأعمال عنف وتحطيم الممتلكات من قبل أنصار أى من الحزبين، والأمن يستعد لذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية