عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء اليوم بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وألقى قداسته عظة بعنوان «ثقافة التضرع».
وأشار قداسة البابا إلى تعديل موعد بدء الاجتماع ليصبح الساعة السادسة مساءًا بدلًا من السابعة، اعتبارًا من الأربعاء المقبل.
وقال البابا: «تكلمت في الأسبوعين الماضيين مع حضراتكم عن نوعين من الثقافة الروحية «ثقافة التطوع» الإنسان الذي يقدم وقت وجهد، و«ثقافة التبرع» الإنسان الذي يقدم من ماله وامكانياته، اليوم سوف اتحدث من الناحية الثقافية عن «ثقافة التضرع» الصلاة التي من أجل الأخرين، في التطوع الصلاة تبارك الوقت، وفي التبرع الله يبارك المال الذي عند الإنسان».
وأضاف: «الصلاة هي الوسيلة التي نتواصل بها مع الله وهى امكانية رائعة، العالم يجتهد أن يبتكر وسائل اتصال مختلفة ولكن الله أعطانا الإمكانية الفائقة أن تحدثه في أي وقت وأي مكان ومتاحة دائمًا ومهما كانت لغتك وتعبيراتك بسيطة إلا أنها أمام الله عظيمة، قول لأحد القديسين: الصلاة بمثابة النفس للمؤمن، والصلاة بمثابة البخور أمام الله والصلاة بمثابة السوط للشيطان» نقول في المزمير«لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ» وفي نفس الوقت الصلاة هي القوة المخيفة للشيطان وأكثر شيء يريده الشيطان أن يعطل روح الصلاة التي فينا، يريد أن يقطع خط الأتصال الذي بينك وبين الله والمفتوح كنعمة للإنسان، ولا أحد يستطيع أن يمنعك من الصلاة».
وركز البابا على «ثقافة التضرع» بمعنى الصلاة من أجل الأخرين، أنك تتضرع من أجل الأخرين بالأسم. قائلا: «1- هي اختبار محبة: لا استطيع أن أصلي لأحد لا أحبه، واذا تسرب لقلبي عدم محبة سوف تجد نفسك لا تقدر أن تصلي، وهنا تظهر أشكال من الخطية، فالصلاة من أجل الأخرين هي اختبار محبة للإنسان، الله يريد قلبك محطة حب لكل إنسان حتى المختلف عنك «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» الله أحب العالم فأنت المخلوق لا تحب العالم؟! الله أحب العالم كله بأختلاف الأجناس والألوان واللغات، أنت يجب تكون إنسان تملك الطاقة لتحب الأخرين».
أضاف: «٢- قلبك حساس: أحيان تطوع بجهدك أو مالك أو خبرتك هذا جانب ولكن الجانب الأخر أنك تقدم كل هذا لأجل البشر ويجب أن تسندها بقلبك الحساس، ربنا يحفظكم هناك قلوب قاسية جافة وهناك قلوب انانية لا تهتم بالأخر وينطبق على الشعوب والدول ولكن العالم يعلمنا أنه يجب أن نتعاون مع الجميع ويجب أن يكون قلبي يشعر بالنعمة التي يعطيها لك الله وبالأخرين المحرومين من النعمة، تخيل أنه يوجد أكثر من مليار من البشر في العالم لا يجدوا ماء الشرب، لذلك ثقافة التبرع تعني أن يكون لدى الإنسان حساسية قلب، قلب يفكر كيف يساعد الأخر ويرفع صلاة خاصة من أجلهم لكي ما يرتب له البشر والله احتياجة، من المشروعات الجميلة في مصر قاموا ببناء صوامع لحفظ القمح لنوفر الفاقد، ثقافة التضرغ أن تصلي بقلب حساس من أجل احتياجات الأخر».
تابع: «٣- ثقة في يد الله أنه يستطيع أن يعمل ما ليس في يد الإنسان: «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ» ارفع قلبي واصلي من أجل الأخر وواثق أن يد الله تستطيع أن تعمل «فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي، فِي إِنْجِيلِ ابْنِهِ، شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلاَ انْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ» «اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ».