x

بعد تصريحات ترامب وعودة المفاوضات من جديد.. هل سيشهد ملف سد النهضة انفراجة؟ (تقرير)

الثلاثاء 27-10-2020 18:30 | كتب: عمر علاء |
سد النهضة الإثيوبى  - صورة أرشيفية سد النهضة الإثيوبى - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

خطوة جديدة تشهدها مفاوضات سد النهضة، حيث ينطلق، اليوم، اجتماع بين وزراء خارجية وري كل من مصر والسودان وإثيوبيا، برعاية جنوب أفريقيا، بشأن سد النهضة، ويأتي ذلك الاجتماع من أجل استعادة المفاوضات المعلقة بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة، منذ أغسطس الماضي، والتي لم تسفر عن اتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

الاجتماع الثلاثي يأتي بالتزامن مع لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، والفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بالقاهرة، تباحثا خلاله ملفات عدة من بينها ملف سد النهضة، مؤكدان على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة.

وتأتي مساعي استئناف المباحثات بعد ضغوطات أمريكية، على إثيوبيا، في ملف سد النهضة، بعد اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة الماضية، لإثيوبيا بعرقلة المفاوضات، وحثه رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، على استئناف المفاوضات، خلال حديثه معه عقب إعلان السودان عن اتفاق للتطبيع مع إسرائيل.

ولمح ترامب إلى احتمالية لجوء مصر للحل العسكري، قائلا: «إن الوضع خطير للغاية لأن مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة. وسينتهي بهم الأمر بتفجير السد»، التصريحات التي قوبلت برفض إثيوبي.

ودعت دولة جنوب إفريقيا، رئيس الدورة الحالية للإتحاد الإفريقى، إلى عقد إجتماعا سداسيا لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس برعاية الإتحاد الإفريقى لبحث سبل استئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبى.

من الجانب المصري، أكد المهندس محمد السباعي، المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والرى، أن مصر مستعدة للتفاوض بجدية لإنجاح هذه المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق عادل متوازن يحقق مصالح الدول الثلاث، بينما بعث وزير الرى السوداني، ياسر عباس، برسالة إلى جى باندورا وزيرة التعاون الدولى بجنوب إفريقيا، ذكر فيها تمسك بلاده، للتوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، مؤكداً أن بلاده لا يمكنه مواصلة التفاوض بنفس الأساليب والطرق التي اتبعت خلال الجولات السابقة.

ويرى خبراء، في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دفعت إثيوبيا لمحاولة امتصاص تلك التصريحات، فيما أعرب آخرون عن مخاوفهم من أن تؤدي تصريحات ترامب لنتائج عكسية، لكنهم أعربوا عن عدم تفاؤلهم بشأن النتائج المتوقعة بشأن ذلك الاجتماع، بينما انتقد آخرون دور الاتحاد الافريقي كوسيط، وأوصوا بضرورة تغيير منهجية التفاوض.

السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن تصريحات الرئيس الأمريكي تعد سلاح ذو حدين، موضحا أن «تصريحات ترامب قد ترغب الأطراف للتحرك للأمام في المفاوضات، لكنه أشار إلى أنه من الناحية النفسية لا توجد دولة في العالم، تريد أن تسير تحت التهديد خاصة أن إثيوبيا ليست دولة صغيرة»، محذراً من خطورة «اتخاذ إثيوبيا موقفاً عكسيا».

وأشاد «بيومي» بالموقف المصري، بعد تصريحات ترامب، مشيرا إلى أن «مصر لا تريد أن تصدر تصريحات بهذا الصدد، لا فيها استفزاز أو تشجيع»، مضيفا أن «مصر شقيقة كبرى لكل البلدان ومستعدون للتفاهم». ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن مصر تمتلك نفس طويل في المفاوضات، خاصة بعد موسم فيضان غير مسبوق هذا العام.

ويرى الدكتور هاني رسلان، مؤسس وحدة دراسات حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، «أن الاجتماع يعد نوع من التحرك لامتصاص أثر تصريحات ترامب، بجانب مساعي إثيوبيا لتضييع الوقت، واستغراق الوقت في تفاصيل لحين ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية سواء استمر ترامب أم ستأتي إدارة أخرى، ومن ثم يعاد الاصطفاف من جديد».

وأوضح «رسلان» أن الاجتماع ليس بشأن التفاوض ولكن بشأن منهجية التفاوض المتبعة، لافتاً إلى أن السودان «أصر على منهجية جديدة بعد فشل المنهجية السابقة طوال السنوات الماضية ووصولها لطريق مسدود عدة مرات».

وذكر مؤسس وحدة دراسات حوض النيل في مركز الأهرام، أن المنهجية الجديدة تقضي بإعطاء دور أكبر للمفاوضين لتقديم مقترحات وتقريب وجهات النظر، وتحويل دورهم إلى الوساطة، الامر الذي دائما ما كانت ترفضه إثيوبيا لعدم إحراجها، خاصة أنها لا تريد للأخرين التدخل.

وأضاف أن أديس أبابا تمسك بـ«فيتو» ضد أي تقدم في المفاوضات، مشيرا إلى أن «إثيوبيا تطرح وجهات نظر ترفضها مصر والسودان، فتنفض الجولة، وتنعقد جولة»، وأعرب عن شكوكه حول ما سيسفر عن الاجتماع بشأن التوصل لاتفاق حول المنهجية، لكنه أضاف أنه حال التوصل لاتفاق سيتم رفعه لرؤساء الدول في اجتماع مشترك لإقراره، ثم الانعقاد لبدء التفاوض على الموضوعات المختلف عليها بناء على المنهجية الجديدة.

الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، أشار إلى وجود عدة مؤشرات تبين صعوبة الوصول لاتفاق حول سد النهضة، قائلاً «إن الدول الثلاث رفعت أوجه الاختلاف بين الدول الثلاث منذ 25 أغسطس الماضي، رغم ذلك لم يتم إعداد أجندة أو بند أو مناقشة لبحث أوجه الاختلاف حتى الآن سواء من الناحية القانونية أو الفنية».

وانتقد «علام» أداء الاتحاد الافريقي كوسيط في المفاوضات، لافتا إلى أنه لم يقر بتعنت إثيوبيا في المفاوضات، ولم يدين أديس أبابا بشكل صريح، مثلما فعل الرئيس الأمريكي، مما يدل على عدم جدية الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة.

وتابع وزير الري الأسبق: «هناك عدم وضوح دور الاتحاد الافريقي كوسيط، أو للمراقبين سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، وبالتالي من الصعب أن يحدث تقدم، إلا مع تغيير، منهجية التفاوض، وتغيير الاستعداد السياسي لإثيوبيا للوصول لاتفاق».

وفي يوليو الماضي، أعلنت إثيوبيا عن بدء ملء بحيرة سد النهضة بشكل أحادي، الخطوة التي أثارت غضب مصر والسودان، رغم انعقاد جولة مفاوضات في ذلك الوقت بين الدول الثلاث، للتوصل لاتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.

يذكر أن الولايات المتحدة بجانب البنك الدولي رعيا مفاوضات ثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان لإنهاء الأزمة حول سد النهضة، منذ نوفمبر الماضي، لكن المحادثات انتهت في فبراير من العام الجاري برفض إثيوبيا التوقيع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية