لو مرة نادانى قلبك سنين عمرى تبقى عبيدك، وطول النهار نتحدث عن الديمقراطية ونغنى للحب وكأننا نبحث عن طفل تائه، فهما غائبان من زمان فنحن مجتمع الديكتاتورية والكراهية.. وقد عرفت كل أنواع الحب.. الحب من طرف واحد والحب من أول نظرة والحب من غير أمل الذى هو أسمى معانى الغرام، لكن فى مصر فقط تبدأ قصص الحب بلقاء أمام الكافيتريا وتنتهى بمعركة أمام الكنيسة،
فقد كان الحب يشعل القلوب فأصبح يشعل الكنائس، وفى مصر فقط تستطيع الزوجة المسيحية - طبقاً للقانون - أن تترك زوجها وأولادها وتنزل لشراء «كرنبة» فإذا أعجبها شاب مسلم تتزوجه دون طلاق أو عدة أو سؤال عن الطفل الذى فى بطنها، بينما يتم تسليم «الكرنبة» إلى زوجها.. وقد كتب لى قارئ كريم يقول (أمى بتسلم عليك وبتقولك تعرف تكتب مقال دون سلفيين) ومن يومها توقفت عن الكتابة عنهم احتراماً له، وسوف أواصل التوقف حتى لو عاد بسببهم نظام «مبارك» أو عاد الاحتلال، فالرجل كما قلنا يُربط من لسانه إلا إذا كان عريساً جديداً..
وإذا كان العالم يمنع الأفراد والجماعات من استخدام الدين فى السياسة فمن الأولى منع الدول من ذلك، ولذلك أتمنى تدويل الأماكن المقدسة الرئيسية فى العالم لكل الأديان، بحيث يديرها أتباع كل ديانة.. الدين علاقة رأسية بين العبد وربه حولناها إلى علاقة أفقية بين المواطن وأخيه..
ونعم يا حبيبى نعم فمعظم النار من مستصغر الشرر، وكلنا يعرف أن عم «السيد» العربجى تسبب بخناقة يوم الأحد الدامى فى احتلال إنجلترا لمصر ثلاثة أرباع القرن بحجة حماية الأقليات، لذلك منعوهم من السير فى الشوارع ثم أطلقوهم على بعض وسائل الإعلام.. فى بلادنا من الحب ما قتل وفى بلادنا الكراهية تجمع والحب يفرق، وانظر إلى الملايين الذين تجمعوا على كراهية مبارك ثم تفرقوا أحزاباً أمام حب الوطن، لذلك يتمنى الإنسان أن يخرج من هذه الدنيا بكفالة أو يموت ويسلم بطاقة التموين.. حب إيه اللى إنت جاى تقول عليه.