x

وزير الأوقاف في كلمته بمؤتمر بالخرطوم: علاقة مصر والسودان راسخة

 عوامل التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك
السبت 24-10-2020 13:36 | كتب: أحمد البحيري |
وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم تصوير : آخرون

ألقى د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كلمة في الجلسة الافتتاحية العلمية بالمؤتمر الدولي الذي عقد بالخرطوم، اليوم، السبت تحت عنوان «الإسلام والتجديد بين الأصل والعصر» بحضور كل من: الفريق محمد حمدان دقلو ،نائب رئيس المجلس السيادي، نصر الدين مفرح أحمد، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان ،الدكتور عبدالرحيم آدم محمد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان، الزبير محمد على مدير مركز الرعاية والتحصين الفكري، السفير حسام عيسى، سفير مصر بالسودان، ولفيف من الوزراء والسفراء وأساتذة الجامعات والعلماء والتنفيذيين وقيادات المجلس السيادي بالسودان الشقيق ونحو خمسمائة عالم وباحث ومفكر وأكاديمي وإعلامي، ولفيف من الشخصيات الدينية والعامة .

أكد وزير الأوقاف في كلمته أن الوطن والحفاظ عليه أحد أهم الكليات الست التي يجب الحفاظ عليها والتي أحاطها الشرع الشريف بعناية بالغة وعمل على صيانتها، وهي: الدين، والوطن، والنفس، والعرض، والمال، والعقل، والنسل، فقد أجمع الفقهاء قديما وحديثا على أنه إذا دخل العدو بلدا من بلاد المسلمين وجب على أهل هذه البلدة أن يهبوا جميعا للدفاع عن وطنهم ولو فنوا جميعا في سبيل ذلك، ومن قتل منهم في سبيل ذلك فهو شهيد، ولَم يقل أحد على الإطلاق: إنهم إذا غلبهم العدو وخشوا على أنفسهم من الهلاك فروا من الهلاك ونجوا بأنفسهم لينشروا الدين في مكان آخر، فالدين لا ينشأ في الهواء الطلق، إذ لابد له من وطن يحمله ويحميه، فالمشردون لا يقيمون دينا ولا دولة، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، فدورنا هو عمارة الدنيا بالدِّين وليس تخريبها ولا تدميرها باسم الدين، فالأديان كلها رحمة، وحيث تكون المصلحة المعتبرة للبلاد والعباد فثمة شرع الله الحنيف .

وشدد وزير الأوقاف على أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان ،فكل ما يؤدي إلى قوة الدولة والحفاظ عليها وعلى تماسك بنائها ورقيها وتقدمها هو من صميم مقاصد الأديان ومراميها وغاياتها، وكل ما يؤدي إلى النيل من الوطن أو زعزعة أمنه أو استقراره لا علاقة له بالأديان ولا علاقة للأديان به، وكل الأديان منه براء .

وقد قالوا: رجل فقير في دولة غنية قوية خير من رجل غني في دولة فقيرة ضعيفة؛ لأن الأول له وطن يحمله ويحميه والآخر لا سند له في الداخل ولا في الخارج ،فما بالكم إذا كان ما يجمعنا هو التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك .

وقال وزير الأوقاف: أما فيما يتصل بقضية التجديد بين الأصل والعصر فأؤكد أن هذا الموضوع شديد الاتزان والتوازن بين الحفاظ على الثوابت وفهم طبيعة المتغيرات، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت، وإنزال المتغير منزلة الثابت طريق الجمود والتشدد والتطرف، مع تأكيدنا أننا لن نستطيع أن نقضي على التشدد والتطرف ونقتلعه من جذوره إلا إذا واجهنا الانحراف والتسيب بنفس القوة والحزم، فما أمر الله (عز وجل) بأمر في الإسلام إلا حاول الشيطان أن يأتيك من إحدى جهتين لا يبالي أيهما أصاب الإفراط أو التفريط، غاية ما في الأمر أننا في حاجة ملحة إلى إعمال العقل في فهم صحيح النص، وعدم الوقوف عند آليات الحفظ والتلقين بالتحول إلى آليات الفهم والتحليل, يقول ابن القيم (رحمه الله): وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِمُجَرَّدِ الْمَنْقُولِ فِي الْكُتُبِ عَلَى اخْتِلَافِ عُرْفِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَأَزْمِنَتِهِمْ وَأَمْكِنَتِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ وَقَرَائِنِ أَحْوَالِهِمْ فَقَدْ ضَلَّ وَأَضَلَّ.

وأضاف الوزير: لقد فتح الإسلام باب الاجتهاد واسعا حتى في عهد سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حياته، يتجلى ذلك عندما بعث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) إلى اليمن وقال له بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال فإن لم تجد، فقال بسنة رسول الله، فقال فإن لم تجد، قال أجتهد رأيي ولا آلو، فقال الرسول (عليه الصلاة والسلام): الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحبه ويرضاه، هذا على عهد سيدنا رسول الله وفي حياته ولم ينكر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على سيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) بل أقره عليه، وقال الحمد الله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى الله ورسوله , وهو ما صار عليه الصحابة الكرام .

وقال الوزير: نختم بالحديث عن أمر في غاية الأهمية وهو فلسفة نظام الحكم، ونؤكد أن الإسلام لم يضع قالبًا جامدًا صامتًا محددًا لنظام الحكم لا يمكن الخروج عنـه، وإنمـا وضع أسسًـا ومعـايير متى تحققت كان الحكم رشيدًا يُقـرّه الإسلام، ومتى اختلّت أصـاب الحكم من الخلل والاضطراب بمقـدار اختلالهـا .

وأوضح أنه: لعل العنوان الأهم الأبرز لنظام أي حكم رشيد هو مدى تحقيقه لمصالح البلاد والعباد، وعلى أقل تقدير مدى عمله لذلك وسعيه إليه، فأي حكم يسعى إلى تحقيق مصالح البلاد والعباد- في ضوء معاني العدل والمساواة والحـرية المنضبطـة، بعيدًا عن الفـوضى والمحسوبيـة وتقديـم الولاء على الكفاءة- فهو حكم رشيد معتبر .

وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم

وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم

وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم

وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم

وزير الأوقاف يلقى كلمته فى مؤتمر بالخرطوم

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية