قدمت منظمة الصحة العالمية عددا من الأجوبة المتعلقة بلقاح الأنفلونزا الموسمية، وذلك وسط استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك في شكل أسئلة وأجوبة.
وجاءت التساؤلات والإجابة عنها كالتالي:
من ينبغي أن يتناول لقاح الأنفلونزا هذا العام؟
مع استمرار جائحة كوفيد-19 والمخاوف من احتمال أن تُزيد عدوى الإنفلونزا من العبء الملقى على عاتق نظم الرعاية الصحية، توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء الأولوية القصوى للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في الحصول على لقاح الأنفلونزا هذا العام، خاصة في الأماكن التي تتوفر بها كميات محدودة من اللقاح. فالعاملون في الرعاية الصحية معرَّضون بشدة لخطر الإصابة بالمرض من خلال مخالطتهم المنتظمة للمرضى، وسوف يُسهِم لقاح الأنفلونزا في التقليل إلى أدنى حدٍّ من مرات التغيُّب عن العمل بسبب الإصابة بالأنفلونزا، والحدِّ من حدوث اضطراب في صفوف القوى العاملة.
ويتعرَّض كبار السن إلى خطر أكبر بكثير للإصابة بأمراض وخيمة والوفاة بسبب الأنفلونزا مقارنة بالشباب، لذا سيساعد اللقاح في تقليل المخاطر التي تتعرض لها هذه الفئة من السكان.
أما إذا كانت الكميات المتاحة من لقاح الإنفلونزا لا تزال تسمح بحصول الآخرين على اللقاح، فيجب بعد ذلك إعطاء الأولوية للأفراد الذين يعانون من حالات صحية كامنة، والحوامل والأطفال، دون ترتيب معين.
ما مدى فاعلية لقاح الأنفلونزا؟
يُعَد لقاح الأنفلونزا أفضل أداة نمتلكها للوقاية من الأنفلونزا والحد من خطر المضاعفات الخطيرة وحتى الوفاة. وقد تختلف فاعلية اللقاح من عام إلى آخر، حسب أنواع فيروسات الأنفلونزا المنتشرة ومدى مطابقتها للقاح. كما تعتمد فاعلية اللقاح كذلك على الحالة الصحية للشخص الذي حصل على التطعيم وعمره، وكذلك على الوقت منذ التطعيم. وفي المتوسط، يقي اللقاح من 60% تقريباً من حالات العدوى لدى البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً. وتصبح لقاحات الأنفلونزا فاعلة بعد حوالي 14 يوماً من التطعيم.
هل يحتاج الناس إلى التطعيم ضد الأنفلونزا كل شتاء؟
نعم.. ففيروسات الأنفلونزا تتغير باستمرار، ويمكن أن تنتشر سلالات مختلفة كل عام. وبالإضافة إلى ذلك، تقل مناعة الناس ضد الأنفلونزا مع مرور الوقت. لذلك تُحدَّث لقاحات الأنفلونزا الموسمية حتى تتصدى للسلالات المنتشرة الأكثر شيوعاً كل عام من أجل أن يكتسب الأشخاص الذين يحصلون على هذه اللقاحات أعلى مناعة ممكنة ضد هذه السلالات.
هل لقاح الأنفلونزا آمن؟
نعم. فلقاحات الأنفلونزا الموسمية تُستخدَم منذ أكثر من 50 عاماً. وكانت، ولا تزال، تُعطى لملايين الأشخاص، ولها سجل أمان جيد. وتفحص السلطات الوطنية التنظيمية للأدوية سنوياً كل لقاح من لقاحات الأنفلونزا بعناية قبل الترخيص له. كما تُطبَّق أنظمة لرصد أي تقارير عن وقوع أحداث ضارة بعد التمنيع ضد الأنفلونزا والتحقيق في هذه التقارير.
هل يقلل لقاح الأنفلونزا المناعة ضد أمراض أخرى مثل كوفيد-19؟
كلا. فالغرض من أي لقاح هو تدريب الجهاز المناعي على كيفية الاستجابة إذا واجه المرض الحقيقي في المستقبل. ولا يؤثِّر هذا التدريب على جهاز المناعة ضد الأمراض الأخرى، بل يزيد قوته على مواجهة المرض المستهدَف. وقد تستمر هذه المناعة لفترة قصيرة أو لعدة سنوات حسب نوع المرض ونوع اللقاح. ويُعتَبر لقاح الأنفلونزا جيداً لمدة عام، بعده تنخفض المناعة ضد المرض.
هل يحمي لقاح الأنفلونزا من كوفيد-19؟
لا، لأن الأنفلونزا وكوفيد-19 مرضان مختلفان. ولكن لأن كلا المرضين التنفسيين يمكن أن يؤثر على صحة المصابين بطرق وخيمة، فإن التطعيم ضد الأنفلونزا يمكن أن يقلل من تأثيرها على شخص قد يعاني بالفعل من مرض كوفيد-19. ومن الأفضل للمرضى والنظم الصحية التعامل مع مرض تنفسي واحد بدلاً من التعامل مع مرضين.
إذا حصلت على لقاح الإنفلونزا، هل يمكنني الحصول على لقاح كوفيد-19 متى توفَّر؟
تشير المعلومات المتاحة حالياً إلى أن الفرد الذي يحصل على لقاح الأنفلونزا ينبغي أن يكون قادراً على الحصول على لقاح كوفيد-19 متى أُجيز هذا اللقاح. ويوجد حالياً العديد من لقاحات كوفيد-19 في مرحلة التجارب السريرية حول العالم، تهدف إلى إظهار ما إذا كان أي من هذه اللقاحات آمنة وفعالة ضد كوفيد-19. وفي حال اعتماد أي من هذه اللقاحات، فلن يتمكن الجميع من الحصول على اللقاح الجديد ضد كوفيد-19 إلا بعد عدة أشهر. وفي أثناء ذلك، فإن الحصول على لقاح الأنفلونزا المتاح بالفعل هو أفضل طريقة لتقليل احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية الوخيمة خلال الفترة التي ينتشر فيها في وقت واحد فيروس كوفيد-19 وفيروسات الأنفلونزا. وتنصح المنظمة بإعطاء الأولوية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في الحصول على لقاح الأنفلونزا عندما يكون عدد الجرعات المتوفرة منه محدوداً.
هل ينبغي أن أتناول لقاح الأنفلونزا إذا ظهرت عليّ أعراض كوفيد-19، أو إذا كنت مصابًا به؟
لا توجد موانع طبية معروفة لتطعيم الأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19. ومع ذلك، يجب عزل الأفراد الذين يُشتَبه في إصابتهم أو تأكَّدت إصابتهم بمرض كوفيد-19 ورعايتهم حتى لا يعودوا قادرين على نقل العدوى، بهدف الحد من خطر انتقال كوفيد-19 عند أخذ اللقاح، لأن السعي إلى الحصول على التمنيع قد يزيد من انتشار العدوى إلى الآخرين. ولهذا السبب، ينبغي لهؤلاء الأفراد إرجاء التطعيم لحين خروجهم من العزل الصحي. بعدها، يُنصَحون بتناول لقاح الأنفلونزا من أجل تقليل احتمال الإصابة بمرض شديد بسبب الأنفلونزا.
إذا لم أحصل على لقاح الأنفلونزا من قبل، فهل سيكون آمناً أن أتناول لقاح الأنفلونزا في أثناء الجائحة؟
نعم. لا توجد موانع طبية معروفة لتطعيم الأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19. وتنصح منظمة الصحة العالمية الفئات المعرَّضة لمخاطر شديدة بضرورة تناول لقاح الأنفلونزا خلال جائحة كوفيد-19 من أجل تقليل احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية الوخيمة بسبب الفيروسات التي تنتشر في وقت واحد في موسم الأنفلونزا، وتقليل العبء الواقع على عاتق نظم الرعاية الصحية. وهذه النصيحة سارية بغض النظر عما إذا كان الشخص قد حصل من قبل على التطعيم ضد الأنفلونزا، لأن سلالات الأنفلونزا المنتشرة اليوم قد تكون مختلفة عن تلك.