الحزن أحد المشاعر الأساسية، وهو رد فعل لخسارة ما، لكن إذا اشتد الحزن أو طال أمده، وتحول إلى اكتئاب، فإنه يصبح مرضًا يؤدي إلى الإصابة بخلل وظيفي.
أخبار متعلقة
وما زال البعض يعتقد أنه ينفس عن مشاعر الحزن والاكتئاب مع تدفق أنفاس الدخان المتصاعدة من السيجارة التي تحتوي على عنصر نشط ومحفز يعرف بـ النيكوتين.
وفي هذا الصدد، توصلت دراسة جديدة أعدها فريق بحثي بجامعة هارفارد الأمريكية إلى أنه عندما يشعر المدخنون بالحزن، فإنهم يسارعون إلى تدخين السجائر ويستنشقون أنفاسا أكثر طولا وعمقا.
وقال موقع شيكاغو هيلث الطبي الأمريكي في تقرير منشور الأربعاء، إن تعبير الحزن صار محددا من الناحية الفسيولوجية، فالبشر يستطيعون قراءة الحزن على وجوه الآخرين بغض النظر عن الاختلافات الثقافية، مشيرًا إلى أن هذه الإشارات تجلب التعاطف، الذي يعتبر أحد الفوائد للفرد الحزين.
كما أن الحزن الطبيعي له تكيف وظيفي، فالناس الذين يمرون بتجارب حزينة يركزون انتباههم نحو الداخل، ويصبحون أفضل قدرة على حل المشكلات.
وأضاف التقرير أنه بينما يحصل المدخنون على راحة فورية وقتية من الشعور بالحزن بتدخين سيجارة، ولكنهم قد يدفعون الثمن إذا ما فقدوا فوائد التكيف، موضحا أن علاج الحالات الانفعالية بالنيكوتين قد يؤدي بمرور الوقت، إلى إعاقة الاستجابات التعويضية الكامنة، مثلما يلجأ البعض إلى علاج الألم المزمن بالمسكنات الأنيونية، والذي يؤدي إلى إصابة كثير من المرضى بـ هايبرجلاسيا أي زيادة الحساسية للألم أو الشعور بـ الألم المفرط.
وأكد التقرير أن هذا قد يساعد في تفسير العلاقة بين التدخين والاكتئاب، لافتا إلى أن تعلم السيطرة على الانفعالات هو جزء من عملية النضج.
لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي توضح أن الحزن يتسبب في استخدام النيكوتين أكثر بكثير من أي انفعالات أخرى سلبية، وأن المشاعر الحزينة لا ترتبط بالتدخين فحسب، بل يمكن تتسبب فيه أيضًا.
وأشار التقرير إلى أن النتائج الدراسة توضح العلاقة بين الحزن والتدخين، مما يستلزم وقفة، فعلى الرغم من أن تأثير التدخين على الصحة تم توثيقه جديا على مدار الخمسين عاما الماضية، إلا أننا مازلنا نتعلم بشأن تأثير النيكوتين.
