كان محمد سياد برى الرئيس الثالث للصومال بعد الاستقلال، ويذكر له معارضته للمقاطعة العربية لمصر بعد كامب ديفيد، وهو مولود فى 6 أكتوبر 1919، بدأ حياته جنديا حتى وصل لرتبة جنرال وقائدا للجيش، وقد جاء للحكم إثر انقلاب عسكري غير دموي قام به «زي النهارده» في 21 أكتوبر 1969.
ووصل إلى سدة الرئاسة بعد اغتيال الرئيس الشرعى للبلاد، على يد إسلاميين، مما تسبب في حالة تمرد بين العشائر، وبوادر نزاعات قبلية، وفشل البرلمانيون في اختيار رئيس جديد فقام بانقلابه هذا وقام بإقصاء البرلمانيين والأحزاب المتنازعة واستأثر هو بالرئاسة وألقي القبض على العناصر التكفيرية والمعارضة التي تميل للقبلية أو تسعى لتأجيج الفتن للحصول على المناصب، وكان منهم أفراد بالحكومة، وقام بإلغاء الدستور وحل البرلمان، وأعاد تسمية البلاد باسم جمهورية الصومال الديمقراطية الشعبية.
وكان قد تبنى النظام الشيوعى الماركسى وأصدر قرارات بحلّ الأحزاب السياسية المعارضة، واتسم عهده بحكم الرجل الواحد، وواجه حركات التمرد في الصومال بالقبضة الحديدية للجيش وأجهضها وخاض حربا مع جارته إثيوبيا لاستعادة إقليم أوجادين، ولكن انتصاراته تحولت إلى فشل بعد تدخل الاتحاد السوفيتى وكوبا واليمن الجنوبى، كما قمع الجماعات الإسلامية وأصدر قرارات الإعدام لمعارضيه.
غير أن نظامه أنجز مشاريع مهمة، مثل إنشاء شبكة بنوك وأسواق تجارية في المدن الرئيسية وإقامة الصناعات الأساسية، وفى عهده انضمت الصومال لمنظمة المؤتمر الإسلامى في 1970، وللجامعة العربية في 1974 وربط المدن الرئيسية بشبكة طرق وأنشأ المدارس والمراكز الطبية والاتصالات إلى أن انهار نظامه في 26 يناير 1991 إثر تمرد قبلى غادر نيجيريا، وتوفى في 2 يناير 1995.