x

السفر استغرق عامين.. مركبة فضائية تجلب عينة من الصخور من كويكب «بينو» (التفاصيل)

الثلاثاء 20-10-2020 11:17 | كتب: جبران محمد |
صورة لكويكب بينو من مركبة أوسايرس-ركس صورة لكويكب بينو من مركبة أوسايرس-ركس تصوير : آخرون

تتسلل مركبة فضائية أمريكية على بعد يصل إلى أكثر من 200 مليون ميل من الأرض إلى كويكب أكبر من مبنى إمباير ستيت (ناطحة سحاب في مدينة نيويورك) وتلتقط حفنة من الصخور من سطحه، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن المركبة الفضائية ستخزن مخبأ الصخور الثمين داخلها، وستقوم في النهاية بنقل المواد إلى الأرض، حيث يمكن للعلماء دراستها في المختبرات.

وتسمى المركبة الفضائية التي تجلب هذه الصخور أوسايرس-ركس «OSIRIS-Rex»، وهي جزء من أول مهمة لناسا على الإطلاق مكلفة بإعادة عينات من كويكب إلى الأرض. وتم إطلاق «أوسايرس-ركس» في سبتمبر 2016، وقضت عامين في السفر إلى كويكب يسمي بينو «Bennu».

وبحسب موقع «The Verge» منذ وصولها في عام 2018، كانت المركبة الفضائية تدور حول الكويكب وترسم خرائط له بالتفصيل، من أجل العثور على المكان المناسب فقط لأخذ عينة. وبعد سنوات من التخطيط والبروفات، أصبح فريق «أوسايرس-ركس» جاهزًا أخيرًا للحصول على بعض صخور الكويكب. وستقوم مركبتهم الفضائية بتمديد ذراع آلية رفيعة من شأنها أن تنقر بلطف على سطح «بينو»، وتكتسح كمية ضئيلة من المواد داخل المركبة.

ويعد إحضار عينة نقية من مادة الكويكب إلى الارض سيكون بمثابة تزويد العلماء بصورة عن النظام الشمسي. ويعتقد الباحثون أن الكويكبات ظلت دون تغيير نسبيًا منذ ولادة كواكب النظام.

ومن خلال دراسة هذه العينات باستخدام معدات المختبر، يمكنهم معرفة المزيد عن المواد التي كانت موجودة في فجر النظام الشمسي. ونظرًا لأن الأمر يستغرق ما يصل إلى 18 دقيقة لتوصيل إشارة واحدة إلى «أوسايرس-ركس» في الوقت الحالي، يجب على المركبة الفضائية تنفيذ كل شيء بمفردها.

ووفقا لموقع The Verge قال ساندي فرويند مدير دعم المهمة في «أوسايرس-ركس»: «علينا حقًا أن نتحرر من التدخل». «يجب أن تكون المركبة ذاتية القيادة وقادرة على الاعتناء بكل شيء بمفردها».

ويعد جمع هذه العينة عملية دقيقة- تتطلب الكثير من التحضير الإضافي والعمل على مدار السنوات القليلة الماضية. هذا لأن كويكب بينو كان مفاجأة كبيرة. والبيانات التي تم جمعها بواسطة تلسكوبات متعددة قبل إطلاق المركبة الفضائية جعلت الأمر يبدو كما لو أن بينو له سطح شبيه بالشاطئ، مليء بالكثير من الحبوب الدقيقة التي سيكون من السهل جمعها.

وصمم المهندسون المركبة وبرامج التوجيه الخاصة بها مع وضع هذا النوع من الكويكب في الاعتبار. وعندما وصلت المركبة إلى بينو والتقط الصور الأولى عن قرب للكويكب.

ويقول فرويند: «بمجرد أن بدأنا في رؤية سطح بينو، علمنا أنه سيتعين علينا تغيير نهجنا». وتبين أن بينو كان أكثر خشونة وأكثر صخرية مما توقعه الجميع، حيث كانت الصخور بحجم المباني تنتشر على سطحه.

ويمكن أن تكون التضاريس الصخرية صعبة للتنقل حولها، وإذا لامست المركبة الفضائية صخرة كبيرة بشكل خاص، يمكن أن تنقلب المركبة وتنحرف عن مسارها. ويعني ذلك ان الكويكب الصخري جعل فريق «أوسايرس-ركس» يقوم بإضافة بعض البرامج الإضافية إلى مركبتهم الفضائية. وقاموا بتوسيع المهمة، وإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد لسطح بينو، وإنشاء كتالوج لجميع الصخور، والمطبات الموجودة على الكويكب. وتعتمد المركبة بشكل كبير على هذا الكتالوج كدليل مرجعي.

والمركبة الفضائية جاهزة تقريبًا لأخذ عينة من موقعها المستهدف في بينو فوهة كبيرة تسمى «Nightingale». وهي مليئة بالكثير من الصخور الخشنة التي يمكن أن تفسد المهمة. لكن الفريق على استعداد لتحمل المخاطر، لأنهم يعتقدون أن هذه المنطقة قد تكون أفضل مكان للعثور على الماء والمواد العضوية في كويكب بينو.

ووجدت دراسة حديثة للمنطقة أن جزيئات الكربون المرتبطة بالحياة البيولوجية ربما تكون كامنة في الحفرة. وهذا لا يعني أن الحياة موجودة في بينو، ولكن قد يعني أن اللبنات الأساسية للحياة يمكن أن تكون على الكويكب وأنها كانت موجودة أيضًا عندما بدأ النظام الشمسي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية