كشفت رسالة من البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، أن واشنطن كانت تترقب عودة رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إلى تونس، بعد سقوط نظام زين العابدين بن على.
وبحسب رسالة إلكترونية رفعت عنها السرية، مؤخرا، فإن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في ذلك الحين، جيفري فيلتمان، اقترح بعض الأسماء التي يمكن دعمها لتصل إلى السلطة في تونس.
وتحدث المسؤول الأميركي عن عودة الغنوشي، وقال إن الأمر سيكون شبيها برجوع الخميني إلى إيران عقب سقوط حكم الشاه محمد رضا بهلوي في إيران سنة 1979.
وشرح بحسب مداد نيوز أن نظام بن على عرقل وصول المعارضين العلمانيين إلى وسائل الإعلام، وهذا الأمر، جعل الغنوشي الذي أقام في لندن بمثابة المعارض الوحيد المعروف لدى التونسيين.
وتحدث الدبلوماسي الأميركي في رسالته، سنة 2011، عن سيناريوهات الوضع في تونس بعد الاحتجاجات التي خرجت أواخر 2010، وكانت مقدمة لأحداث اجتاحت دولا عربية أخرى.
وأشار وقتها إلى احتمال الانقلاب العسكري في تونس، قائلا إنه قد يكون واردا إذا استمرت أعمال الشغب، أن يستولي «الإخوان» على السلطة، على غرار ما يعرف بـ«العشرية السوداء» في الجزائر بعد نجاح الجبهة الإسلامية في الانتخابات التشريعية سنة 1991.
في غضون ذلك، كشفت رسائل أخرى أن كلينتون كانت حريصة على تقديم الدعم لتيارات الإخوان في عدة دول عربية، في إطار ما سمي بـ«الربيع العربي».
وكشفت الوثائق عددا من العوامل التي أفضت إلى انزلاق الأوضاع في ليبيا وسوريا، تحت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن هذا الشهر على تويتر رفع السرية عن رسائل هيلاري، حيث كتب على تويتر: «لقد أذنت برفع السرية تماما عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في التاريخ الأميركي، خدعة روسيا. وبالمثل، فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بـهيلاري كلينتون. لا تنقيح».
وتتعلق القضية بتعامل كلينتون مع رسائل البريد الإلكتروني الحكومية عندما كانت وزيرة للخارجية في الفترة من 2009 إلى 2013.
واستخدمت كلينتون، المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، خادما خاصا لبريدها الإلكتروني بمنزلها في نيويورك للتعامل مع رسائل وزارة الخارجية.
وسلّمت ما يربو على 55 ألف رسالة لمسؤولين أميركيين يحققون في الأمر، لكنها لم تسلم 30 ألف رسالة أخرى، قالت إنها شخصية ولا تتعلق بالعمل.
واتخذت وزارة الخارجية وإدارة الأرشيف الوطنية في العام 2016 خطوات لاستعادة رسائل البريد الإلكتروني، لكنهما لم تطلبا من وزير العدل القيام بتحرك لفرض ذلك، فيما رفعت جماعتان محافظتان دعاوى قانونية لإجبارهما على ذلك.
وفي أكتوبر 2016، حصل مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، على مذكرة للبدء في مراجعة أعداد هائلة من الرسائل التي تم العثور عليها في جهاز محمول يعود لأحد كبار مساعدي كلينتون، هوما عابدين، وزوجها أنتوني وينر.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» وقتها إن عدد الرسائل يصل لنحو 650 ألف رسالة، لكن من المستبعد أن تكون جميعها ذات صلة بالتحقيق حول كلينتون.
وجاء هذا بعد أن كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي بأنه سيحقق في مزيد من الرسائل المتعلقة بكلينتون لتحديد مدى تضمنها معلومات سرية، بالإضافة إلى مراجعة التحقيق الذي انتهى في يوليو 2016.
وذكر كومي في رسالة بعثها إلى عدد من رؤساء اللجان الجمهوريين بمجلس النواب، إن «مكتب التحقيقات على علم بوجود رسائل بريد إلكتروني يبدو أنها وثيقة الصلة بالتحقيق. وقد أعطيت موافقتي لكي يتخذ المكتب إجراءات تحقيق مناسبة للسماح للمحققين بفحص هذه الرسائل الإلكترونية وتحديد ما إذا كانت تتضمن معلومات سرية».
واعتبر مراقبون أن قضية رسائل البريد الإلكتروني كانت بالغة الأهمية في انتخابات الرئاسة الأخيرة، حيث ألقت بظلالها على خسارة كلينتون لصالح ترامب الذي قال مرارا خلال حملته الانتخابية إنه إذا انتخب فسوف يحاكم كلينتون، لكنه بعد الانتخابات أفاد بأنه غير مهتم بمتابعة التحقيقات.