أعلنت عدد من المجلات الكبرى العلمية والطبية، في خطوة غير مسبوقة، عن معارضتهم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية 2020، رغم أن مثل هذه المجلات، معروف عنها «تاريخيا» أنها لا تخوض ولو بأنامل أصابعها الصغيرة في عالم السياسة، ولكنها قامت بهذا الاستثناء في هذا العام الأكثر «خروجا على المألوف»
ونشر موقع مديكال نيوز توداي، تحليلا لموقف المجلات العلمية من ترامب، قائلا إن مجلات «لانسيت» المتخصصة في علم الأورام، و«ساينس» و«نيتشر»، و«نيوإنجلاند» الطبية، أعلنت معارضتها لترامب، ليس بسبب «أكاذيبه بشأن وباء كورونا فحسب، ولكن لمواقفه السياسية التي تتمثل في القومية والعزلة ومعاداة الأجانب .
كما تضامنت معهم مجلة «ساينتفيك أمريكان» وهي مطبوعة علمية راقية، رافعة يد الاعتراض على الرئيش بالقول :«لم نؤيد مرشحا رئاسيا على الإطلاق منذ تاريخ بلغ 175 عاما، باستثناء الوقت الحاضر .»
ووقالت مجلة «نيو إنجلاند» الطبية في افتتاحياتها تحت عنوان «الموت في فراغ الزعامة»، قائلة إن كوفيد -19 بدأ بأزمة في جميع أنحاء العالم، وهي الأزمة التي أنتجت «اختبار الزعامة»، واضطرت الدول إلى اختيارت صعبة حول كيفية الرد على الفيروس المستجد، الذي لم تتوافر خيارات جيدة لمكافحته .
واضافت المجلة :«فشلت زعماؤنا هنا في الولايات المتحدة في هذ الاختبار، لقد تناولوا الأزمة وحولوها إلى مأساة»، مؤكدة أن «فداحة هذا الفشل مثيرة للدهشة»
وأوضحت المجلة كيف أن الولايات المتحدة التي تقود العالم فيما يتعلق بالإصابات والوفيات جراء وباء كوفيد-19، بالقول أن كثيرا من الديقراطيات قدمت أداءا أفضل من الولايات المتحدة .
وتساءلت المجلة لماذا تعاملت الولايات المتحدة مع الوباء على هذا النحو«بالغ السوء» على الرغم من قدراتها التصنيعية الهائلة، ونظامها البحثي الطبي الحيوي الذي جعلها موضع حسد للعالم ،إلا أن الولايات المتحدة استقبلت قوة الوباء كاملة .
وأشارت إلى أن هناك مشكلات أخرى تتعلق بالفحص ونقص المعدات الوقائية الشخصية للعاملين في الرعاية الصحية والجمهور والافتقار إلى تنفيذ تدابير الحجر والعزل .
أما مجلة «نيتشر» فقالت في افتتاحيتها :«لا نستطيع أن نقف متفرجين وندع العلم ينهار، فثقة بايدين في الحقيقة والدليل والعلم والديقمراطية يجعلوه الخيار الوحيد في الانتخابات الأمريكية .
ولفتت إلى أن الرئيس ترامب انسحب من الاتفاقات البيئية والمنظمات المهمة، والتي من بينها اتفاق إيران النووي، واتفاق باريس المناخي لعام 2105، واليونسكو وحتى منظمة الصحة العالمية على نحو لا يمكن تصوره وسط أزمة الوباء .
في حين أكدت مجلة «ساينس» في افتتاحيتها تحت عنوان «ترامب كذب بشأن العلم» أنه قلل من شأن الفيروس أمام الشعب، لم يكن ترامب متحيرا أو مفتقرا للمعلومات، ولكنه لجأ إلى الكذب مرارا وتكرار فيما يتعلق بالعلم أمام الشعب الأمريكي، وأدت هذه الأكاذيب إلى انخفاض الروح المعنوية في المجتمع العلمي، إلى جانب تكليف الولايات المتحدة ما لايحصى من أرواح مواطنيها .
واتفقت مجلة «لانسيت» المتخصصة بعلم الأورام مع مجلة «نيتشر» في رفضهما للتخفيضات الميزانية التي فرضت على الهيئات العلمية والصحية في عهد ترامب، مشيدين في الوقت نفسه من مواقف منافسه جو بايدن الأيجابية في مجال الرعاية الصحية وخاصة فيما يتعلق بأمراض السرطان وتخفيض أسعار الدواء .
كما أكدت «لانسيت» أن بايدن هو المشرح الوحيد الذي يرى أهمية الرعاية الصحية كأحد حقوق الإنسان التي تحسن المجتمع أكثر من «الفرص التتجارية» التي تثري أقلية قليلة العدد .