تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، عُقدت ندوة بعنوان: «حرب أكتوبر بين الدروس المستفادة والاتجاهات الحديثة في الحروب»، والتي نظمتها لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس ونائب مقررها الدكتور جمال زهران.
عُقدت الندوة بمقر المجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة كل من: النائب البرلماني ووزير الخارجية الأسبق: محمد العرابي وتحدث عن «البعد السياسي والدبلوماسي لحرب أكتوبر»، واللواء أ.ح طيار هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، وتحدث حول «الدروس المستفادة من حرب أكتوبر والاتجاهات الحديثة في الحروب»، وأدارت الندوة: الدكتورة هدي رؤوف- أستاذ العلوم السياسية، وقد روعي تطبيق الإجراءات الاحترازية المقررة بهدف الوقاية من فيروس كورونا.
بدأت الندوة بكلمة السفير محمد العرابي، متحدثًا عن «البعد السياسي والدبلوماسي لحرب أكتوبر»، وقال إن حرب أكتوبر كانت ملحمة تاريخية، وتعد أبرز أحداث القرن الماضي، وأن نصر أكتوبر 1973 كان ملحمة عسكرية وسياسية، فقد تم قهر أحد أهم المفاهيم السياسية المعروفة بفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية واحتلال الأراضي، وأشار إلى أن الدبلوماسية كان لها دورًا كبيرًا خلال التحضير لحرب أكتوبر، وما بعدها حتى صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وكذلك التحضير للتضامن العربي خلال حرب أكتوبر للتأثير على الموقف الدولي واستخدام سلاح النفط، وأكد على أن مصر لم تكن تستطيع أن تسترد أرضها بالعمل الدبلوماسي دون أن يكون مستندًا على قوة عسكرية تسبق انطلاقه وتحمى استمراره وتجعله قادرًا على تحقيق وثبة نحو السلام، وكذلك واصلت الدبلوماسية المصرية جهودها خلال معركة طابا حتى تم الحكم لصالح الدولة المصرية، وأكد على العلاقة الواضحة بين القوة العسكرية والجهد الدبلوماسي، مستعرضا جهود الدبلوماسية المصرية سواء على مستوى الرئاسة أو الخارجية المصرية خلال فترة حرب أكتوبر، وضرورة الوجود لتحقيق السلام، وأكد على أن الدبلوماسية الرئاسية لعبت دورًا مهمًّا، في تمكن مصر من تحقيق عنصر المفاجأة في حرب أكتوبر، ونجح المصريون في استعادة أرضهم وكرامتهم واحترام العالم لهم، حيث تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة.
واختتمت الندوة بكلمة اللواء هشام الحلبي، متحدثًا حول «الدروس المستفادة من حرب أكتوبر والاتجاهات الحديثة في الحروب»، وقال انتصرت مصر في حرب 1973 بإمكانيات قليلة، فضلاً عن أن الجيش المصري تمكن من العبور في 6 ساعات، وأضاف أن مصر حققت الانتصار بالمزج ما بين استخدام القوة الصلبة والقوة الناعمة (الحرب والتفاوض)، وهو ما استخدمه الرئيس الراحل أنور السادات قبل سنوات، وأصبح في الوقت الحالي علما حديثا يسمى «القوي الذكية»، وتحدث عن اهم اهداف ونتائج حرب أكتوبر 1973 واهم الدروس المستفادة منها «من المنظور الإقليمى والدولى»، وتحدث أيضا عن نظرية «الحدود الأمنة» وعن تراجع الإستخدام المباشر للقوة العسكرية مع مصر، وإدراك صعوبة فرض الإرادة العسكرية، وأكد على أن انتصار اكتوبر 1973 لم يكن انتصارًا في الحرب فقط، بل كان كسر لعلوم عسكرية تعتمدها إسرائيل والدول الغربية آنذاك، وأشار إلى أن هناك عدد من القوى التي تحمي الدولة وأهمها القوى العسكرية والقوى السياسية والاقتصادية وهى مجموعة متعددة من القوى، ومؤكدا أن القوة العسكرية ليست وحدها فقط هي من تحمي الدولة ولكن بتكاتف جميع القوى وهذا هو ما يعزز قدرات الدولة.
وتحدث عن أبرز الإتجاهات الحديثة للحروب مثل حروب الجيل الرابع والتي ظهرت في عام 1989 والتي تهدف إلى إفشال الدولة وزعزعة استقرارها وتدمير القطاع المدني فيها وتفتيت مؤسسات الدولة «امنيًا واقتصاديًا»، وتفكيك وحدة شعبها، وأشار إلى أن حروب الجيل الرابع هي حروب ليست نمطية وإنما تعتمد على التقدم التكنولوجي والقوة الذكية، وتحدث أيضا عن الحروب السيبرانية والحروب الهجينة، واختتم حديثه قائلاً أن أشكال وأنواع الحروب تتغير مع الزمن ولكن يبقى الهدف النهائي للحرب واحداً، وهو فرض الإرادة على الدولة المستهدفة.