اطلقت مجموعة قنوات mbc أحدث إنتاجاتها مسلسل تليفزيوني بعنوان «بيروت 6:07» والذي يتحدث عن لحظة انفجار بيروت والذي وقع خلال الفترة الماضية 4 أغسطس.
«بيروت 6:07» مسلسل تلفزيوني هادف، من إنتاج شركة «أيماجيك جروب» – Imagic Group’s The Big Picture Studios، ووفقا لبيان رسمي صادر عن القناة: «أُريد له أن يكون تكريماً لأرواح الضحايا والمفقودين، ووقوفاً عند الخسائر المادية والمعنوية الهائلة من جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وذلك ضمن 15 قصة قصيرة مستوحاة من أحداث واقعية وأشخاص حقيقيين».
تعتمد حبكة الحلقات على رواية الأحداث المختلفة التي وقعت قُبيل الانفجار وبعده، حيث تمتد كل قصة لنحو 7 دقائق تحت إدارة مخرج مختلف لكل حلقة من حلقات العمل التي بذل الجميع فيها أقصى جهودهم، بلا مقابل وأُجور. بموازاة ذلك، شهد هذا المشروع المُشترك توفير إمكانات الإنتاج ومعدّاته مجاناً من قِبل FinalCut Equipped، فيما قامت «مجموعة MBC» ومنصّة «شاهدVIP» المنضوية تحت مظلتها بتغطية تكاليف طواقم الإنتاج والتصوير.
الجدير باذكر أن «بيروت 6:07» يبدأ عرضه على «شاهد VIP» اعتباراً من 17 أكتوبر في تمام الساعة 06:07 دقائق. فيما يبدأ عرضه على قناة MBC4 اعتباراً من 22 نوفمبر، تزامناً مع عيد الاستقلال اللبناني.
وأكدت «mbc» أن الفن هو أحد أشكل التفريغ العاطفي والمشاركة الوجدانية والتفاعل مع المحيط، فقد آثر كافة المشاركين في المشروع أن تكون إسهاماتهم تطوعيةً. إذ، تأثر كل ممثل أو فرد من طواقم الإنتاج بأحداث 4 آب/أغسطس بشكل أو بآخر، ولكلّ من المشاركين في العمل حصّة من المعاناة الإنسانية على الصعيد العائلي أو الشخصي. هكذا، أبى جميع المشاركين إلا أن يتعاونوا طواعية على إتمام المشروع، فيما مَنَحَت أُسر الضحايا الحقيقيين موافقاتها على تبني قصصهم في العمل، لدرجةٍ أن بعضهم شارك بنفسه في تطوير خيوط المسلسل.
في هذا السياق، صُوّرت كل حلقة من حلقات «بيروت 6:07» كقصة قائمة بذاتها، وبمعزل عن باقي الحلقات، على مبدأ الحلقات المنفصلة المتصلة، لذا تروي كل حلقة قصة ضحية أو ناجٍ أو بطل، وذلك من خلال عيون وعدسة مخرج وفريق عمل مختلفين.
شهد مسلسل «بيروت 6:07» مشاركة 15 مخرجاً، اختار كلٌّ منهم أن يسهم في بلسمة الجراح على طريقته، وأن يعبّر من خلال تجربته ورؤيته الإخراجية عن كل ما آمن به وعاشه وكان جزءاً منه. فيما يلي كلمات عفوية صرّح بها عدد من المخرجين المشاركين في العمل، تطرّقوا خلالها إلى تجربتهم ورؤيتهم ورسالة كلٍّ، منهم:
إنغريد بواب
«بعد مروري بإحدى أكثر التجارب إيلاماً في حياتي، كان لِزاماً عليّ وعلى كل فنان اتخاذ القرار الحاسم برفع الصوت عالياً، والتحدث عن كل ما مررنا به على الملأ. قمنا جميعاً بتوظيف مهاراتنا وخبراتنا للمساهمة في تسليط الضوء على ما حصل في بيروت، وإيصاله إلى العالم بأسره. بالنسبة لي، اقتضت طريقتي في التعبير تجميع فريق كامل للعمل ليلاً ونهاراً بدون مقابل، وذلك كي نتمكّن من سرد قصتنا كوسيلة للمساهمة في التعبير عما جرى، وبالتالي إيصال صوتنا إلى العالم بأسره حول مأساة في بيروت، على أمل أن تبقى لغة التواصل تلك قائمةً وفاعلةً ومستمرة.»
مازن فايد
«في عصرنا هذا، أصبح نسيان المأساة أمراً حتمياً بمجرد توقف شبكات الأخبار عن بث السبق الصحفي والأخبار العاجلة المتعلّقة بها. علاوةً على ذلك، فإن الشعب اللبناني تحديداً، ونظراً لتاريخه الطويل في المعاناة والمآسي، بات أكثر ميلاً للنسيان والمضي قدماً. السؤال الذي يبقى مطروحاً هو: ما مصير هؤلاء الضحايا وعائلاتهم؟ هل فقدوا حياتهم عبثاً؟ من واجبنا كمخرجين وفنانين أن نحافظ على الذكريات حية في العقول والقلوب والضمائر، وأن نُذكّر الجميع بأن أولئك الضحايا كانت لديهم أحلام وآمال وطموحات حُرموا منها في لحظة واحدة نتيجة الإهمال واللامبالاة. إن ما حدث لهم يمكن أن يصيب أي فردٍ منا. ما علينا فعله اليوم هو تكريم الضحايا، وأن نأمل من خلال وقفتنا هذه بأن يكون مستقبلنا خالياً من المآسي والكوارث. من جانبي، كان لي شرف المشاركة في هذه المبادرة التي أصنّفها على أنها أكثر من مُجرّد مشروع إنتاجي.. فهي بمثابة بلسم عاطفي وعلاج نفسي ومعنوي إن جاز التعبير.»
كارل حديفه
«من دواعي الفخر والامتنان أن أكون جزءاً من هذا المشروع. حاولتُ قدر المستطاع أن أبذل أقصى ما في وسعي.. وعلى الرغم من ذلك، انتابني شعورٌ بأن كل ما قمت به وقدّمته من مجهود لم يكن كافياً! إن خبرتي المهنية لا تشمل أعمال البناء والإعمار، وعلى الرغم من ذلك فإن مساهمتي في هذا المشروع أتاحت لي أن أضع بصمتي الشخصية، وأن أسخّر خبرتي الإخراجية ولغتي المفضلة، وهي اللغة البصرية السينمائية، في تقديم العون الممكن.»
كارولين لبكي
«يملأ الفخر قلبي، ويشرفني بحقّ أن أكون جزءاً من مشروع»بيروت 6:07«، الذي أتاح لي أن أُسهم في تكريم ضحايا انفجار بيروت المدمّر. ونظراً لكوني مخرجة، فقد قرّرت المشاركة بطريقتي الخاصة في ردّ الجميل للمدينة التي أحبّها وأعتزّ بها؛ وآمل بصدق أن نكون قد وُفِّقنا في تكريمها وتكريم أبطالها الذين سقطوا بشكل مشرّف.»
إيميلي صليلاتي
«بعد وقوع الانفجار، شعرتُ بإحباطٍ شديد. أردتُ مدّ يد العون بأي طريقة ممكنة، فكانت أول ردة فعل لي حينها أن تناولت مكنسة وبدأت بتنظيف المنازل والشوارع المدمرة.. بالطبع لم يكن ذلك كافياً، إذ وددتُ المساعدة عبر تسخير كاميرتي وخبرتي الإخراجية، ولكني لم أكن قادرةً على تحديد طريقة ونوعية المشاركة آنذاك. وفجأةً أطلّ مشروع»بيروت 6:07«في الوقت المناسب تماماً! لقد سيطرَت الأجواء الإيجابية على المشروع برمّته، فكانت النوايا الحسنة مُلهِمةً لنا على الدوام، إذ انتشرت الطاقة والحماسة بين المنتجين والمخرجين وفرق الإنتاج والعمل، وتحوّلت تلك الحماسة إلى مشاعر صادقة تجاه بيروت وضحاياها وأُسَرهم. إن تكريم العاصمة اللبنانية وأبطالها الذين سقطوا في الانفجار كان الهدف الأسمى لجميع المشاركين في المشروع. من جانبٍ آخر، فقد ألهمتنا قصص البطولة الحقيقية ومنحتنا القدرة للمضي بمشروعنا إلى مستوى أكثر تطوراً ورقيّاً.. مستوى قوامه الإنسانية المطلقة والتعاطف الوجداني. أنا في غاية الامتنان لمنحي هذه الفرصة التي كانت بمثابة الملاذ النفسي والعاطفي الذي أبحث عنه.»
وسيم سكر
«بعد الانفجار المأساوي الذي هزّ بيروت، أصبح من الواضح بالنسبة لي على الصعيد الشخصي أننا كبلد، قد بلغنا الحضيض فعلاً! البعض هَرَع إلى موقع الكارثة للمساعدة، فيما اندفع الآخرون إلى الشوارع عفوياً للثورة والانتفاض على الواقع. باختصار، تواصلت تداعيات موجة الغضب والإحباط بنفس وتيرة الغليان، وإنْ ظهر ذلك على نحوٍ مختلف في كل واحد منا. بالنسبة لي، كانت تلك الحادثة أشبه بنقطة الانهيار، فقد شعرت بأنني محطّم وعاجز كلياً. لذا كان لا بدّ من القيام بعملٍ ما.. بدى جليّاً أن ثمة شيء بحاجة إلى التغيير الجذري. هكذا، عقدتُ العزم على المشاركة من خلال القيام بالعمل الذي أجيده على أحسن وجه. لطالما آمنتُ بالقوة الكامنة للسينما والطاقة المتولّدة من رواية القصص الملهمة.. وها هو الوقت المناسب قد حان لنقل قوة ذلك الانفجار إلى قلب وعقل وضمير كل إنسان- مشاهد، على أمل أن يفلح ذلك في إيقاظنا من حالة الغيبوبة والنسيان التي نغرق فيها».
ساندرين زينون
«كغيري من اللبنانيين، عشتُ انفجار 4 أغسطس بكل تفاصيله. فقدتُ منزلي، وكدتُ أفقد شقيقتي، كما أصيب كثير من معارفي وأصدقائي.. وبعد مضي أكثر من شهرين، ما زال التحقيق يراوح في مكانه! الأدلّة أُحرقت! والكثيرون ما زالوا في عداد المفقودين! ويبدو أن معظم من حولنا قد اختار أن ينسى ويمضي قدماً في حياته. بالنسبة لي، اخترتُ العمل ضمن هذا المشروع لتذكير الجميع بأن الضحايا الذين سقطوا هم أشخاص حقيقيون، حملوا أسماءً، وعاشوا قصصاً وتجارب، وكانت لديهم بيوت وعائلات وأحلام وآمال.. لذا لا ينبغي أن يُنسَون إطلاقاً. الألم ما زال حاضراً وحقيقياً وحياً، ويجب أن يستمر كذلك حتى نصلَ إلى الحقيقة.»