«ربنا يصلح حاله، ضابط جدع وقف جنبي وسدد ديوني للبنك ورحمني من السجن».. بهذه الكلمات وصفت سيدة مُسنة موقف رئيس مباحث تنفيذ الأحكام بمركز شرطة المنزلة، والذى ألقى القبض عليها لتنفيذ حكم قضائي نهائي بحبسها 3 سنوات لصالح أحد البنوك بعد عجزها عن سداد باقي قيمة القرض بالفوائد.
وتقول «ثريا .أ»، 60 سنة، ومقيمة بقرية البصراط دائرة مركز المنزلة لـ«المصري اليوم»، إن «ابنى كان محتاج شغل والدنيا واقفة فأخدت قرض من البنك بقيمة 40 ألف جنيه وشاركنا ناس في مشروع وكان ابنى وزوجي بيشتغلوا فيه وكنا الحمد لله منتظمين في سداد الأقساط لكن زوجي أصيب بالكبد وحالته اتدهورت وأصبح عاجز عن العمل ومحتاج عملية والعلاج كان كتير فتوقفت عن سداد الأقساط علشان أقدر أصرف على العلاج وكان مجموع المتبقي بالفوائد 17 ألف جنيه، والبنك رفع قضية وحاولت أستلف علشان أسدد لكن بسبب الكورونا الدنيا كلها كانت واقفة واشتغلت في مطعم أغسل الأطباق وأنظف علشان أقدر أصرف على البيت وأساعد ابنى في علاج زوجي ولكن للأسف صدر ضدى حكم بالحبس 3 سنوات وفوجئت بقوة من شرطة تنفيذ الأحكام تقبض على لتنفيذ الحكم».
وأضافت السيدة المُسنة: «روحت المركز وكنت بعيط ومنهارة وأنا بفكر في جوزى المريض واللى هيموت في فرشته وابني كمان مهدد بالحبس، لأنه هو كمان عليه ديون، وأنا واقفة للعرض على الضابط أحمد غراب رئيس مباحث تنفيذ الأحكام لقيته بيقولي تعالى يا أمي إيه حكايتك وايه اللي وصلك للحكم عليكى بالحبس فحكيت له كل اللى حصل معايا ومرض زوجى إللى أصبح طريح الفراش ولا يستطيع العمل ولا خدمة نفسه وقلت له والله يا بيه لو معايا فلوس كنت سديت ما أنا كنت بسدد بانتظام والدنيا ماشية لكن أنا أصبحت مديونة للناس بسبب مرض زوجي اللى هيموت لو مرجعتش له علشان أراعيه ومش عارفة أعمل إيه».
وتابعت: «الضابط أكرمني وطبطب على وقالى متقلقيش يا أمى كل حاجة هتتحل إن شاء الله وجاب لى طعام ومياه وعصير وقعدت أدعى له خاصة ان قال للعساكر والضباط الست دي زي أمي وأمكم خلوا بالكم منها وبعدها بثلاثة أيام لقيت الضابط بينادي على ويقولي هتروحي لبيتك النهاردة يا أمي مصدقتش في الأول لكنه قالى أنا اتأكدت من كل كلامك وانتى ست طيبة وعلشان كده سددت لك ديونك وعملت مصالحة مع البنك وتم اخلاء سبيلك وهتروحي لجوزك وابنك».
وتابعت الحاجة «ثريا: قائلة:»كان هيغمى عليا من الفرحة وقعدت أعيط وحاولت أبوس ايده وأنا بأدعى له لكنه رفض وقبل دماغي وقالي إنتي زي أمي وكفاية دعوتك لي فقعدت أدعي له وهأفضل أدعي له ربنا يصلح حاله ويستره دنيا وآخرة لحد ما أموت«، مشيرة إلى أنها»لما جعت البلد الناس كلها قالت لي هي واسطتك إيه علشان تخرجي بسرعه كده فقلت لهم واسطتي ربنا اللي بعت لي ضابط بن حلال«.
من جانبها، قالت مصادر أمنية في تصريحات صحفية إن الضابط المتبرع للسيدة كان قد أصيب بفيروس كورونا هو وأسرته وتم تعافيهم من الفيروس، وعاد للعمل منذ شهر، مشيرة إلى أنه «عندما شاهد السيدة وسمع قصتها تعاطف معها، وعرض على رؤسائه أن يتطوع لسداد ديونها، وحل مشكلتها كنوع من الشكر العملي لربنا على شفائه»، بحسب المصادر.