في الثانى عشر من يناير عام ١٨٩٣، وُلد هيرمان جورينج في مدينة «روزينهيم» البافارية، وكان والده «هينريك» يمتهن المحاماة وفى حقبة الحرب العالمية الأولى، انخرط هيرمان في فرقة المشاة، حيث أصابته علّة جسدية لم يُعرف سببها ولا ماهيتها أقعدته الفراش لأشهر، وتم تسريحه من الجيش لعدم لياقته صحيا.
وتمكن أن يحصل على وظيفة ملاحظ أرضى لحركة الطيران العسكرى، وتمكّن بعدها من تلقّى التدريب اللازم لقيادة الطائرات، وحصل على رتبة طيار في منتصف ١٩١٥، ولم يمض وقت على عمله كطيار حربى إلا وأسقطت طائرته وأمضى معظم ١٩١٦ يتعافى من الحادث وبعد الحرب العالمية الأولى استمر في مهنة الطيران.
وفى ١٩٢٢، انضم لحزب العمال الاشتراكى الوطنى، واتخذ لنفسه قيادة الكتيبة الضاربة «SA». وتقلّد عدّة مناصب في ألمانيا الرايخ الثالث، ومنها وزير الاقتصاد وبعدها القائد العام لسلاح الطيران عام ١٩٣٥ويعد جورينج الأب الروحى لجهاز البوليس السرى «جيستابو»، وأحد أبرز مهندسى الألمانية النازية.
عُرف عن جورينج ذوقه الرفيع وأناقة ملبسه وكان قد تزوج من بارونة سويدية أغدقت عليه من ثروتها، ومع بداية الحرب العالمية الثانية، كان مسؤولاً عن الخسائر التي تكبدتها ألمانيا في محاولتها لإخضاع التاج البريطانى عن طريق الغارات الجوية، مما قلل من شأنه في التسلسل الهرمى النازى بعدما كان من أبرز قيادات ألمانيا النازية تدنت شعبيته بين الألمان، وفيما يتعلق بإبادة المدنيين في معسكرات العمل النازية، فقد كان أعلى سلطة نازية توثّق الإبادة الجماعية للمدنيين فيما يُعرف بخطّة «الحل الأخير» الرامية لترحيل المدنيين ترحيلاً قسرياً إلى معسكرات العمل، ومن ثمّ إبادتهم، ويُعتقد أن هتلر أوعز لجورينج بهذا العمل، وكان هتلر قبل انتحاره قد جرّد كلاً من جورينج وهينريك هيملر من رتبهما العسكرية والإدارية لاتهامهما بالخيانة العظمى بدأبهما التفاوض مع العدو بدون موافقة أو تشاور مسبق مع هتلر.
وكان جورينج لاحقا قد استسلم للقوات الأمريكية في ٩ إبريل ١٩٤٥ في النمسا، وبهذا يصبح جورينج أعلى رتبة نازية تمثل أمام محاكم نورمبرج، حيث دافع عن نفسه باستماتة، إلا أنها حكمت عليه بالإعدام، وفيما يشبه الخلاص المبكر وتحدى قرار المحكمة قام «زي النهارده»، في ١٥ أكتوبر ١٩٤٥، بتجرّع السم ومات قبل يوم واحد من تنفيذ حكم الإعدام فيه.