يبدو أن الوجه المرعب للموجة الثانية لجائحة كورونا، بدا جليا في وحدة العناية المركزة بمستشفى وارينغتون، في العاصمة البريطانية، لندن.
وخلال جولة لمراسل «سكاي نيوز» داخل وحدة العناية المركزة، كشفت أن العديد من المرضى ليسوا من كبار السن، الأمر الذي يشي بخطورة الموجة الثانية وقوتها.
وكما ذكر المراسل في وصفه لما شاهده «كان هناك شاب آسيوي (28 عاما)، يكافح من أجل التنفس، ويبدو عليه الضيق الشديد، وكان جسده يرتفع ويهبط على السرير، كانت ملامح وجهه تعتصر بألم، وهو عاجز عن الكلام، وقال الأطباء إن حالته خطيرة».
وأضاف «في السرير المقابل، ترقد امرأة شابة، تبدو وكأنها بين 30 و40 عامًا، وتعمل مديرة مدرسة وتجلس منتصبة، حيث كانت تتنفس دون مساعدة، وتبتسم».
وتقول الممرضة المسؤولة عنها إن «هذه المرأة مريضة بالسرطان بالإضافة إلى»كوفيد 19«، وهما مرضان يهددان الحياة في نفس الوقت».
وتحدث أحد المرضى إلى «سكاي نيوز»، ويدعى مارك أندرسون هامرسلي (57 عاما)، قائلا: «أعاني من مرض السكري وزيادة الوزن، وهذه من عوامل الخطر لدي».
ونجح هامرسلي في تفادي الإصابة خلال الموجة الأولى من الوباء، لكنه لم ينج من الثانية، وهو لا يزال في مراحل المرض الأولى، ويتنفس بصعوبة بمساعدة جهاز اصطناعي.
وعلى سرير آخر، كانت ترقد سيدة عجوز تدعى سوزان بوستوك، حيث تتنفس باستخدام جهاز، وتعتقد سوزان أنها ستموت، دون هذا الجهاز.
وتقول سوزان: «لقد فعلت كل ما قيل لي. التباعد الاجتماعي وكل الاحتياطات، لا يجب على الناس أن يستخفوا بالأمر».
وفي السياق، يثني المدير في هيئة الخدمات الطبية البريطانية، أليكس كرو، على فريقه، ويقول إن الأطباء والممرضين «مثابرون» و«مرنون»، وهما خاصيتان رئيسيتان لتجاوز الأزمة التي تلوح في الأفق.
يذكر أن لم يتم تسجيل وفيات من جراء مرض «كوفيد 19»، في هذا المستشفى بين شهري يوليو وأغسطس مع انحسار الوباء في بريطانيا، لكن في الأسبوع الماضي وحده كانت هناك 8 حالات وفاة، الأمر الذي أشار إلى خطورة الوضع في ظل الحديث عن موجة ثانية من الوباء.
ويقول كرو إن الأمر يبدو وكأننا «عدنا كثيرًا إلى حيث كنا في وقت سابق من هذا العام».
وأضاف «أعتقد أننا أكثر استعدادًا بكثير مما كنا عليه في السابق، لذلك نحن نفهم الاحتياجات والإجراءات المطلوبة للمرضى».
وأشار إلى «التحديات التي تواجهها المستشفيات هي الأمور التقنية، خلال التصدي للفيروس القاتل».