x

المطرب الكبير وليد توفيق لـ«المصرى اليوم»: لبنان هيرجع يقف على قدميه (حوار)

الأحد 11-10-2020 20:09 | كتب: أحمد النجار |
المصري اليوم تحاور«الفنان وليد توفيق» - صورة أرشيفية المصري اليوم تحاور«الفنان وليد توفيق» - صورة أرشيفية تصوير : سمير صادق

في تاريخ الأغنية اللبنانية المعاصرة يحتل المطرب وليد توفيق مكانة متميزة عبر تاريخ غنائى طويل قطعه، رافقه خلاله أسماء أساطين الكلمة واللحن في مصر ولبنان.

أدرك «وليد» منذ بداياته أهمية السينما بالنسبة للمطرب فقدم العديد من الأفلام الغنائية التي شارك في بطولتها إلى جانب أسماء مثل فريد شوقى وليلى علوى ورغدة وآثار الحكيم وأخرجها بركات ومحمد سالمان. مثلما نجح وليد كمطرب نجح أيضا كملحن صاحب بصمات لحنية صافحت صوته، وفى الفترة المقبلة ستصافح أصوات مثل هانى شاكر وصابر الرباعى ألحانه، حيث انتهى مؤخرا من وضع ألحان لأغنيات بدأ هانى شاكر في تسجيل وتصوير واحدة منها باللهجة اللبنانية ستكون الأولى له في الغناء بها..«المصرى اليوم» أجرت هذا الحوار مع وليد توفيق:

لا تنازل عن محاسبة من تسببوا في انفجار المرفأ.. والضربة كانت موجعة والدمار كارثى

■ ما قصة أغنية «صباح الخير يا بيروت» التي قدمتها بعد ساعات قليلة من حادث المرفأ؟

- بداية هذه الأغنية لن أسجلها مع أوركسترا وقصتها بدأت يوم الانفجار الشاعر الكبير الأستاذ نزار فرانسيس كتب رسالة لكل لبنانى وعربى أنا كنت بقرأ الرسالة بتاعته كان منزلها على صفحته الشخصية، فشدنى بطريقته في التعبير ودمعت ما في صباح الخير يا بيروت وأخدت العود على طول ولحنتها بطريقة الموال بإحساس مباشر وسمعتها لنزار وأعجبته جدا وأحببنا لحنها بالعود والحمد لله وصلت للناس.

■ لو عرض عليك مطرب آخر مشاركتك في غنائها كدويتو؟

- بالتأكيد هاكون سعيد جدا عندما يشاركنى زميل آخر في غنائها معايا أو لو أراد غنائها بمفرده لأنها بمثابة رسالة صغيرة لكن مؤثرة جدا في كلامها ولحنها اللى طالع من القلب للقلب وإحنا هنقول صباح الخير يا بيروت وهى سترجع تقف على قدميها من جديد بإذن الله لكن المرة دى كانت الضربة قوية جدا، ومش عايز أوصفلك الدمار يمكن شوفتوه على الشاشات، لكن لما بتشوفوه على الأرض حاجة تانية المنازل كلها متحطمة والنفوس البشرية محطمة وخلف الانفجار 200 قتيل وحوالى 5000 جريح، وهى صعبة جدا وسببها الإهمال يعنى كان عندهم خبر من شهر يوليو الماضى، ومعملوش حاجة هي دى المشكلة إهمال تسبب في قتل أبرياء ودمر بيوت حتى رئيس الجمهورية بيقول إنهم بلغونا لكن أنا معنديش سلطة إنى أتابع الموضوع وده إهمال مش ممكن حد يسكت عنه ولازم الكل يتحاسب عليه.

■ الاستقالات الحكومية ألم تكف من وجهة نظرك؟

- لازم يتحاسب المسؤولون مبيكفيش استقالة حكومة أو استقالة وزير ده تمييع للموضوع، لكن لازم الكل يتحاسب كل واحد قصر وكل واحد كان عنده خبر ومبلغش ولم يتابع الموضوع، ده انفجار نووى مش حاجة صغيرة، ودخلنا في مرحلة صعبة وحكاية المصارف وفلوسنا في البنوك راحت كلها نتيجة تسيب الدولة والمسؤولين وحكاية كورونا، ثم جاءت هذه الضربة دى الموجعة جدا لكن لازم يتحاسبوا.

■ ساهمت في دعم المتضررين من خلال علاقاتك بالعديد من الشخصيات العربية، فكيف تم ذلك؟

- الشكر أولا لمصر ولكل الدول العربية نحن ملناش أي هدف إنما هذا واجبنا وهذا تعلمناه من أم كلثوم وعبدالحليم ووديع الصافى وفيروز علمتنا إن لما البلد تبقى تعبانة لازم نقف بجوارها بدون أي غرض، ولا كلمة شكر وأشكر أصدقائى وحبايبى في الدول العربية إللى قدموا حوالى 35 طن مساعدات من أغذية وملابس وفرش وحاجات كتير، كتر خيرهم بشكرهم ودى أقل حاجة نقدمها لبلدنا ولشعبنا المنكوب فعملت إللى عليا وأطلب من كل الفنانين اللبنانيين وأكيد فيه منهم اللى بيتمتع بحس وطنى وعندهم شهامة يستعينون بنجوميتهم وعلاقاتهم مع الناس إللى بيحبوهم ويطالبوهم بالتبرع مش بس بالكلام لأنه مينفعش دلوقتى في ناس معندهاش بيوت وناس مش لاقية تاكل ومطلوب مساعدات، وأكيد فيه مثلى بيعملوا أيضا وهذا أقل شىء نقدمه لبلدنا وأهلنا في لبنان.

■ ولماذا لا يساهم المطربون اللبنانيون بإحياء سلسلة حفلات لهذا الهدف؟

- أشكر المغتربين والفنانين أيضا على مواقفهم النبيلة ولازم نضع إيدينا ف إيد بعض، هناك آخرون بيعملوا حاجات ويقوموا بمساعدات معرفهاش، ولكن خلينى أكون أنا اللى بادئ، فقد اتصلت على أصحاب لى ورجال أعمال وقدرت أقدم أمرا مهما جدا عبارة عن 3 طائرات 35 طنا ولو كل فنان منا استخدم علاقاته ومحبيه، سيكون شيئا جميلا جدا وواثق إن هناك آخرين يمكن أن يقوموا بالكثير.

■ بعض المطربين العرب تضامنوا من خلال أغنيات قدموها فما هي الأغنيات التي أعجبتك وتوقفت أمامها؟

- عمر الفنان المصرى ما قصر، لا أقول ذلك مجاملة، فقد عشت في مصر وأعرف إحساس المصريين وإنهم عاطفيون جدا وجدعان جدا ولما بيقفوا موقف مبيخافوش من حاجة بيقولوها، وبدورى أتوجه بالتحية لكل مطربى مصر إللى وقفوا معانا وتحية للعراق الحبيب والجزائر الحبيبة والمغرب أيضا.

■ ما السر وراء تعاونك مع شعراء من جنسيات عربية مختلفة؟

- كل شىء يرجع للتربية في البيت هي الأساس في كل حاجة وقد تربيت على القومية العربية وتربيت على عبدالناصر، وعلى حبى لمصر وأنا من الفنانين اللى مصر أعطتهم أكتر وأعطيتها الأفلام اللى عملتها مع كبار النجوم، وزادت من نجوميتى فشىء طبيعى أنك تكون وفى لهذا الشعب.

■ مشروع مسلسلك مع المنتج صادق الصباح لماذا لم يخرج للنور؟

- الفكره كانت تدور في رأسى بتقديم عمل عن مشوار حياتى وجلست مع أخى صادق الصباح لكنه رفض، وقال لا شكلك لا يزال شابا ومن الممكن أن تقدم أعمالا كثيرة ولا يزال الوقت مبكرا على فكرة تقديم سيرتك الذاتية، لأنه المفهوم في الوطن العربى أنه الفنان عندما يقدم قصه حياته، الناس تعتقد أنه انتهى فنيا، وقال لى «لا أنا شايف إنه ممكن نعمل مع بعض شغل لسه نعمل مسلسل أو شىء مع بعض لسه بدرى عليك»، فاقتنعت برأيه لأنه منتج ناجح جدا، وكان ممكن يعملها ويستفيد، لكن رأيه نابع عن حب وعن ثقة بأشكره من كل قلبى.

■ وهل المشروع لا يزال قائما؟

- قائم بإذن الله، لكنه «عايزنى أعجز أكتر علشان نعمله».

■ وماذا عن ألحانك الجديدة لهانى شاكر وصابر الرباعى؟

- الحمدلله انتهينا من تسجيل أول أغنية مع الاستاذ الكبير هانى شاكر الصوت الذي أعشقه وكان من المفترض نعمل مع بعض حاجة من زمان وكل فترة نقول ياللا لكن انشغالاتنا كانت تحول دون إتمام المشروع مشغول وعند زيارتى الأخيرة لمصر وهو كان في بيروت بيصور برنامح ذافويس سينيور ووصلت إلى القاهرة وكنت عايز أسلم عليه كعادتى عندما أصل إلى القاهرة بحب أسلم على حبايبى فكلمته وسألته أنت فين قال لى في بيروت، وقلت له أنا في مصر وسألنى إمتى هنغنى أغنية من ألحانك وكنت عامل أغنية لى قلت له أنا عارف الطبقه بتاعة صوتك وعارف هتحب اللحن ده هبعتهولك بصوتى ولو أعجبك هو هدية منى ضع صوتك فورا وهذا ما حدث أول ما سمع الأغنية قال لى أنا حبيت الأغنية وفعلا سجلها بعد عودته إلى مصر مباشرة ولسه مكلمنى منذ أسبوع تقريبا وقال لى إن شاء الله نخلص من الكورونا وهننزل بالأغنية وغنى لبنانى وكأنه عاش في طرابلس بلبنان.

■ ومن صاحب كلمات الأغنية؟

- شاعرة صحفية اسمها نادين أسعد، وهناك لحن آخر لصابرالرباعى بيحفظه حاليا لكن تسجيله تأجل بسبب الكورونا التي أربكت لنا الدنيا لكننا سنعود إن شاء الله وندخل الاستوديو ونسجله قريبا.

■ كيف تعاملت فنيا مع الكورونا؟

- مثل كل العالم أون لاين يعنى بألف اللحن على العود أو البيانو وأرسله إلى الموزع على الإيميل وباسجل صوتى في استوديو قريب منى لا يوجد فيه ناس وبأرجع أرسله للموزع يعمل مكساج وهو آخر مراحل الأغنية.

■ هل تسبب هذا الأسلوب في غياب الحميمية والصدق عن الأغنية في زمن كورونا؟

- لا نحن نفتح البث المباشر مع بعض كما نتحدث حاليا وبنقعد بالعود وبنكتب النوت ونظبط الجمل اللحنية لذلك الإحساس موجود.

■ كيف ترى ظاهرة المهرجانات الغنائية؟

- كنت في مصر وسمعتها وخلينا نكون طبيعيين فنيا هي لا تعجبنى ولا أحرص على سماعها لكن ممكن بالصدفة لو ذهبت لمكان أسمعها، زمان الأستاذ بليغ حمدى رحمة الله عليه عندما ظهر مصطلح الأغنية الشبابية لم يكن هناك سوشيال ميديا مثل الوقت الحالى وذات مرة سألته عنها قال لى «خليهم يغنوا» ولو لم تكن هناك سوشيال ميديا كان صعب جدا أن المهرجانات توصل للناس لكن بوجودها ممكن تنشر أي حاجة وتحقق مشاهدة عالية أكثر من أي أغنيه أنت أنفقت عليها دم قلبك دائما أغنية الشارع بتبقى فيها نكتة لذلك بتوصل للناس بسرعة وهو شىء طبيعى لذلك أستعير مقولة الراحل بليغ حمدى «خليهم يغنوا أحسن ما يعملوا حاجه تانية».

■ لكن هذه المهرجانات تواجه اتهامات بسرقة الألحان والكلمات المبتذلة؟

- هذا لايرضى أحدا وجمهورنا النهارده مثقف جدا وهذا كان موجودا زمان من خلال الكاسيت لكن في المقابل كانت فيه رقابة وكان ممنوع على أي مطرب أو منتج ينشر أو يطبع أي كلام إنما حاليا العملية مفتوحة على البحرى لكن لا يزال هناك ناس بتسمع وإلا لم يكن هناك هانى شاكر أو عمرو دياب أو شيرين ولا وائل جسار ولا كاظم الساهر ولا الجسمى خلينا ننظر للجانب الإيجابى والسلبيات هتروح لوحدها ولن تعيش.

■ لو عرض عليك غناء هذا اللون هل ستوافق؟

- عندى أغان شعبية مثل إيه العظمة دى كلها وإنزل يا جميل في الساحة وكلها أغنيات بترقص وتبسط لكن بكلام محترم مفيش فيه أي لفظ يخدش الحياء.

■ أين أنت من السينما؟

- كل الكبارالذين تعاملت معهم في السينما رحلوا مثلا بركات ومحمد سالمان وحسين الصباح لا يوجد سوى المخرج إسماعيل جمال اللى كان سنه مقارب لعمرى فكل الكبار من المخرجين والمنتجين رحلوا وطلعت موجة جديدة من الإنتاج السينمائى وجاءتنى عروض كثيرة لتقديم أفلام تختلف عما قدمته وأنا لست ممثلا أنا راجل بأعمل فيلم عشان أخدم الأغنية وأخدم المشهد والأمر الثانى غبت عن بلدى 20 عاما أيام الحرب وعشت بمصر ورجعت إلى بلدى مجددا لتأسيس نفسى من جديد وابتعدت عن السينما التي أحبها وأعشقها.

■ ولماذا لم تنتج لنفسك في الوقت الحالى؟

- أنا من أوائل المطربين الذين أنتجوا للسينما ودخلت بالإنتاج وخسرت، لأنه ليس شغلتى حتى بالبيزنس خسرت أنا أعرف أعزف عود وألحن وأغنى لذلك المطرب أو الفنان لازم يكون فيه شخص بجواره يفهم بالبيزنس أو بالأرقام وأنا كل الأغانى أنتجها بنفسى لكن في السينما دخلت وخسرت وحتى الآن لم أحصل على شىء من الفيلم الذي أنتجته وكان فيلم جميل جدا لكن حاليا الإنتاج صعب لذلك من ينتج حاليا منصات كبيره مثل روتانا ونيتفليكس.

■ ومارأيك في تجارب المطربين الحاليين السينمائية؟

- هناك محاولات جميله جدا مثل تجربة محمد فؤاد وهو فنان قريب من الناس جدا وابتعد شوية عن السينما مع إنه كان ناجحا جدا في أفلامه وتامر حسنى من الشباب الحلوين اللى بيشتغلوا سينما كمان وحمادة هلال لكنه لم يقدم أفلاما كثيرة.

■ على ذكر هذا الجيل هل من الممكن أن يكون هناك تعاون مشترك مع المطربين الحاليين؟

- أنا أؤمن بهذا الجيل لأنهم المستقبل وأنا منفتح لأى عمل معهم وبأكون سعيد في العمل وفى المستقبل ترادونى فكرة لتنفيذها بأن أتبنى صوتين صوت نسائى وصوت آخر رجالى وأضع كل خبرتى فيهما.

■ لماذا اقتصر نشاطك الغنائى على إصدار الأغنيات السينجل؟

- بالعكس كنت موقع عقد مع روتانا وشركات أخرى كبيرة وكنت أنا اللى بانتج ورغم أنى ملحن شاطر إنما كنت أتعاون مع كل الملحنين والسينجل حاليا هو اللى بينجح لو نزل المطرب ألبوما كاملا هينجح منه كام أغنية؟ واحدة مثلا والباقى كله بيتركن وأنت كمطرب تريد أن تعمل حاجة يسمعها الناس لذلك التركيز في الأغنية السينجل بيكون أكثر.

■ ارتباطك بالسوشيال ميديا وحرصك على التواصل مع متابعينك ما سببه؟

- أنا حابب أشكر الفانز الخاص بى بيدعوا لى صباح كل يوم دعوات أنا مش متخيل أنه فيه حد بيدعيها للشخص إلا أمه وأبوه وإخوته فأنا أشكرهم من كل قلبى وتواصلى معهم جميل جدا وهم المقياس حاليا لنا كفنانين إحنا عايزين الشباب فده شىء حلو لينا إن إحنا نكون متواصلين مع الفانز ومع جمهورنا.

■ وما رأيك في فكرة الحفلات الأون لاين؟

- ضرورية في الوقت الحالى بس عايزه إمكانيات منصات مثل روتانا أو شاهد أو ممكن أي شركات ثانية تعملها أنا سألت وائل كفورى عن الحفلة اللى عملها قال لى أنا كنت مبسوط بس كنت حاسس إنى لوحدى وأنه لا يوجد أحد معى لكن لازم من وجود الناس ومثل ما يقال الجنة من غير ناس ما تنداس لكن في وجود الكرونا لازم نتكرون.

■ وماذا عن الجديد لديك في الفترة المقبلة؟

- أصدرت أغنية اسمها قلبى وقلبك ومحضر أغنية من كلمات هانى عبدالكريم وصورت أغنيتين في أوكرانيا وأعمل حاليا على مونتاجهما أون لاين إن شاء الله نسمعهما ونشاهدهما قريبا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية