ماذا جرى لنا؟.. لن أملّ من هذا السؤال.. مهمة الكاتب أن يدق ناقوس الخطر كلما رأى الأخطاء.. شاهدت على «فيس بوك» فيديو لفتاة تشكو من تعرضها لكسر خاطرها فى ليلة العمر.. عريس الغفلة انتظر ليلة الدخلة وترك عروسه فى الكوافير وذهب إلى شقة الزوجية، وأخذ العفش وسلم الشقة إلى صاحبها، حيث كانت بالإيجار، واختفى، ولم يرد على تليفونات العروس!
وفى اليوم التالى ذهبت إلى البيت لتجده وقد سرق العفش كله فى سيارة نقل، وكنس الشقة، واكتشفت فيما بعد أنه كان يخطط للزواج من أخرى بنفس العفش، وربما فى الليلة نفسها!
ولاحظ هنا أن القصة فيها فتاتان.. واحدة مغدور بها ومضحوك عليها، وفتاة أخرى دبرت مع خطيبها لجريمة، مع سبق الإصرار والترصد، وقتلها معنوياً بعد سنوات من الخطوبة والحب، وسنة من كتب الكتاب، وفيها أيضاً شخص بلا أخلاق غدر بإنسانة طيبة بنت ناس.. قد تكون مشكلتها أنها لا تعرف اللّوع ولا ألاعيب البنات!
السؤال: لماذا أصبحنا لا نخجل من العيبة؟.. أين الذين كانوا يخجلون؟.. وأين الذين يعرفون العيبة ولا يقتربون منها؟.. كيف أصبحنا مجتمعاً أنانياً بهذا الشكل الفظيع؟!
هل العادات والتقاليد عفا عليها الزمن؟.. هل تساوى الحرام بالحلال والعيب باللا عيب؟.. كيف لم يعد هناك رادع من ضمير ولا أخلاق ولا دين ولا قانون؟.. إن الفتاة المغدور بها تقول إنها أخذت أحكاماً على الرجل الذى سرق عفشها وتزوج به، ولم تعثر عليه حتى الآن.. أين المجتمع، وأين الجلسات العرفية، وأين كبار القرية من حسم هذه الأمور بعيداً عن المحاكم؟!
زمان كانت الناس تستحيى من العيب.. وكانت تخاف من الحرام وتنزوى من نظرات الناس.. ماذا جرى فى المجتمع؟.. أين علماء النفس والاجتماع؟.. لماذا تضطر فتاة لعرض نفسها على «فيس بوك»؟.. ولماذا تلجأ فتاة أخرى لطرح قضيتها عبر «فيس بوك» بعيداً عن المجالس العرفية والقضاء؟
وبالمناسبة، منذ شهور كانت هناك قصة مروعة لشاب أراد أن ينتقم من فتاة فانتظر حتى ليلة الزفاف، وهرب من الفرح، ولكنه قبل أن يهرب تسلل إلى المطبخ ليأخذ تورتة الفرح.. وتم تجريسه على وسائل التواصل الاجتماعى، وأصبح التريند أبوتورتة!
إيه القرف ده.. هل كانت التورتة أغلى من الإنسانة عنده؟.. الأخطر أن أهله كلهم وافقوه وتسللوا من الفرح.. دون أن يقول له أحدهم حرام عليك عندنا ولايا وعندنا بنات.. ما هذه القسوة والرعونة؟.. كيف صارت بنات الناس لعبة؟!.. كيف يجتمع الناس على ضلالة؟.. بالمناسبة لا أنحاز هنا للمرأة فى مواجهة الرجل، وإنما أنحاز إلى الحق وأكره العيبة!