استنكر أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق، صباح الأحد، الإهانات الموجهة إلى الجيش خلال العامين الماضيين، واصفًا إياها بـ«شيء مخيف»، واعتبر كلمة «العسكر»، التي كانت تردد في المظاهرات بمثابة كلمة «مهينة».
وقال «أبو الغيط»، في مقابلة تليفزيونية على قناة «ON TV»، في برنامج «صباح ON»: «جزمة الجيش المقدسة اللي تم وضعها في سيناء لا يمكن أن تهان من أولادها.. لكنها أهينت».
وأضاف: «الجيش يحمينا، وأنا أنام في بيتي لأن بلدي مصانة، إياكم والجيش ده مش جيش المماليك ده جيش مصر.. الجيش المصري يجب أن يصان ومقدس».
وكشف «أبو الغيط» عن حوار دار بينه وبين المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، وقت ثورة 25 يناير، أبلغه خلالها بأن الجيش لايمكن أن يضرب الشعب، معربًا عن تقديره لـ«طنطاوي» لهذا الأمر، والذي قال وقتها: «أنا لايمكن أتصدى للشعب، لأن إحنا الشعب».
من ناحية أخرى، اعتبر «أبو الغيط» أن إثيوبيا لا تهدف إلى حجب المياه عن مصر من خلال بناء «سد النهضة».
وقال «أبو الغيط»: «مفيش رغبة لدى الإثيوبيين لحجب المياه عن مصر، لأن حجبها سيغرقها»، مشيرًا إلى أن إثيبويا تقول إنها ستملأ «سد النهضة» في 3 سنوات.
ويرى «أبو الغيط» أن الفترة الزمنية التي حددها الإثيوبيون ستؤثر على حصة المياه الخاصة بمصر، مضيفًا: «لازم يبنوه (سد النهضة) في فترة زمنية ممتدة، حتى لا تؤثر على حصة مصر».
وأشار إلى أن الإثيوبيين يرددون أنهم في حاجة إلى توليد الكهرباء، ونفس الشيء تطالب به أوغندا وكينيا، لافتًا إلى أن مصر ساعدت كينيا في حفر 150 بئرًا، ودفعت لكل بئر من 40-120 ألف دولار، وفعلت نفس الشيء مع أوغندا لدعمها في المياه، حفاظًا على مصالحها.
وأضاف: «لازم نقول لإثيوبيا إنك تملي السد بالشكل الذي لا يهدد حصتي»، كما طالب بضرورة عمل علاقات طيبة مع الدول الأفريقية، حتى لا تهدد مصالح مصر.
وتطرق «أبو الغيط» للحديث عن العلاقات المصرية الأمريكية في عهد الرئيس السابق، محمد حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة كانت تضغط على مبارك للسماح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل في مصر، وكان الرئيس السابق يرفض هذا الأمر، معتبرًا أن مبارك مع كبر سنه في الفترة الأخيرة من حكمه لم يقيّم الأمر بصورة مناسبة.
كما وصف «أبو الغيط» فكرة الإصلاح التي دعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط بـ«فكرة غير ناضجة وأدت إلى سايكس بيكو جديدة»، حسب تعبيره.
وأشار «أبو الغيط» إلى أن هناك دولاً في الشرق الأوسط إذا اتبعت فكرة «الإصلاح الأمريكية» فسيتم تقسيمها، مضيفًا: «ربنا يسلم مصر، وأتمنى أن تستعيد مصر صحتها، ومصر كبيرة من أنها تتقسم، ومش هايحدث فيها حروب داخلية، وهي قادرة على فرض ثقلها بسياسات واضحة وبرؤية للمستقبل».
ووصف «أبو الغيط» المسؤولين والأجهزة في مصر بـ«شخصيات كبيرة السن عجوزة» في تعاملها مع تنمية سيناء.
وعن آخر 45 يومًا قضاها في وزارة الخارجية، أشار إلى أن مبارك لم يكن يتصور حتى 18 يناير 2011 أنه سينزوي عن الصورة السياسية في مصر من خلال أكبر حدث شهده التاريخ المصري، في إشارة منه لثورة 25 يناير.
وأضاف «أبو الغيط» أن مبارك «ماحسمش كثير من الأمور في توقيتاتها»، وأشار إلى أن الولايات المتحدة والجيش حسما الأمر وقت الثورة.