قال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إنه يريد أن يندمج مقاتلو حركة «طالبان» في القوات المسلحة الأفغانية، وأن ينضموا إلى جهود الدولة للقضاء على مقاتلي تنظيم «داعش»، وتنظيم «القاعدة» الإرهابيين، في أول مؤشر واضح على رؤية الحكومة لجهازها الدفاعي والأمني في حال تقدم محادثات السلام الجارية بين الجانبين في قطر.
وقال غني، في كلمة بمركز أبحاث مقره الدوحة: سبب رغبتنا في السلام مع طالبان هو أنه بمجرد إعادة دمج المسلحين في المجتمع الأفغاني، سنكون قادرين على عزل هذه الشبكات الأكبر بكثير لتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وذلك بعد سنوات من الصراع والهجمات التي شنها مسلحو «طالبان» ضد قوات الجيش والشرطة الأفغانية، بحسب ما نقلت وكالة «بلومبرج» الأمريكية للأنباء، الأربعاء.
وخلال زيارة لقطر استغرقت يومين واختتمت، الثلاثاء، التقى غني بالقادة المحليين لحركة «طالبان»، وبمفاوضي حكومته من أجل دفع جهود السلام إلى الأمام.
وعلى الرغم من المحادثات التي استمرت لمدة شهر، لم يتفق ممثلو الحكومة الأفغانية وطالبان بعد على مدونة سلوك أو قواعد إجرائية تهدف إلى توجيه المحادثات الرسمية المقبلة.
وتتعلق النقاط الشائكة الرئيسية بين الجانبين، بما إذا كان اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان الذي تم التوصل إليه في فبراير الماضي، سيكون بمثابة أساس المحادثات.
وقالت 3 مصادر رسمية أفغانية، إن حركة طالبان ومفاوضين تدعمهم الحكومة اتفقوا على مدونة سلوك، تحدد القواعد الأساسية للمضي قدما في محادثات السلام بينهم في الدوحة رغم استمرار بعض الخلافات الرئيسية بين الجانبين.
وقال مصدران إن جهود حل الخلافات، بشأن نظام التشريع الإسلامي، وما إذا كان اتفاق توصلت إليه الولايات المتحدة وطالبان في فبراير سيمثل أساس محادثات السلام، ستستمر على هامش المفاوضات الرئيسية. وقالت المصادر إنه تم إحراز هذا التقدم بمساعدة مسؤولين أمريكيين، إذ وضع الجانبان 19 قاعدة أساسية سيعمل المراقبون على الحفاظ عليها خلال المحادثات، وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه إن «إرساء مدونة سلوك كان أمرا حاسما للغاية، لأنه يثبت أن كلا الجانبان يرغبان في استمرار المحادثات حتى رغم أننا نرى العنف لم يتراجع على الأرض».
وقال المفاوض الحكومي البارز نادر نادري، إن هناك أمورا لا تزال تحتاج إلى تسوية، وأضاف نادري :«النقاش بشأن القواعد والإجراءات لم يكتمل بعد، وهناك أمور لا بد من الانتهاء منها وبالتالي هناك حاجة لمزيد من العمل».