x

رحلة فيروس «الكبد الوبائي» من «سندريلا» إلى جائزة نوبل في الطب (سيرة مُختصرة)

الإثنين 05-10-2020 16:59 | كتب: عمر علاء |
جائزة نوبل - صورة أرشيفية جائزة نوبل - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

حصل الأمريكيان هارفي جيه ألتر وتشارلز إم رايس، والعالم البريطاني مايكل هوتون، على جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء، لاكتشافهما فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي». على مدار سنوات طويل، مرّ اكتشاف فيروس التهاب الكبد الوبائي بفصول كثيرة، يصفه البعض بأنه قصة «سندريلا» في الطب الحديث، إذ استغرق اكتشافه ما يقرب من 30 عاما، وهو إنجاز تم تجاهله نسبيًا، طوال السنوات السابقة. الفائزون الثلاثة بجائزة نوبل لم يعملوا معًا في فريق بحثي واحد، بل عملوا في مراحل زمنية مختلفة للوصول لهدف واحد، السيطرة على «سندريلا الطب».

الفصل الأول

القصة تعود لمنتصف الستينات حين كان يتم نقل الدم، بين الأشخاص فيصابون بألتهابات في الكبد، ورغم اكتشاف فيروس التهابي الكبد A وB، في منتصف الستينيات.

بدأت المطاردة لاكتشاف ذلك الفيروس، وتم الأمر على ثلاث جوالات خلال ما يقرب من 30 عاما. اولى تلك الجولات كانت مع البروفيسور الامريكي هارفي ألتر الفائز بجائزة نوبل هذا العام، أثبت أثناء دراسته لمرضى نقل الدم في معاهد الصحة الوطنية الأمريكية عام 1972 أن هناك عدوى أخرى غامضة في العمل.

لم يستطع التعرف على الفيروس، فكان تسميته في تلك الفترة التهاب الكبد «non-A وnon-B»، أي التهاب الكبد نوعي A أو B، واكتشف أن نقل دم للشمبانزي أدي إلى إصابتهم. الخطوة الثانية كان على يد البروفيسور الانجليزي مايكل هوتون، أثناء عمله في شركة الأدوية Chiron، حين استطاع عزل التسلسل الجيني للفيروس في عام 1988، وكان له الفضل في تسميه الفيروس حين صك المصطلح وسماه فيروس C.

اللمسات الأخيرة كانت على يد البروفيسور تشارلز رايس، أثناء وجوده في جامعة واشنطن في سانت لويس، عام 1997. حين حقن فيروس التهاب الكبد الوبائي C وراثيًا في كبد الشمبانزي وأظهر أن هذا قد يؤدي إلى التهاب الكبد.

فصل ثان

القصة لم تنته بعد، فبدأ فصل جديد من فصول الرواية، وهى مرحلة القضاء على الفيروس، التي استغرقت وقتا أقل، من فصلها الأول، حيث استعرض الامر فيما يقرب من عقدين من الزمن لاكتشاف عقار يقضي على فيروس سي وتجريبه، وهو عقار «السوفالدي»، ويكون بطل الجزء الثاني من الرواية هو من أصول مصرية يهودية الدكتور ريموند شينازى، واستطاعت مصر بعد أن كانت من أكثر الدول في معدلات الإصابة بفيروس سي، أن تقضي عليه في خلال أشهر عبر برنامج 100 مليون صحة. ويعد الفيروس سببًا شائعًا لسرطان الكبد وسببا رئيسيًا لحاجة الناس إلى زراعة الكبد، ومع ذلك، يعيش 70 مليون شخص حاليًا مع الفيروس، الذي لا يزال يقتل حوالي 400 ألف شخص سنويًا، بحسب منظمة الصحة العالمية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية