في أبريل الماضي، داخل أحد المؤتمرات الصحفيّة اليومية عن تطورات فيروس كورونا المستجد، تساءل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إمكانية حقن أجسام المُصابين بالفيروس بالمطهرات، الأمر الذي صدم الحاضرون، فساد الصمتْ القاعة، وتوالت ردود الفعل الغاضبة بشأن الاقتراح «غير المنطقي».
أُصيب ترامب بفيروس كورونا، ونُقلَ إلى مستشفى «والتر ريد» العسكري، بعد 7 أشهر تقريبًا من اقتراحه باستخدام المطهرات للشفاء من «كوفيد 19».
يبقى السؤال الآن، هل يطبّق ترامب الوصفة على نفسه؟.
ماذا قال ترامب خلال المؤتمر؟
تساءل ترامب، خلال المؤتمر الصحفي اليومي عن كورونا، عن إمكانية تعريض أجسام المصابين للأشعة فوق البنفسجية، وهو ما رفضه أحد الأطباء في المؤتمر.
وكان أحد مسؤولي البيت الأبيض قد قال في وقت سابق إن المطهرات وأشعة الشمس تقتل الفيروس، وفقًا لـ«بي بي سي».
والمعروف أن المطهرات مواد خطرة، يمكن أن تكون سامة لو حقن بها المرضى. بل أن الاستخدام الخارجي لتلك المواد قد يكون له تأثير خطير على الجلد والعيون والجهاز التنفسي.
وكان مسؤول قد عرض نتائح أبحاث أجرتها الحكومة الأمريكية خلال المؤتمر الصحفي، خلصت إلى أن فيروس كورونا يضعف بسرعة أكبر حين تعرضه لأشعة الشمس والحرارة.
وأظهرت الدراسة أيضا أن المواد المطهرة والمنظفة يمكن أن تقتل الفيروس في المجرى التنفسي واللعاب خلال 5 دقائق بينما يفعل الكحول ذات الشيء بسرعة أكبر.
ولخص ويليام برايان، القائم بأعمال مدير قسم العلوم والتكنولوجيا في وزارة الأمن الداخلي، الاكتشافات الأخيرة في المؤتمر الصحفي.
وقال ترامب إن هناك ضرورة للتعامل مع هذه النتائج بحذر، ثم قال «إذن، يفترض أن تعريض الجسم للأشعة فوق البنفسجية بقوة يمكن أن يساعد»، ثم التفت إلى الطبيبة ديبورا بيركس منسقة فريق التعامل مع فيروس كورونا في البيت الأبيض وقال «أظن أنك قلت أن هذا لم يفحص بعد، لكننا سنفحصه، وأنا قلت لنفرض أننا أدخلنا الضوء إلى داخل الجسم، من خلال الجلد أو بأي طريقة أخرى،، وأعتقد أنك قلت إن هذا سيتم فحصه. يبدو الأمر مثيرا للاهتمام».
وتابع ترامب: «ثم رأيت أن التعقيم يقضي على الفيروس في دقيقة. دقيقة واحدة. هل هناك طريقة لحقن المطهر؟ سيكون فحص ذلك مثيرا للاهتمام».
ثم قال مشيرا إلى رأسه «أنا لست طبيبا، لكن لدي، تعرفون ماذا»، وفقًا لـ«بي بي سي».
ثم استدار إلى د بريكس مرة أخرى وسألها إن كانت قد سمعت عن استخدام الحرارة والضوء لمعالجة فيروس كورونا.
وردت د بريكس قائلة: «ليس كعلاج. من المؤكد أن الحرارة شيء مفيد جدا. حين ترتفع درجة حرارتك فإن ذلك يساعد الجسم على المقاومة. لكني لم أفكر في الحرارة أو الضوء. أظن أن فحص ذلك فكرة عظيمة».
وتساءل صحفي في المؤتمر إن كانت ملاحظات ترامب يمكن أن تنشر معلومات خاطئة وخطيرة.
هل سيجرّب ترامب الوصفة على نفسه؟
ليس لوصفة ترامب الخاصة بحقن المطهرات في أجسام مرضى فيروس كورونا أساسًا من الصحة، وبالتالي لن يستخدمها.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن هناك علاجان تجريبيان بارزان ضد كورونا؛ ويتعلق الأمر بعلاج الأجسام المضادة الذي طورته شركة «إيلي ليلي» إلى جانب علاج شركة «ريجينيرون»، وهذان الدواءان يخضعان للتجريب في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، وفقًا لـ«سكاي نيوز».
ورفضت متحدثة باسم شركة «إيلي ليلي»، أن تدلي بتصريح حول ما إذا كانت الشركة قد تلقت طلبا من أجل تقديم العلاج لترامب الذي أوضح البيت الأبيض أنه شعر بأعراض خفيفة فقط، وفقًا لـ«سكاي نيوز».
وأكدت ماك ماكولي أنها لا تستطيع الجواب عن هذا السؤال، ولم توضح ما إذا كانت الشركة قد قدمت الدواء من ذي قبل لأشخاص لم يشاركوا في التجارب السريرية.
من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم شركة «ريجينيرون»، هالا ميرزا، إن الشركة لا تفصح عن أسماء الأشخاص الذين طلبوا المشاركة في التجارب أو لم يفعلوا، بدون موافقتهم.
وأضافت أن الأولوية القصوى للشركة هي ضمان الجرعات الكافية من أجل إجراء التجارب السريرية.
وأشارت المسؤولة إلى وجود كمية محدودة من الجرعات التي يمكن منحها بناء على بعض الطلبات، في ظروف استثنائية، وبعد دراسة كل حالة على حدة.
وحين سئل كبير موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، حول ما إذا كان ترامب سيأخذ علاج «هيدروكسي كلوروكين» الخاص بالملاريا، قال إنه لن يتحدث عن الجوانب المتعلقة بتقديم الرعاية الطبية لرئيس الولايات المتحدة.
وجزم ميدوز بأنه لن يخوض في تفاصيل العلاج الذي سيتلقاه الرئيس بعد تأكيد إصابته بفيروس كورونا المستجد.