x

سليمان جودة رغيف.. ومبادرة! سليمان جودة السبت 03-10-2020 02:32


هذه المبادرة الجديدة لن تكون الأخيرة في سلسلة من المبادرات أطلقتها الوزيرة نبيلة مكرم، ثم راحت تتعهدها باستمرار، لعلها تكبر وتعيش!

والمبادرة الجديدة فريدة من نوعها حقاً، إذا ما عقدنا مقارنة بينها وبين ثلاث مبادرات سبقتها على مدى سنوات مضت.. كانت الأولى تحمل شعار «العودة للجذور» وأساسها السعى إلى ربط كل مصرى ببلده ووطنه.. وكانت الثانية ترفع شعاراً يقول «مراكب النجاة» وفكرتها نشر الوعى بمخاطر الهجرة غير الشرعية بين الراغبين فيها من الشباب، وبالذات في المحافظات التي اشتهرت بها.. وكان شعار الثالثة: نورت بلدك.. وكان جوهرها أن تتلقى وزارة الهجرة العائدين تحت ضغط أجواء كورونا، وأن تنسق مع وزارات أخرى لعل كل واحد فيهم يقع على فرصة عمل يحتاجها!

ولكن المبادرة الجديدة تتجاوز ربط المصرى ببلده إلى ربطه بلغته العربية، التي إذا فرط فيها فإنه يفرط في الملمح الأهم من ملامح شخصيته الوطنية دون أن يدرى!.. أما شعارها فهو: اتكلم مصرى!.. وأما هدفها فهو أن نتوقف سريعاً عن هجران لغتنا، فلا نظل نرطن بكلمات من اللغات الأخرى في حياتنا اليومية!

الوزيرة يحزنها للغاية أن يشب الجيل الجديد ضعيف الصلة باللغة التي هي أساس تكوينه، ويحزنها أكثر ألا يقتصر هذا الأمر على الجيل الذي ينشأ خارج بلاده بحكم وجوده هناك مع الأسرة منذ ولادته.. يحزنها أكثر وأكثر أن تلاحظ أن جيلاً ينشأ هنا، ويتحرك هنا، ويحيا هنا، ثم لا يجد حرجاً في استخدام مفردات لغة أخرى في تعاملاته مع الآخرين!

وهى لا تريده أن يتكلم لغته وفقط، ولكنها تريده أن يعيشها بكل معانى الكلمة، لأن اللغة في النهاية حياة متكاملة، وليست مجرد ألفاظ جافة تجرى على اللسان!

سمعت من الوزيرة أنها كانت في زيارة إلى المنيا مؤخراً، وأنها لما طلبت طعام إفطارها فوجئت بقائمة طعام من النوعية التي تقدمها فنادق الخمس النجوم لروادها فلم تتحمس لها، وطلبت إفطاراً من قائمة أكل أهل بلدنا، ابتداء من العيش البتاو إلى الجرجير إلى الجبن القريش!

وعندما دعت فناناً من وزن محمد صبحى ليكون ضيف شرف إطلاق المبادرة، فإن اختيارها كان في مكانه تماماً لأن صبحى لا يؤمن بالفن الذي يخلو من «رسالة» جادة إلى جمهوره.. وقد كانت رسالته في «يوميات ونيس» تقف مع هذه المبادرة على أرضية واحدة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية