قال سامح شكري وزير الخارجية في تعقيبه على تصريحات مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن مصر، أنها مدعاة للاستغراب والتعجب! موضحاً خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده شكري مع نظيره المجري بيتر سيارتو، عقب جلسة المباحثات التي عقدت اليوم الخميس الأول من أكتوبر، بمقر وزراة الخارجية بالقاهرة، أن التصريحات التركية المتكررة هي مجرد أحاديث فيها الكثير من التناقض فيما يتعلق باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، ووجود اعتراض تركي على هذه الاتفاقية، والحديث على أنه ليس مؤثرًا على المصالح التركية.
وأضاف إذا كانت هذه الاتفاقية ليست مؤثرة على المصالح التركية، فما وجه الأعتراض عليها، مشيراً إلى أن من جملة هذه الأحاديث المتناقضة الادعاء بأن هناك من يعلم مصالح مصر وشعبها بدرجة أكبر من المسؤولين المصريين الذين منحهم الشعب المصري الثقة للتصرف في أموره، وحمايه مصالحه.
وقال شكري إذا كانوا يخافون على مصالحنا، فلماذا يحتضنون المعارضة المصرية ويفتتحون لها منابر إعلامية تشوه الصورة المصرية؟ ولماذا يتدخلون في شأن البلدان العربية وينقلون اليها المرتزقة والأسحلة ويزعزعون أمنها؟ مشيرا إلى أن مصر معروفة لدي العالم بالتزامها بالشرعية والمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ومن خلال هذه الالتزامات تكتسب مصر مكانتها واحترامها بين الشعوب.
وأكد وزير الخارجية إلى أن هناك تعليمات رئاسية من أجل العمل على تطوير وتعزيز العلاقات المصرية المجرية الممتدة منذ ما يقرب من 92 عاماً في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والثقافية أن ما تم إنجازه حتى الآن شيء مدعاة للفخر، وأنه تم اليوم التوقيع على اتفاقيتين الاولي للتعاون في مجال الغاز والطاقة والثانية في مجال التعاون بين المؤسسات التابعة لوزارتي الخارجية في البلدين، من أجل تبادل الخبرات.
وقال أن العلاقات المصرية المجربة رغم تاريخها الطويل، فإنها تشهد حالة من الود والتعاون الثنائي في كل المجالات خلال الفترة الماضية، والتى تجسدت في تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وعقد 4 قمم رئاسية بين البلدين منذ عام 2015، كن آخرها اللقاء الذي عقد بنيويورك في شهر سبتمبر 2019 بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ونظيره المجري يانوش أدير على هامش أعمال الجمعية العامة.
وأضاف ان المباحثات التي تم عقدها اليوم تتناول مجمل العلاقات المصرية– المجرية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض عدد من الملفات الإقليمية، والجهود المبذولة للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف الأزمات بالمنطقة، وخاصة التوتر في منطقة شرق المتوسط، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، أزمة كورونا، وكذلك في مجالات التعاون في المنطقة الاقتصادية وتنفيذ المشروع الخاص بتحديث السكة الحديد بالتعاون مع المجر وروسيا، كما تم بحث علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي والتفاهم الذي تظهره المجر ودعمها لمصر في المجالات كافة.
من جانبه قال وزير الخارجية المجري أن العالم أجمع يعلم أن أمان أوروبا يبدأ من دول شمال أفريقيا، ومصر هي أهم دول الشمال الافريقي، ولقد بحثنا مشكلة الهجرة غير الشرعية، في ظل الطرح الذي تلأن هذا النظام قد يغرق أوروبا بالمهاجرين غير الشرعيين وقد تستقبل بلدان أوروبا في ظل هذا النظام موجات غفيرة من المهاجرين غير الشرعيين، لأن المجر دائما ما تنادي بان يكون دخول دول الاتحاد الأوروبي لأبد وأن يكون بالطرق الشرعية، وبضرورة تطبيق التجربة المصرية التي نجحت في منع الهجرة غير الشرعية وذلك باغلاق الشواطئ ومنع المهاجرين سواء في البحر اوالبر، لذا تنادي المجر دائما في الاتحاد الأوروبي بضرورة مساعدة مصر ودعمها لمواصلة التصدي لهذه الظاهرة.
وأضاف بيتر سيارتو أن أول عربة قطار من الصفقة البالغة 1300 عربة الجاري تصنيعها بمشاركة روسية، ستصل مصر في أول شهر ديسمبر المقبل لتطوير قطاع السكك الحديدية المصرية.