سبب تقسيم الدوائر الانتخابية، ارتباك لدى المرشحين الذين تقدموا بأوراقهم لخوص انتخابات مجلس النواب المقبلة، بسبب اتساع مساحة عدد كبير من الدوائر الامر الذي يفرض عوائق امام المرشحين ممثلة في صعوبة التجول بالدوائر والوصول إلى جميع أبناء الدائرة الامر الذي قد يدفعهم إلى اللجؤ إلى طرق أخرى منها غير المشروع مثل الرشاوى الانتخابية أو الاعتماد على لعصبيات العائلية والقبلية التي قد ينتج عنها عنف .
أخبار متعلقة
قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اتساع الدوائر الانتخابية امر يمثل مشكلة كبيرة للمرشحين، وأضاف لـ «المصرى اليوم» ان هناك اكثر من 40 دائرة اتسعت مساحتها وضمت اليها دوائر أخرى، واصبح على المرشح ان يتعامل مع هذا الامر. وتابع :«النظام الانتخابى شائك جدا ن خاصة ان اهم خصائص النظام الفردى ان ضيق مساحة الدوائر، ولكن توسعتها خطير جدا وسيؤثر على عملية الدعاية الانتخابية، وسيزيد من عملية الرشوة الانتخابيةباعتبارها بديل اسهل للمرشح عن التجول في دائرة بهذه المساحة، كما سيدفع ذلك بعض الناخبين في المناطق البعيدة في الدائرة التي لم يزرها مرشحين إلى الاختيار العشوائى لعدم معرفتهم الجيدة بالمرشحينن».
و قال ربيع ان اتساع الدوائر سيساعد على تركيز العصبيات في الدوائر ذات الطبيعة القبلية أو العائلية فلو مرشح واحد تقدم للانتخابات من نفس المنطقة فهذا مقبول ام لو اكثر من مرشح فهنا تكمن المشكلة والصدام بين العائلات مثلما حدث في بعض دوائر الصعيد «.
و اكد ان نتيجة اتساع الدوائر ستكون اما العنف الناتج عن العصبيات أو انتشار الرشاوى الانتخابية، خاصة مع اختفاء نظام القوائم النسبية «.
و حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة، أضاف «ربيع» ان المرشح سيتجه لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل كبير ويحاول ان يتواجد في الدائرة بقدر الإمكان مستغلا المناسبات الاجتماعية مثل الاقراح والعزاء خاصة مع صعوبة عقد مؤتمرات جماهيرية بسبب وباء كورونا .
و حول موقف المرشحين الجدد منهم من هذه الازمة، تابع:«امر طبيعى ان قلة الخبرة ستؤدى إلى تجاوز سقف الأموال المخصصة للدعاية الانتخابية، وسيلجا مرغما إلى التربيطات الانتخابية والتي قد يضطر فيها إلى التربيط مع رجل اعمال فاسد أو بلطجى أو تيار دينى معين مثل السلفيين لتبادل المنافع، فلا توجد رفاهية للاختيار»
و اكد النائب خالد عبدالعزيز شعبان عضو مجلس النواب، والمرشح بدائرة حدائق القبة، إن تغيير الدوائر سواء بالاتساع أو تغيير عدد المقاعد سيسبب احتقان شديد وعصبيات خاصة في دوائر الصعيد. وأشار إلى ان دائرة الحدائق مثلا مخصص لها مقعد واحد مما أدى لحدوث احتقان لدى الناس مع وجود عصبيات عائلية بالدائرة، لافتا إلى ان هذا سيتسبب في خسائر فادحة في الدوائر الموجود بها قبليات.
و قال «شعبان» ان اتساع الدوائر سيجعل الانتخابات للاغنياء فقط فهم من يستطيعون خوض السباق، وهذا سيسبب غضب لدى الناس لعدم وجود شخص منهم يمثلهم لان الكرسى اصبح بفلوس، كما سينتشر شراء الأصوات في كل الدوائر وسيكون له موسم وسماسرة .
و حول موقف المرشحين الشباب في هذه الدوائر المتسعه تابع «شعبان»: «المرشحين الشباب لديهم مشكلة كبيرة جدا خاصة مع غياب المفهوم السياسى مما يدفعهم للبحث عن الأمور الخدمية، مما سيدفع ببعضهم للجؤ للامور الخدمية في ظل عدم قدرتهم على مواجهة المال السياسى».
