قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية المتفرغ بجامعة القاهرة، إن حضور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في العالم الثالث كله كان واضحًا، مشيرا إلى أنه في البداية كان يتحرك في الدوائر العربية والإفريقية والإسلامية ولكنه مع مرور الوقت اهتم بجميع الدول والحركات الاستقلالية في العالم أجمع.
وأضاف خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الاسكندرية، الثلاثاء، بعنوان «عبدالناصر نصف قرن على رحيله»، أن علاقات جمال عبدالناصر الخارجية كان يحكمها مبدأ الاستقلال، حيث انحاز لجميع الحركات التي ظهرت في العالم بذلك الوقت، وكانت مصر أول دولة تعترف بجمهورية الصين الشعبية في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تأخرت كثيرًا في الاعتراف بها.
وأوضح «يوسف» أن أكثر المعترضين على السياسات الخارجيةً لجمال عبدالناصر ويتهمونه بأنه يبحث عن المتاعب، ولكن هذا اعتقاد خاطئ لأنه كان يسلك الطرق السلمية ولكن عندما تفرض عليه القيود كان يرفض حفاظًا علىً الاستقلال وعدم الانصياع إلى الشروط.
وصرح الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الاداب جامعة القاهرة إن الطبقة الوسطى في العالم كله لديهم اهتمامًا خاصًا بالذاكرة، ولذلك نجد أن صورة جمال عبدالناصر كانت تنتشر في البيوت المصرية بسبب انحيازه للفقراء والبسطاء.
وأوضح «عفيفي» أن مواقع التواصل الاجتماعي تشهد صراعات سياسية متجددة حول «عبدالناصر» مع ذكرى نكسة ١٩٦٧، ويرجع ذلك إلى عدم الإجابة على الأسئلة الرئيسية في عصر ناصر حتى الآن.
من جهته، انتقد الناقد طارق الشناوي عدم الاهتمام الإعلامي بذكرى رحيل «ناصر»، ساردًا الحركة الغنائية في عصر الزعيم الراحل التي كانت توجه له، مؤكدًا أن أغلب من كتب هذه الأشعار كان مقتنعًا بها حتى النخاع والدليل على ذلك استمرارها عقب وفاته.
وأوضح «الشناوي» أن «عبدالناصر» كان له اهتمام بالإعلام والفن بشكل عام، وكان يحرص على حضور حفلات كوكب الشرق أم كلثوم.
وقال الكاتب الصحفى أحمد الجمال؛ إن جمال عبدالناصر مارس النقد الذاتي لحكمه وللتجربة الناصرية، فكان أول من تكلم عن مراكز القوى وعن الفساد والظلم، وهذا النقد تتطور إلى التخلص من هذه الأزمات عقب نكسة ١٩٦٧.
يذكر أن مكتبة الإسكندرية قد أنشأت موقعاً الكترونياً للرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهو أحد المواقع الوثائقية الذي يحصر جميع أنواع الوثائق المتعلقة بالرئيس، وقد تم بناء الموقع بالتعاون المشترك بين مكتبة الإسكندرية ومؤسسة جمال عبدالناصر، يحتوى الموقع على العديد من الوثائق السمعية والبصرية والتي تتضمن:51.251 صورة فوتوغرافية 1.124 بورتورية، 1.360 خطبة مسموعة ومقروءة، 1.190 فيلم تسجيلي وثائقي، بالإضافة أغاني الثورة والقصائد الشعرية ومؤلفات عبدالناصر.