انطلقت شهرة الديناصور سبينوصور «Spinosaurus» في لعبة دينو من خلال إدراجها في امتياز الحديقة الجوراسية «Jurassic Park»، وأطلق عليه ايضا «السحلية الشوكية»، وهو ديناصور ضخم ذو فك قوي وأسنان حادة ضخمة يقتات على الديناصورات والأسماك الكبيرة. وكان مفترسًا مخيفًا يبلغ طوله 50 قدمًا عاش قبل حوالي 95 مليون سنة. ولكن على الرغم من سمعته السيئة المكتشفة حديثًا، إلا أن سبينوصور ليس مخلوقًا سهلاً لتصنيفه. ومنذ اكتشافه في مصر في عام 1910، أدت مجموعة سمات الديناصورات الغريبة- بدءًا من أنف التمساح الممدود إلى الشراع الذي يبلغ طوله ستة أقدام والذي يبرز من ظهره- إلى تكهنات واسعة النطاق حول أسلوب حياته. أراد علماء الحفريات والجمهور أن يعرفوا: هل كان هذا المنقرض أكثر في منزله في الماء أم على الأرض؟
ويعتقد الباحثون أنهم أثبتوا أخيرًا أن سبينوصور كان مفترسًا بارعًا في المياه العذبة. وأظهر ذلك بحث جديد، نُشر في دورية العلمية «Cretaceous Research» يعرض تفاصيل مجموعة من أكثر من 1200 من أسنان الديناصورات المكتشفة في قاع الأنهار القديمة في المغرب. ووفقًا لما ذكره مايكل جريشكو من ناشيونال جيوغرافيك تمثل أسنان سبينوصور المخروطية الشكل ما يقرب من نصف الأسنان التي انجرفت إلى قاع هذه الأنهار القديمة منذ ما يقرب من 100 مليون سنة.
ووفقا لمجلة سميثسونيان يقول ديفيد مارتيل، عالم الحفريات بجامعة بورتسموث، في بيان: «إن الوفرة المعززة لأسنان سبينوصور، مقارنة بالديناصورات الأخرى، هي انعكاس لأسلوب حياتها المائية».
ويوضح مارتيل أن وجود العديد من أسنان سبينوصور في رواسب نظام نهر كمكم «Kem Kem river» الذي كان يتدفق في الماضي عبر ما يعرف الآن بالصحراء الكبرى يشير إلى أن الديناصورات الضخمة قضت معظم حياتها في الماء.
ويشير مارتيل في بيان: «من خلال هذا البحث، يمكننا تأكيد هذا الموقع على أنه المكان الذي لم يعِش فيه هذا الديناصور العملاق فحسب، بل مات أيضًا. تتوافق النتائج تمامًا مع فكرة وحش النهر الذي يعيش في الماء حقًا. وتعزز النتائج الجديدة الأبحاث السابقة التي أشارت أيضًا إلى أن سبينوصور ماهر في الماء.
ووفقا لـ «بي بي سي» في وقت سابق من هذا العام، وصفت ورقة بحثية أخرى عظامًا تشبه المجداف من ذيل سبينوصور، بحجة أنها كانت علامات واضحة على أن المفترس العملاق كان مهيئًا جيدًا للسباحة.
وقال ماتيو فابري، عالم الحفريات في جامعة يل والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة لـ «ناشيونال جيوغرافيك»: «عندما تدرس العظام، يكون من الصعب جدًا فهم كيفية تفاعل هذه الحيوانات في الواقع مع نظامها البيئي». «هذه الدراسة مهمة لأنها تبحث في النظام البيئي نفسه».
وذكرت كاثرين وو لمجلة سميثسونيان في عام 1944، واجهت دراسة سبينوصور انتكاسة كبيرة عندما تم تدمير الهيكل العظمي الجزئي الوحيد المعروف في متحف ميونيخ للأحياء القديمة. واستغرق الأمر عقودًا لعلماء الأحافير لإعادة تجميع أجزاء من حياة ما قبل التاريخ لهذا الحيوان الضخم.