أعلنت الولايات المتحدة رفضها لمشروع الاتفاق حول التغيرات المناخية الذى تم طرحه على قمة كوبنهاجن، معتبرة أن المشروع لا يتضمن بذل ما يكفى من الجهد من جانب الدول النامية الكبرى. وقال الموفد الأمريكى الخاص إلى مؤتمر المناخ فى كوبنهاجن، «تود شتيرن» إن الولايات المتحدة لا تعتبر أن القسم المتعلق بتقليص انبعاثات الغازات يشكل قاعدة للتفاوض.
ونقل راديو «سوا» الأمريكى عن شتيرن قوله إن المشروع ينص على أنه من واجب الدول الصناعية الوفاء بالتزاماتها لجهة تقليص الانبعاثات وأن الدول النامية يمكنها القيام بذلك، مشددا على التمييز بين عبارتى من «واجب» و«يمكنها». وتابع الموفد الأمريكى قائلا: «إنها نقطة فنية لكنها مهمة ولا يمكننا البدء بالمفاوضات على هذا الأساس».
كما رفضت الصين مجددا أى آلية دولية للمراقبة والتحقق حول سياستها الوطنية فى مجال المناخ، أحد أهم المطالب الرئيسية للولايات المتحدة. وقال نائب وزير الخارجية الصينى «هى يافيى» للصحفيين: «لا يمكن أن تكون هناك آلية مراقبة وتحقق دولية، إنها مسألة مبدأ».
يأتى ذلك فيما أكدت مصادر أن الوفود فى مباحثات قمة تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة فى كوبنهاجن تقترب تدريجيا من الاتفاق بشأن وضع أهداف إنبعاثات محددة، وتتطلع مسودة الاتفاق إلى تخفيض انبعاثات الاحتباس الحرارى فى الدول الصناعية بمقدار 25 و40% مقارنة بمستويات عام 1990 وذلك بحلول عام 2020 ومن 75 إلى 95% بحلول عام 2050.
وبالنسبة للدول النامية فالمستهدف هو تخفيض الانبعاثات من 15 إلى 30% بحلول عام 2020 مقارنة بالانبعاثات التى قد تحدث بحلول ذلك العام إذا لم تتخذ إجراءات تغير المناخ، وذكر النص أيضا هدفاً طويل المدى بتخفيض النسبة من 50 إلى 95% للانبعاثات الغازية من جانب جميع البلاد بحلول عام 2050، بينما ظهرت خلافات بين مجموعتين من الدول الأولى ترغب فى إبقاء مستوى ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية والثانية تقبل بالوصول لأقل من درجتين مئويتين.
واحتجت دول الجزر فى المؤتمر بأن الدرجتين فى هذا النطاق ستسفر عن ارتفاع مستويات منسوب البحر مما سيؤدى إلى إغراقها. وقال المسؤولون إن السودان بدورها كممثل فى مجموعة منظمة الـ77 للدول النامية انتقدت بشدة النص.
كما رفضت مجموعة الدول النامية ومنظمات الإغاثة الدولية التعهدات الجديدة التى أعلنها الاتحاد الأوروبى أمس الأول «الجمعة» بدفع 7.2 مليار يورو على مدار ثلاثة أعوام لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة آثار التغير المناخى. وذكرت شبكة «بى.بى.سى» الإخبارية البريطانية، مساء اليوم، أن زعماء الدول الفقيرة وصفوا المبلغ الذى تم اتفاق دول الاتحاد عليه فى ختام قمتهم فى بروكسل بأنه غير كاف.
وعلى صعيد الاحتجاجات، وفيما اعتقلت الشرطة الدنماركية عشرات من الأشخاص أثناء تظاهرهم فى شوارع كوبنهاجن احتجاجا على تقاعس الدول الكبرى عن حماية المناخ، احتشد 50 ألف شخص فى شوارع مدن أسترالية عدة للضغط على المؤتمر.