في ليلة رأس السنة اعتادت مجموعة من سبعة أصدقاء الالتقاء حول طاولة البوكر للعب والتسلية واسترجاع الذكريات الحلوة دون رهانات، لكن بعد ثلاثين عاما وجدت (شلة ليبون) نفسها أمام رهان من نوع خاص جعل الجميع يسعى للفوز هذه المرة.
والرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة والتي تقع في 244 صفحة من القطع الصغير، هي السابعة في رصيد مؤلفها المهندس المدني المصري هشام الخشن (57 عاما) إضافة إلى مجموعتين قصصيتين.
تكتسب الرواية اسمها من عمارة ليبون المطلة على النيل بحي الزمالك والتي أنشأها المهندس أنطون سليم نحاس منتصف القرن العشرين لصالح رجل الأعمال الفرنسي شارل ليبون حيث تبدأ الأحداث وتنتهي داخل شقة في الدور السادس من البناية.
تنطلق الأحداث من عام 1978 داخل صالة قمار يعمل بها يسري حيث تقوده الأقدار للعب في مواجهة أحد الأمراء على طاولة البوكر رغم تعارض هذا مع قوانين العمل بالمكان، وتزداد الأمور تعقيدا حين يختار الأمير أن تكون قيمة الرهان مليون جنيه.
لكن مؤلف الرواية يتعمد تأجيل إعلان نتيجة الرهان المثير إلى جزء لاحق من العمل لينتقل سريعا إلى بيت يسري حيث كان ابنه أمين يستضيف ستة من أصدقائه في المدرسة لقضاء ليلة رأس السنة معا.
يدعو الأب الأصدقاء السبعة إلى طاولة قمار يحتفظ بها في المنزل ليعلمهم لعبة البوكر وينقل لهم خبرته في اللعب والحياة معا ملقنا إياهم درسا لن ينسوه طوال حياتهم، كما لن ينسوا يسري الذي رحل عن الدنيا في ذات الليلة متأثرا بأزمة قلبية: «حط في اعتبارك دايما إن مفيش حاجة اسمها ورق وحش وورق حلو، كل ورقة ممكن تكون سبب فوزك. واللاعب السيء هو اللي مايعرفش يستفيد من اللي في إيده. انت اللي متحكم في قيمة ورقك بطريقتك في استعماله. ورقك هو نصيبك من الحياة!».
تمر السنوات ويشق كل من الأصدقاء السبعة طريقه في الحياة لكنهم يبقون على جلستهم السنوية في عمارة ليبون في ليلة رأس السنة. وفي عام 2010 تكتسب الجلسة مذاقا مختلفا بعدما أعلن أمين الذي أصبح مليارديرا أن ينشئ صندوقا للتنمية المجتمعية بقيمة 20 مليون دولار على أن يتولى رئاسته الفائز بلعبة البوكر هذه المرة.
ورغم أن فكرة الرواية ذاتها ربما تكون قد طُرحت في أعمال روائية ودرامية سابقة، جاء بناؤها السردي طازجا يعكس أوضاعا اقتصادية وسياسية واجتماعية راهنة ويمر سريعا على تغيرات شهدتها مصر نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين من خلال المزج بين المقامرة وحكايات الأصدقاء المتشعبة.
كما تبرز الرواية مهارة المؤلف في الاعتماد على تعدد الأصوات في السرد حيث اختار أن يحكي كل عضو من أعضاء الشلة السبعة حكايته كما عاشها باختلاف وظائفهم والدول التي عاشوا فيها، فتأخذنا الرواية إلى اسكتلندا والسعودية والسويد وإنجلترا وتفتح الباب كذلك أمام النقد غير المباشر لبعض ما آل إليه الفن والأدب والتعليم الجامعي.
بنهاية الأحداث تصل الإثارة ذروتها انتظارا لمعرفة الفائز باللعب ورئاسة صندوق التنمية المجتمعية، لكن المؤلف يقدم القارئ على أبطال العمل ويهمس إليه بسر الفوز: «كل ورقة ممكن تكون هي سبب سعادتك!».