x

بالفيديو.. البابا تواضروس: «طولوا بالكم.. مصر هيمشي حالها» (حوار)

السبت 25-05-2013 20:58 | كتب: عماد خليل |
تصوير : محمد معروف

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه لا يرغب في عودة الجيش للحياة السياسية حتى يحتفظ بمكانته.

وناشد البابا الأقباط بالتحلي بالصبر على حال البلاد، مؤكداً أنها ستتعافى قريباً، وأن الأزمة الاقتصادية ستزول وأن مصر «هيمشى حالها»، وإلى نص الحوار..

■ ما نتائج زيارة قداستكم للفاتيكان؟

- فضلت أن تكون زيارتي الأولى للفاتيكان في ذكرى مرور أربعين عاماً على زيارة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث للفاتيكان، وكانت يوم 10 مايو1973 التى وقع فيها اتفاقية تعاون مشترك بين الكنيستين، وكان لها صدى كبير في الأوساط الكنسية.

وزيارتى للفاتيكان زيارة محبة لقداسة بابا روما، ولتهنئته باختياره بطريركاً للكنيسة الكاثوليكية على مستوى العالم، وقمت بتدشين كنيسة قبطية في روما وكذلك زرت الأقباط هناك وأيضا الموجودين في ميلانو، كما قمنا بجولة في مدينة فينسيا.

■ كيف ترى قداستكم شخصية بابا روما؟

- سعدت بشخصية البابا فرانسيس الأول لأنه شخص متواضع وقامة روحية كبيرة وقدمت له صليباً هدية من إنتاج الأديرة المصرية، فقام بارتدائه فور أن أهديته له، وبدوره أهداني مخطوطة أصلية لإحدى رسائل القديس بولس، ودعوته لزيارة مصر وقبل الدعوة وسيزور البلاد قريباً.

■ هل تم الاتفاق على الاحتفال الموحد بعيدي القيامة والميلاد مع الفاتيكان؟

- لم نتطرق لقضية الاحتفال بالأعياد في أوقات واحدة، وهى ليست قضية خلاف، ولم تطرح في حديثى مع بابا الفاتيكان.

■ لماذا اخترتم النمسا لتكون ثاني الجولات الأوروبية بعد الفاتيكان؟

- زيارة النمسا كانت للخدمة الكنسية، وهى 4 أيام سألتقى خلالها بكل أساقفة الكنيسة والمسؤولين عنها في أوروبا وبدلاً من أن أقوم بزيارة كل البلدان الأوروبية للاطمئنان على الأقباط، فكرنا في التجمع في مؤتمر أو مكان واحد بسبب ضيق الوقت.

وسأقوم بتدشين عدد من الكنائس القبطية الأرثوذكسية، كما سأقوم بإلقاء عدد من المحاضرات لأبناء الكنيسة المتواجدين بأوروبا لأتعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم وسأقوم برسامة أساقفة وكهنة لهم.

■ كيف تتعامل الكنيسة رعوياً مع أقباط المهجر؟

- أهم شىء بالنسبة للقبطى المهاجر أنه ينشأ في ثقافة جديدة وهى الثقافة الغربية وهو قادم من ثقافة شرقية، وبالتالى يحتاج إلى عمل توأمة بين الثقافتين وهو أساس الاحتياج الأول للقبطى المهاجر وكذلك اللغة.

■ كيف ترد على من يقول إن أقباط المهجر يستقوون بالخارج؟

- أولا وأخيراً هم أقباط مصريون، ولكنهم عاشوا في مناخ الحرية والديمقراطية، ولهم عادات معينة، والكنيسة في المهجر تحاول أن تحافظ على مصريتهم.

■ هل ازدادت أعداد الأقباط المهاجرين بعد ثورة 25 يناير.. وهل لذلك علاقة بوصول التيارات الإسلامية إلى الحكم في مصر؟

- ربما، لأن المناخ العام به رسائل تخويف للمصريين بصفة عامة وللأقباط بصفة خاصة فبعضهم لجأ للهجرة، وطبعاً كل البلاد لا تقبل الهجرة وليست كل البلاد جاهزة لاستقبال المهاجرين، وقرار الهجرة قرار خطير، فهى بداية جديدة للإنسان في مجتمع غريب عنه وتقاليد وثقافة غريبة، فيجب على المصريين مسلمين أو أقباطاً دراسة الوضع جيداً قبل اتخاذ قرار السفر.

■ ما رسائل التخويف التي ذكرتها؟

- رسائل البرامج التليفزيونية التى تستضيف أناساً «مبتلاقيش حد يقولها عيب»،حيث تعتدى على الإيمان المسيحي وتحقر منه،وتتهم الآخر بالكفر والكثير من الأشياء غير ذلك.

■ ما تعليق قداستكم على قيام بعض الدول بفتح باب الهجرة للأقباط مثل هولندا وبعدها ترحيب جورجيا؟

- المشكلة ليست في الهجرة وإنما المشاكل التى تواجه المهاجر مثل الحصول على فرص عمل ومسكن ومدارس لأطفاله، وكذلك تعلمه للغة البلد التي هاجر إليها وأحيانا يعمل المصرى في بلده كطبيب أو مهندس ويهاجر ليكون عاملا في «بنزينة» وهو شيء صعب، ومصر ومهما كانت الظروف بها صعبة ولكنها بلادنا الحبيبة.

■ بمناسبة ذكر رسائل التخويف والتكفير.. كيف استقبلت رسالة الدكتور عبدالرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين «الجماعة الحاكمة» بتحريم تهنئة الأقباط بعيد القيامة؟

- أنا لم أقرأ تلك الفتوى ولكنى سمعت عنها، ودائماً أنظر للناحية الإيجابية، فنحن لا ننتظر التهنئة، والاحتفال دينى وإيمانى بالنسبة للأقباط وسواء قام أحد بتهنئتنا أو لا فنحن نحتفل ونفرح ونسعد بهذه الأعياد، أما أن يتحدث إنسان مع أخيه المصرى هكذا فهو حر ولكنها لا تؤثر علينا.

■ هل ترى أن العلاقات بين الأقباط والمسلمين ساءت في الآونة الأخيرة في مصر؟

- العلاقة مع المسلمين المعتدلين «زى الفل» ويمثلها الأزهر وهى علاقة جميلة وطيبة وظهرت في أحداث الكاتدرائية، فالشيخ أحمد الطيب أول من اتصل بى في تلك الأحداث، وهو الأمر الذى كان واضحاً في التصفيق الشديد له في قداس عيد القيامة.

■ العلاقة الطيبة بين الأزهر والكنيسة.. كيف لها أن تنعكس على الشارع؟

- حالياً تتم مجموعة من اللقاءات بين القساوسة والشيوخ حيث يحصلون على محاضرات لمدة 3 أو 4 أيام وينشأ بينهم علاقات مودة مشتركة، ولو ولدت هذه الروح سنستفيد منها كثيراً.

■ ما دور مبادرة «بيت العائلة» في تلك اللقاءات.. وهل نجحت تلك المبادرة؟

- بيت العائلة يقوم بدور رائع فهو من يرتب تلك اللقاءات وبه العديد من اللجان المشتركة المفعلة في القاهرة والأقاليم ويخلق روح المحبة بين المصريين.

■ وعدت قبل تنصيبك بطريركاً بحل مشاكل الأحوال الشخصية للأقباط.. وهناك مشاكل لم تحل ومنها مشاكل لائحة 1938، ما التقدم الذى تم إحرازه في هذا الملف؟

- لا توجد مشكلة عامة تربطهم جميعاً، فكل حالة منفصلة عن الأخرى ونحاول حل مشاكلهم وهناك العديد من الحالات تم حلها بالفعل، وقمنا بعقد مؤتمر لمناقشة مشاكل الأحوال الشخصية، وتجرى الآن مناقشات بين الآباء الأساقفة والكهنة و«ربنا يرتب ويجد حلاً يريح الجميع».

■ هل سينعكس تعامل الكنيسة مع مشاكل الأحوال الشخصية على مطالبها في قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين؟

- الكنيسة قدمت قانوناً للأحوال الشخصية منذ 30 عاماً، وقدمه البابا شنودة الثالث بموافقة جميع الطوائف ويعاد دراسته حالياً، ونأمل أن يخرج للنور.

■ ما الجديد الذي تم تجاه تعديل لائحة 1957 الخاصة بانتخاب البطريرك والتي وعدت قداستكم بتعديلها؟

- بالفعل، تم تشكيل لجنة من الآباء الأساقفة من المجمع المقدس وأعضاء المجلس الملى القانونيين لدراسة اللائحة وتعديلها، والمسودة النهائية للتعديل ستكون في شهر يونيو القادم، وتم الانتهاء من الصياغة القانونية لها، وستكون بشكل يحل مشاكل اللائحة الحالية، ويدرج عدداً أكبر من الناخبين في الانتخابات البابوية وغيرها.

■ هل اختلف تعامل الكنيسة مع التيار العلماني الذي تصادم مع الكنيسة في الماضي؟

- نحن نتقارب مع الجميع، وألتقى بهم دائماً، وبابى مفتوح لكل الآراء حتى المختلفة منها، فالكنيسة حاضنة لكل أبنائها.

■ وماذا عن ملف الأساقفة الموقوفين.. هل قامت الكنيسة بحل مشاكلهم؟

- الكنيسة شكلت لجنة لدراسة حالات الأساقفة الموقوفين وهم أربعة، ومن المفترض أن تسلمنا تقريرها 20 يونيو المقبل، ولدينا حالتان موقوفتان بقرار مجمعى والحالتان الأخريان دون قرار مجمعى، وهناك أسقف عاد للخدمة، وأسقف آخر في طريقه للرجوع.

■ كيف تتعامل الكنيسة مع التطاول عليها وعلى المسيحية من بعض الشخصيات التى دأبت على ذلك في الفترة الأخيرة؟

- لما واحد يشتمني، المفروض ألا أقوم بالرد عليه.

■ هل تغير موقف الكنيسة من معاقبة من يذهب للقدس؟

- قرار البابا شنودة الثالث، مازال قائماً، ولكن الكنيسة سمحت في بعض الحالات لكبار السن والمرضى بالذهاب مع تخفيف العقوبة الكنسية، والقرار مستمر في الحرمان طالما أن الأوضاع لم تتغير.

■ ولكن عذراً قداسة البابا، مفتي القدس سبق أن دعا المسلمين والأقباط لزيارة القدس؟

- ياريت، وعندما يدخل إخوتنا المسلمون للقدس سيذهب الأقباط معهم في هذه الحالة فقط.

■ ما رأى قداستكم في مطالب بعض السياسيين بعودة الجيش مرة أخرى لواجهة الحكم؟

- أحب أن يحتفظ الجيش بصورته ودوره في حماية البلاد، وألا يعود الجيش للحياة السياسية، وما حدث أيام الثورة كان حالة استثنائية، والقوات المسلحة حمت البلاد من مخاطركبيرة.

■ كيف تقيم علاقة الرئيس مرسي بالأقباط منذ توليه الحكم في مصر؟

- الرئيس مرسى جاء في ظروف استثنائية وصعبة والكنيسة تصلى لله أن يعينه ونحن نسمع كلاماً جيداً، وتظهر مشاعر طيبة، ولكن الأمر يحتاج لتأكيدات عملية على ذلك وتنفيذ تلك المشاعر.

■ كيف ترى عودة الجنود المختطفين؟

- فرحت بعودة أبنائنا المخطوفين، وقمت بالاتصال بالدكتور مرسى، رئيس الجمهورية، لتهنئته بعودة الجنود، وهو جهد متكامل من جميع الجهات والمؤسسات المصرية.

■ ما رأى قداستكم في مبادرة الجماعة الإسلامية «وطن واحد» لحل مشاكل الفتنة الطائفية؟

- حل المشاكل الطائفية دور الدولة وحدها وليس دور أحزاب أو جماعات حتى لا تتفكك الدولة جزءاً تلو الآخر.

■ هل من الممكن أن تجلس الكنيسة أو تتعاون مع الحركات القبطية التي خرجت بعد الثورة؟

- الحركات القبطية خرجت من مواقف وأحداث معينة وهى تتحدث عن دور علمانى في الشارع، وهو شىء جيد ومن الآثار الإيجابية للثورة المصرية، لأنها جعلت لكل شخص الحرية في الحديث والمطالبة بحقه، لكن الكنيسة دورها روحى وليس سياسياً ولا تتدخل في أمور السياسة والكنيسة ليس لها سلطة على تلك الحركات.

■ معنى ذلك أن الكنيسة لا تهتم بالأمور السياسية؟

- الكنيسة تبتعد عن العمل السياسي للاهتمام برسالتها الأولى وهى الخدمة والرعاية والعمل الروحي حتى لا تنجرف ولا تتلوث بالتواجد في السياسة وهو ليس دورنا.

■ ولكن العديد من التيارات السياسية تزج باسم الكنيسة في الأحداث السياسية وتكيل لها الاتهامات.. وأبرزها أنها تقف وراء حركة «البلاك بلوك» و«تمرد»؟

- الأكاذيب كثيرة، وكل يوم يحكون حكاية، فقد قالوا في أحداث الاتحادية أن 70% من المتظاهرين أقباط، وفي أحداث أخرى يقولون إن أعدادنا قليلة كما يحدث عند بناء الكنائس.

■ كيف تقيم ثورة 25 يناير بعد مرور أكثر من عامين عليها؟

- لا نستطيع تقييم ثورة بعد عامين، لأنها فترة قصيرة بالنسبة للثورات، ولكن تحتاج فترة زمنية كافية لتقييمها، ووضع الأقباط تأثر سلبياً بعد الثورة بشكل كبير.

■ ولكن مشاكل الأقباط تفاقمت.. فلأول مرة يتم هدم كنائس وحرق أخرى وقتل أقباط؟

- لو وضعنا ما ذكرته في الإطار العام للأحداث في مصر، سنجد أن السبب هو عدم الاستقرار، فقصر الاتحادية نفسه تمت مهاجمته، وهناك من يهاجم وزارة الداخلية نفسها.

■ كيف تعالج الكنيسة ملف اختفاء الفتيات القاصرات الذى تكرر كثيراً بعد الثورة؟

- أسباب هذه الحوادث هو ضعف الأمن، والضغط على الفتيات في سن صغيرة واستخدام العاطفة، وكلها أسباب غير مقبولة، فمن يقبل في مصر أن تغيب ابنة عن بيتها.

■ هل تحتاج الأسرة القبطية لخدمة ورعاية أكثر؟

- بالفعل تحتاج لرعاية ومتابعة وخدمة واستمرارية في ذلك، وأنا أوجه الكهنة والآباء الأساقفة للاهتمام بالأسرة لأنها السبيل لحل كل المشاكل.

■ هل تتوقع الكنيسة ظهور قانون البناء الموحد لدور العبادة مرة أخرى وخروجه للنور؟

- يسأل عن ذلك المسؤولين، ومن الممكن أن يكون القانون قد اختفي مع اختفاء الأمن ونتمنى خروجه للنور، ولا نعرف حتى الآن ما مصير القانون الذى يثار عقب كل حادثة طائفية.

■ كيف تعلق على اتهام عدد كبير من الأقباط بازدراء الأديان مؤخراً؟

- أصبح اتهام الأقباط بازدراء الأديان «موضة»، «دى كلمة ازدراء لم يكن أحد يعرفها».

■ يقول خبراء في الأمن المائى إن مصر مقبلة على كارثة مائية، المصريون لديهم أمل أن تتوسط الكنيسة المصرية لدى إثيوبيا لحل أزمة مياه النيل؟

- الكنيسة لا تدخر جهداً لخدمة البلاد، وبنعمة المسيح، سيزور الكنيسة القبطية في 17 يونيو المقبل البطريرك الإثيوبى في أول زيارة خارجية له، وطبعاً بطريرك إثيوبيا والكنيسة الإثيوبية لها علاقة قوية بملف مياه النيل وحله.

■ في ذكر الأربعين لشهداء الخصوص ماذا تم بشان التحقيقات؟

- التحقيقات مازالت مستمرة ومفتوحة في قضية شهداء الخصوص والكاتدرائية، ونتمنى أن تنتهى في أسرع وقت لمعرفة الجانى ليتم القصاص للشهداء الأبرياء.

■ هل تتوقع أن تقيد الواقعة ضد مجهول كغيرها من الأحداث؟

- في هذا الحادث بالذات، لا أتوقع ذلك، ويجب معرفة الجناة.

■ ما مطالب الكنيسة من الدولة؟

- الكنيسة ليس لها مطالب سوى تطبيق القانون دون تمييز بسبب الدين، وتطبيق المواطنة الكاملة لكل المصريين، فالقبطى مصرى يعتز ببلاده التى علمتنا الاعتدال والتسامح طوال التاريخ، ودائماً أقول إن نهر النيل في وسط مصر وعلمها الوسطية، وإن طبيعة المصرى هى المحبة فنحن شعب متدين بطبعه والأديان تتوافق ولا تتطابق.

■ ماذا تقول للمصريين في الظروف الحالية؟

- أقول لهم، طولوا بالكم، ولابد من الاجتهاد في العمل، فمصر تمر بكارثة اقتصادية.

■ قداسة البابا لو وجهت رسالة للأقباط.. فماذا تقول لهم؟

- أقول لهم بلادنا مبروكة ومقدسة وتحتاج لنا كلنا، وإذا كانت تمر بحالة عدم استقرار حاليا، فأنا أعتقد أنها إلى زوال، وستنشط مصر وسينشط اقتصادها و«هيمشى حالها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية