x

«ترامب» يستعد لمعركة المحكمة العليا بعد وفاة «جينسبرج»

السبت 19-09-2020 17:44 | كتب: رويترز |
القاضية بالمحكمة العليا الأمريكية روث بادر جينسبرج القاضية بالمحكمة العليا الأمريكية روث بادر جينسبرج تصوير : آخرون

توفيت القاضية بالمحكمة العليا الأمريكية، روث بادر جينسبرج، عن عمر 87 عاما، الجمعة، ليصبح أمام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرصة لتعزيز الأغلبية المحافظة فى المحكمة بتعيين شخصية ثالثة فى وقت تشهد الولايات المتحدة فيه انقسامات شديدة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة. وجينسبرج من رموز المدافعين عن حقوق المرأة ومن أيقونات الليبراليين الأمريكيين ووافتها المنية فى منزلها بواشنطن بسبب مضاعفات سرطان البنكرياس النقيلى، حسبما قالت المحكمة فى بيان.

وقد تغير وفاة جينسبرج بشدة من التوازن الأيديولوجى داخل المحكمة، التى يحظى المحافظون بالأغلبية فيها بواقع 5 مقابل 4، إذ من الممكن تعيين شخصية تجعل المحكمة العليا تميل أكثر ناحية اليمين. وعين ترامب اثنين من المحافظين فى المحكمة العليا التى يحتفظ المعينون فيها بمناصبهم مدى الحياة. وتعيينات المحكمة العليا الأمريكية تتطلب موافقة مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه حاليا الجمهوريون الذين ينتمى ترامب إليهم.

وذكر ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، أنه يعتزم إجراء تصويت على أى مرشح يختاره ترامب. وقال «مرشح الرئيس ترامب سيكون محل تصويت فى مجلس الشيوخ الأمريكى».

ويواجه ترامب خصمه الديمقراطى جو بايدن فى انتخابات الرئاسة المقررة فى 3 نوفمبر. وقال ترامب فى بيان: «تنعى أمتنا اليوم فقدان أحد عمالقة القانون»، مضيفا أن قراراتها «ألهمت جميع الأمريكيين وأجيالا من العقول القانونية الفذة».

كان ترامب قد دعا جينسبرج إلى الاستقالة عندما كان مرشحا للرئاسة عام 2016، وقال إن «عقلها اختل» بعدما انتقدته فى مقابلات إعلامية. لكن الرئيس لم يتطرق إلى أى خطط محتملة لترشيح خليفة لها. وعبر بايدن عن معارضته لتقديم ترامب أى مرشح لمجلس الشيوخ قبل الانتخابات قائلا إن الفائز فى الانتخابات هو من يتعين عليه اختيار من سيخلفها. وقال للصحفيين فى ولاية ديلاوير: «دعونى أكون واضحا.. ما من شك فى أن الناخبين ينبغى عليهم اختيار الرئيس والرئيس يتعين عليه اختيار القاضى ليبحث مجلس الشيوخ فى أمره».

وذكرت الإذاعة الوطنية العامة فى الولايات المتحدة أن جينسبرج قامت بإملاء حفيدتها كلارا سبيرا بيانا قالت فيه «أكثر ما أتمناه هو ألا يخلفنى أحد قبل أن يتم تنصيب رئيس جديد».

ويلعب قضاة المحكمة العليا دورا بارزا فى بلورة السياسات الأمريكية حيال قضايا ساخنة كالإجهاض وحقوق المثليين وحق امتلاك وحمل الأسلحة والحريات الدينية وعقوبة الإعدام والسلطات الرئاسية. كان الرئيس الأمريكى الديمقراطى الأسبق بيل كلينتون هو من عين جينسبرج فى المحكمة العليا عام 1993. وكان لصوت جينسبرج دور مهم فى أحكام تاريخية تضمن للمرأة حقوقا متساوية وتعزز حقوق المثليين وتحافظ على الحق فى الإجهاض.

وكانت جينسبرج أكبر أعضاء المحكمة سنا وصاحبة ثانى أطول مدة خدمة بين قضاة المحكمة الحاليين بعد كلارنس توماس. وكانت ثانى امرأة تُعين فى المحكمة فى أعقاب تعيين القاضية ساندرا داى أوكونور قبل 12 عاما.

وأمام ترامب فرصة لتغيير شكل المحكمة بطريقة لم تحدث منذ عهد الرئيس رونالد ريجان الذى عين ثلاثة أشخاص فى المحكمة خلال فترة حكمه التى امتدت لثمانى سنوات فى الثمانينيات، مما جعل المحكمة آنذاك تميل إلى اليمين.

وتعيين ترامب لشخصية أخرى فى المحكمة العليا سيعطى المحافظين أغلبية ستة مقابل ثلاثة مما يعنى أن الأخذ برأى القضاة الليبراليين سيتطلب تأييد اثنين من المحافظين لهم.

كان بعض النشطاء الليبراليين قد دعوا جينسبرج إلى الاستقالة خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس السابق باراك أوباما حتى يتسنى له تعيين شخصية ليبرالية أكثر شبابا يمكنها البقاء لعشرات السنين فى المحكمة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية