وحدَهَا الكرَامةُ
تستطيعُ أن تزرَعَ الألوانَ فى أجنحتِى
وحدَها حين إتلافُ الرُّوحِ بالمطرِ
تُسقطُنِى على جسدِ البحرِ
تُعانقُنِى أنفاسُهُ.
قُبلةٌ للحُبِّ
وتغسلُنى قِبلةٌ للموتِ على عتباتِ الوطن
هى أغنيةٌ حين الجُوعُ..
حبَّاتُ عرقٍ على جبيننا.
وحدهُ الوطنُ
ينزفُ كلَّ يومٍ على أشعارِهِ
يمشِى مكِبًّا على قلمِهِ
يحملُنا دفئًا على أكتافهِ
نحملُهُ جَلْدَةً على ظُهورِنا.
هو فقط
يستطيعُ أن يسبقَ الأجنحةَ
يُهدِى البحرَ سرَّهُ
ويمضِى.
شهوةٌ
للونِ شهوةٌ
أنفخُ فيها مِرارًا
لأبحثَ عنِّى..
فى وجهِ قصيدةٍ باردةٍ
لبرُودةِ ملامحِها..
دِفءٌ باقٍ
نافذةٌ تقفُ عليها فراشاتُ كلماتى
الفراشاتُ سوداءُ
لكنَّها مازالت تمتلكُ أجنحة.
عماءٌ
كلما اتسعَ الكونُ ضاق
أن تضلَّ الطريقَ شديدَ الإضاءةِ
حين لا يمرُّ الوقتُ فى سُرعةِ قدميكَ
تنتحرُ لأنكَ الأقوى
بينما تنظرُ أحلامكَ إلى الحياة.
الهواءُ
الهواءُ لا يضلُّ طريقَهُ أبدا
يذهبُ حيثُّ يشاءُ
حين يرسمُ شهيقًا
لا يفرِّق بين فمٍ طيِّبٍ وآخر كريه
يرقصُ التانجو مع ملابس فقيرةٍ
وإن أراد..
يدخلُ خلسةً...
بين نهدَىِ امرأةٍ تفلحُ الأرضَ
كم أنتَ حرٌّ أيُّها الهواء.
لا زيتونَ
السَّماءُ لا تُخِبِّئُ وجُوهَ الشُّهداءِ
حين يخلعُ الموتُ ثيابَهُ..
سيقفُ عاريًا ليرتدينى
ينفخُ فى رُوحى مخاضَ الليلِ للكوابيسِ
يستبيحُ قبرَ أفكارى
رمقَ النَّفَسِ الراكعِ
أو يتركُنى لوطنٍ بلا زيتونٍ.
للملائكةِ فى نفسى سماءٌ لا أعرفُها
نبضٌ كخُطى النُّورِ على فِراشِ ظُلمتى
سرُّ طعمِ اللحنِ الحُلو فى شَعْرةِ مُهرَةٍ
طفولةٌ لم تنتحر بعدُ فى وجهِ أيامى.
ما سرُّ شفافيةِ اللونِ على غُصْنٍ ماتَ كثيرًا
رغبة أن تُقبِّلَنِى جميعُ الألوان..
فى سجدةٍ على حافَّةِ الحُلمِ
يا لونَ السحابِ الطيبِ
مازلتُ فراشةً بين قلبى وسماءٍ تقرؤنى
تُسْقِطُ من سُرَّتها الألوانُ جميعًا
لتحرِّكَنا عرائسَ على مسرحِ الوطنِ
يا زئبقَ الألوانِ تريَّثْ حتى أجدَ لونًا غيرَ الزيتونِ.فللملائكة فى نفسى أرضٌ مُغتصَبةٌ
مقابرُ لشهداءٍ جميعهُم أنا
دماءٌ كانت زيتونًا ونخلا
بلادٌ تسافرُ فى نعيقِ البُوم.
للملائكة فى نفسى نفْسٌ لا أفهمُها
وأجنحةٌ أخافُ الطَّير بها...
لأنَّها من زيتُون.