قد يعتقد بعض الآباء أن استخدام وسائل الخوف الترهيب مع الطفل شيء يجعله يستوعب الأفعال التي يجب عليه تجنبها بشكل أسرع أو يجعله مطيعًا بالشكل المُرضي.
كذلك قد يكون التخويف شكل من أشكال المزاح في ثقافة البعض، دون الالتفات إلى أنه هذا التصرف يعد جريمة في حق الطفل ويترتب عليها العديد من الآثار السلبية على حالته النفسية والسلوكية فيما بعد، إلى جانب المسائلة القانونية التي قد يتعرض لها القائم بترويع الطفل.
ولعل لقضية اليوتيوبر الشهير أحمد حسن وزوجته زينب دور كبير في لفت الانتباه إلى ضرورة التوقف عن ترويع الأطفال سواء من أجل تربيتهم أو على سبيل المزاح، حتى ينشأ الطفل في بيئة سوية تساعده على تكوين شخصية سليمة وخالية من السلوكيات الغير سليمة.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حدوث أضرار نفسية تستمر مدى الحياة يعتبر من العواقب المحتملة لسوء معاملة الطفل والتي تتضمن العنف والإهمال واللاستخفاف بالمشاعر والترويع أو الترهيب والاستغلال التجاري.
وتتمثل الأضرار التي قد يتعرض لها الطفل بسبب ترويعه في إجهاده بشدة مما يعيق نمو الدماغ بشكل طبيعي خاصة في المراحل الأولى للنمو، كذلك قد يتضرر الجهاز العصبي والجهاز المناعي للطفل ويتأثر نموهما سلبيًا، الأمر الذي يجعل الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة أو الترهيب أكثر عرضة لحدوث مشاكل صحية نفسية في الكِبر من أبرزها الإصابة بالاكتئاب والميول للسلوك العدواني.
لم يسهم ترويع الأطفال في إصابتهم بالأمراض على المستوى النفسي فقط بل إنه قد يلحق بهم أضرار جسدية عديدة، حيث تساهم الحالة النفسية السيئة التي يدخل بها الطفل بعد تعرضه للترهيب خاصة إذا تكرر الأمر لفترات طويلة، في الإصابة بأمراض القلب والسرطان، ويجعلهم أكثر ميولًا عن غيرهم للانتحار نتيجة لحدوث تغيرات في المخ، لذلك تسعى منظمة الصحة العالمية لتوفير الارشادات اللزمة للآباء للوقاية من وقوعهم في خطأ إسائة معاملة أطفالهم
ووفقًا لموقع «scientificamerican» تشير نتائج دراسة التي أجراها فريق متخصص بمعهد الصحة العقلية وجامعة «ماك جيل»،إلى أن العنف الذي يتعرض له الطفل يترك أثرًا طويل المدى على الراوبط العصبية في المخ، كما أكدت الدراسة أن الخلل الدائم في الألياف العصبية بالمخ يعتبر نتيجة شبه حتمية لترويع الطفل حيث تتكون تلك الألياف في العقدين الأولين من حياة الطفل.