قبل شهر، لم يكن ليتوقع أي شخص مهتم بالشأن الياباني أن يترك شينزو آبي، أطول رؤساء وزراء اليابان خدمة، منصبه بعد 8 سنوات من حكمه وخاصة أن يتركها قبل أولمبياد طوكيو، ولم يكن ليخمن أحدا أنه سيخلفه يوشيهيدي سوجا ذراعه الأيمن الذي أبدى عدم رغبته في المنصب.
فمن هو سوجا، رئيس الوزراء المفاجئ الجديد؟.. لسنوات، مثل سوجا البالغ من العمر 71 عاما، الوجه التقليدي لمتحدث باسم الحكومة الذي لا يبتسم، حتى أن الصحفيين اليابانيين لقبوه باسم «الجدار الحديدي»، في إشارة إلى رفضه الرد على الأسئلة التي لا يحبها.
وفقًا للخبير الاقتصادي والمقيم منذ فترة طويلة في طوكيو، جيسبر كول، فقد تم اختيار سوجا من قبل زعماء الحزب الليبرالي الديمقراطي، قادة الفصائل الذين يمارسون السلطة وراء الكواليس، لأنهم لم يروا بديلاً واضحًا.
ولقب شوقا بـ«العم ريوا» بعد الكشف عن اسم العصر الجديد لليابان، حيث يعد أول رئيس وزراء للبلاد في العصر الياباني الجديد.
ومن الواضح أنه لا يخلو من المهارات السياسية، حيث شغل منصب أمين مجلس الوزراء الياباني لفترة أطول من أي من أسلافه. يتمتع بسمعة طيبة في الصرامة والانضباط وفهم آلية البيروقراطية البيزنطية في اليابان. لكن هل هذه هي أنواع المهارات التي تفوز بالانتخابات؟
يقول البروفيسور كويتشي ناكانو، من جامعة صوفيا بطوكيو: «لقد صعد إلى السلطة لأنه يمتلك المهارات السياسية في تخويف المعارضين، بما في ذلك الصحافة والسيطرة على المشهد من خلال التعاملات الخلفية والسيطرة على البيروقراطيين بشكل جيد»، كما يقول.
وأضاف: «لكن عندما يتعلق الأمر بالوجه العام للحزب، عندما يتعين الدعوة إلى انتخابات مجلس النواب في غضون عام، فهو حقًا غير لائق لأنه ليس بليغًا للغاية».
وبحسب تقارير صحفية فإن عائلة سوجا، على عكس آبي، لا تعود جذورها لعالم السياسة، فهو ابن مزارع الفراولة بأحد قرى شمال اليابان.
ولم يكمل سوجا طريق والده كمزارع، وسافر للعاصمة طوكيو للدراسة عندما تم عامه الـ18، بأحد جامعاتها في بداية الستينيات، والتي شهدت على زخم كبير في الحركات الطلابية، والتي لم يكن جزءً منها.
واختار أن يتوجه للعمل السياسي بعد تخرجه، ليختار كأحد أعضاء مجلس مدينة «يوكوهاما» الساحلية، وبعد أن بنى قاعدته الشعبية استطاع أن يفوز بمقعد برلماني عن الحزب الديمقراطي الليبرالي في 1996.
وبحسب ما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، صعد سوجا درجات السلم السياسي ببطء، لكنه منذ بداية الألفية وهو يحتفظ بثقة كبيرة داخل الحزب ما جعل شينزو آبي يختاره كوزير للشئون الداخلية في ولايته الأولى عام 2006، ومنذ 2012 وهو يشغل منصب أمين مجلس الوزراء ويمثل الذراع اليمنى لرئيس الحكومة.
وعن التحديات المتوقع أن تكون على طاولة رئيس الحكومة الجديد، قال موقع «جابان توداي» الياباني، إن أهم التحديات يتعلق بالحفاظ على المستوي الجيد الذي وصلت إليه البلاد في إدارة أزمة كورونا، والذي ظهر من خلال انخفاض كبير في عدد المصابين، لأن ذلك سيكون له انعكاس واضح على المستوى الخارجي بالتعافي الاقتصادي كذلك.