x

«نيويورك تايمز» تكشف «التاريخ السري» للهاربين من النازية إلى الولايات المتحدة

العالم يواجه أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية
الإثنين 14-09-2020 19:00 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : آخرون

كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن التاريخ السري لمعسكر اللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية عقب الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن العدد وصل إلى 982 لاجئا هربوا من النازيين بعد أن تلقوا الدعوة من الرئيس الأمريكي روزفلت إلى قاعدة عسكرية في نيويورك .

وقالت الصحيفة إن أيلفي شتراوبير، كانت في الحادية عشر من العمر عندما ركبت سفينة «يو إس إس» هنري جبنس الحربية في نابلس، إيطاليا، وكان ذلك في صيف 1944، حيث كانت تسافر مع أبويها وأختها ومئات من الجنود الجرحى وما يقرب من ألف لاجئي حرب يهودي، مشيرة إلى أن السفينة الحربية كانت تتجه لنيويورك يرافقها مجموعة من السفن الحربية، لتوفير الحماية ضد أي هجوم ألماني، وسفنينتا نقل تحملان أسرى الحرب النازيين .

وأضافت الصحيفة :«عند منتصف الطريق وبعد رحلة استغرقت عشرين يوما، سرت تحذيرات بين المسافرين تفيد بأنه تم ضبط مركب نازي، ومن ثم توقفت محركات السفينة، وقام الآباء بتثبيت آيديهم على افواه أطفالهم، وكان الوقت متأخرا في هذه الليلة ولم تستطع إيلفي العثور على والدتها خلال هذا التزاحم الصامت للصعود على ظهر السفينة في حالة توجيه قذائف الطوربيد لها، حيث دعوا الجميع إلى الاستعداد للقفز في مراكب الإنقاذ».

وواصلت، لكن تم فصل إيلفي عن أمها، ليس في العامين اللذين كانت تهرب فيهما من النازيين، وليس حتى في معسكر الاعتقال الإيطالي، فقد قررت أن ترفض القفز في مركب النجاة بدونها .

ولكن قبل أن تفكر أيلفي التي أجبرت أسرتها على الفرار من فيينا في الحرب العالمية الثانية، في تنفيذ قرارها، كان الخطر قد زال، فقد تمكنوا من تجنب القذائف الألمانية، بينما ظهرت أمها خلال دقائق وهي تشعر بالخجل فقد حبست نفسها، في إحدى دورات المياه .

وتحدثت الصحيفة عن لحظات وصول اللاجئين ومن بينهم إلفى إلى الجانب الغربي من مانهاتين، حيث غمر الجميع شعورا بالبهجة المختلطة بالدموع وقد عمهم شعور بالارتياح لرؤية أضواء المدينة، فهم من بين ألف شخص دعاهم الرئيس فرانكلن روزفلت إلى الإقامة في مركز اللاجئين الوحيد في الولايات المتحدة في غضون الحرب العالمية الثانية، معظمهم من اليهود الذين عاشوا في معسكرات الاعتقال وفقدوا بيوتهم وأحباءهم، كانوا من المحظوظين .

وبعد أن جرى تنظيفهم ورشهم بالمطهرات، تم نقلهم إلى معسكر محاط بسياج حديدي وأسلاك شائكة في 5 أغسطس عام 1944وقد اعترتهم مشاعر الارتباك والخوف .

في حين قال بن الالوف، وهو طفل آخر لاجئ، ولد في مخبأ مخصص للحماية من القصف في يوغوسلافيا في عام 1941، :«كل ما كنا نراه سورا من الأسلاك الشائكة والجنود الأمريكيين، كما يتذكر ذعر الكبار فالجميع كان يظن أنه أحد معسكرات الاعتقال».

ونبهت الصحيفة إلى أن هذه «قصة بطولية» تجسد مزيدا من تجارب اللاجئين المعقدة في التاريخ الأمريكي، مؤكدة أنها النموذج الوحيد في الولايات المتحدة التي وفرت المأوى للفارين من النازيين .

وقالت إن العالم يواجه في الوقت الراهن أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، موضحة أن هناك ما يقرب من 79.5 مليون شخص حول العالم أجبروا على النزوح من منازلهم، وفقا لهيئة شوؤن اللاجئين بالأمم المتحدة، بينما تتصاعد الأيديولوجيات المناهضة للمهاجرين .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية