x

حسن هيكل دماء وبترول حسن هيكل الجمعة 04-03-2011 08:00


■ لاشك أن ما يحدث فى ليبيا يعتبر جريمة فى حق شعب ينشد الحرية، وأن ما يقوم به نظام القذافى يتعدى حدود العقل والخيال ولكن ما يعنينى هنا فى هذا المقال هو دور مصر وجامعة الدول العربية فى بعض التطورات الأخيرة ومشاهدها كالآتى:

١- رغبة الولايات المتحدة الأمريكية فى التدخل العسكرى تحت دعوى حماية أبرياء ومنع جرائم الحرب.

٢- الموقف الإيطالى، وعلى لسان وزير خارجيته، قد قلل من عدد القتلى ثم هو يحاول شد أوروبا إلى «التعقل» وإعطاء الوقت لحل مشكلة داخلية فى ليبيا.

■ هذان الموقفان ليسا موقفين مرتبطين بالحق والحرية، فهما موقفان لضمان حقوق النفط. إن الولايات المتحدة لم تكن لتفكر فى التدخل العسكرى إذا كان ذلك يحدث فى بلد غير نفطى، كما أن موقفها لم يكن ليأخذ هذه الحدة إلا إذا كانت حصتها الحالية من النفط والغاز الليبى قليلة نسبيا.

■ نعم الدعوة للتدخل ظاهرها حق، لكن بالنسبة للولايات المتحدة باطنها يعكس مصالح دولة وشركاتها. كما أن الموقف الإيطالى يعكس أيضا المصالح الحالية بين نظام برلسكونى ونظام القذافى (مع العلم أن هناك أوراق ضغط أخرى على الإدارة الأمريكية والمتمثلة فى الصور المزعجة القادمة من ليبيا عبر وسائل الإعلام).

■ وكذلك إدانة الرأى العام الأمريكى بطء إدارته فى التعامل مع الثورة المصرية.

■ أين نحن من ذلك كله؟ وماذا يجب أن نفعل؟

١- إن أى تدخل عسكرى فى شكل حظر جوى يجب أن يكون بدعوة من جامعة الدول العربية أو مصر.

٢- أن تشارك القوات الجوية المصرية فى الحظر الجوى كطرف أصيل وفاعل، تحت مظلة عربية أو دولية.

٣- أن يكون أحد قادة إدارة الحظر الجوى الدولى أحد أفراد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وألا يترك لحلف الناتو أو الجيش الأمريكى قيادة إدارة الحظر الجوى.

٤- أن يكون هذا هو حدود التدخل العسكرى، لأن إنزال قوى أمريكية داخل ليبيا سيأخذنا سنوات لإخراجها كما سيترتب عليه صفقات نفطية لا تصب فى مصلحة ليبيا والعالم العربى.

٥- يجب أن تراعى مصر فى مدى تدخلها وجود أعداد كبيرة من المصريين فى ليبيا.

■ إنى لا أدعو لتحرك أحادى الجانب من مصر ولكن أن تكون مصر فاعلة من خلال جامعة الدول العربية ومجلس الأمن سياسيا وعسكريا لتحمى مصالحها ومصالح أمتها. كما أن ذلك سوف يصب إيجابا فى استعادة مكانة مصر العربية والأفريقية. إن شكل ليبيا المقبل ومستقبلها سيتحدد فى الأسابيع والشهور المقبلة ويجب أن نكون فاعلين بسبب التلاصق الجغرافى والأهمية الاستراتيجية.

■ ملاحظة أخيرة: يختلف ما أطرحه عما حدث فى اليمن من تدخل مصرى مشروع فى الستينيات، حيث إن الموقف الدولى والجبهة الإسرائيلية ونوعية وشكل التدخل - قوات برية فى ذلك الوقت وحظر جوى هنا - مختلفة تماما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية