x

البحرين تدافع عن السلام مع إسرائيل: «خطوة تاريخية تعزز الاستقرار»

السبت 12-09-2020 21:32 | كتب: محمد البحيري, وكالات |
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب - صورة أرشيفية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

دافعت البحرين عن معاهدة السلام، التي أعلنت التوصل إليها مع إسرائيل، مساء الجمعة، مؤكدة أنها «خطوة تاريخية واقعية لمواجهة التحديات الاستراتيجية» و«تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة».

وأكد وزير خارجية البحرين، الدكتور عبداللطيف الزيانى، أهمية الخطوة التاريخية التي قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة «لتحقيق السلام في الشرق الأوسط».

وقال الزيانى، الذي سيشارك في مراسم يشهدها البيت الأبيض، وسيوقع «إعلان سلام تاريخيا» مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن مملكة البحرين تشدد على أهمية تكثيف الجهود ومضاعفتها للوصول إلى حل عادل، واعتبار السلام خياراً استراتيجياً لإنهاء النزاع الفلسطينى- الإسرائيلى بشكل عادل وشامل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطينى الشقيق، واصفاً هذه الخطوة بأنها خطوة واقعية لمواجهة التحديات الاستراتيجية، وحماية المصالح الوطنية، وأضاف أن مملكة البحرين تؤكد على حسن الجوار مع جميع دول الجوار ودول المنطقة.

واعتبر أن إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل يحقق أهداف مبادرة السلام العربية، وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يضمن نيل الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة ويحقق السلام الدائم، مؤكداً أهمية اتفاق السلام المقرر إبرامه بين الإمارات وإسرائيل، والذى يساهم في وقف ضم الأراضى الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.

وأكد وزير الداخلية البحرينى، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أن المعاهدة ستنعكس على خدمة المصالح العليا للبحرين، داخليا وخارجيا، وتساهم في تعزيز الأمن والاستقرار ونشر مظاهر النماء والازدهار. وأوضح أن «البحرين تبقى وطن السلام والأمان ومهد التعايش والانفتاح على الآخر، وهو نهج أصيل وممتد في إطار عهد الولاء والانتماء والروح الوطنية الأصيلة». وأكد أن إعلان تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإسرائيل «يعد إجراء سياديًا، ويمثل موقفًا شجاعًا يعكس حكمة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد، ورؤيته الثاقبة». كما رحب مجلس الشورى ومجلس النواب في البحرين، في بيان مشترك، بالخطوة البحرينية، وأكدا تأييدهما إعلان السلام.

وجاء في البيان أن «الانفتاح والتعايش مع الجميع نهج بحرينى أصيل وعريق»، وتابع بقوله: «يرحب مجلس الشورى ومجلس النواب بإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ومملكة البحرين، في خطوة تاريخية ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة، والتى تأتى استمرارا لجهود مملكة البحرين في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في جميع أنحاء العالم». وشدد مجلس الشورى ومجلس النواب على أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى وتحقيق السلام العادل والشامل، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وجاء في البيان: «مجلس الشورى ومجلس النواب يباركان إعلان اقامة العلاقات بين مملكة البحرين وإسرائيل، إلا أنهما يؤكدان على أن هذه الخطوة تصب في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، كما تأتى في سياق النهج البحرينى الأصيل والتاريخ العريق في تعزيز الانفتاح والتعايش مع الجميع، والتماسك المجتمعى فيها بين مختلف الأعراق والديانات».

واحتفت الصحف البحرينية، السبت، بالإعلان عن معاهدة السلام مع إسرائيل، مؤكدة أنها تعزز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتحفظ حقوق الشعب الفلسسطينى.

وأكدت على رفضها مزايدة المتاجرين بالقضية على مواقف بلادهم، مشددة على أنه «لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتنازل المملكة عن الثوابت والحقوق العربية والتى تتصدر قمتها القضية الفلسطينية». وأشارت الصحف في افتتاحياتها إلى أن «القرار البحرينى السيادى رجّح المنطق وطوى صفحة الزمن للانتقال إلى جبهة جديدة للدفاع عن حق الشعب الفلسطينى الشقيق، وهذه الجبهة تقوم على الحوار وليس البندقية».

وفى افتتاحيتها تحت عنوان «مملكة السلام»، قالت جريدة «الوطن»: «تؤكد البحرين دوماً، قيادة وحكومة وشعبا، تمسكها بسيادتها التي تعتبرها خطاً أحمر لا يقبل المساومة لأن قراراتها نابعة من ثوابت وطنية وعربية ومصالح أمنية عليا». وأضافت: «القاصى والدانى يدرك تماماً أن خطوة إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تتماشى مع ثوابت المملكة لإيمانها القوى بأن السلام هو الخيار الاستراتيجى الأمثل لإنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى».

وشددت الصحيفة على أن «إعلان تأييد السلام مع إسرائيل لا يتعارض مع مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية بل إنه يخلق فرصا أفضل للشعب الفلسطينى في إقامة دولة مزدهرة ومستقرة».

وقالت جريدة «الأيام» في افتتاحيتها تحت عنوان «نحو سلام عادل وشامل»: «إن البحرين عندما اقتنعت بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل فإنها تؤمن بأن إصلاح حال الأمة وازدهار المنطقة وتقدمها لن يكون إلا بإحلال السلام والاستقرار». وتابعت: «وفى مقدمة ذلك العمل على إنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، كما أكد العاهل البحرينى، وفقًا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل، الذي يؤدى إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».

وأعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق سلام بين البحرين وإسرائيل، مساء السبت، بعد محادثة هاتفية مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وفق ما أعلنه البيت الأبيض. وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوى: «هذا حقًا يوم تاريخى». وأضاف أنه يعتقد أن دولاً أخرى ستسير على نفس الدرب.

وقالت الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل في بيان مشترك إن «فتح حوار وعلاقات مباشرة بين هذين المجتمعين الحيويين والاقتصادين المتقدمين من شأنه أن يواصل التحول الإيجابى في الشرق الأوسط ويزيد الاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة».

كانت الإمارات قد وافقت الشهر الماضى على عقد اتفاق سلام مع إسرائيل، من المقرر توقيعه بعد غد الثلاثاء، في مراسم بالبيت الأبيض يستضيفها ترامب، ويحضرها نتنياهو ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

وقال نتنياهو إن القرار البحرينى يؤذن «بعهد جديد للسلام». وأضاف في بيان: «لقد استثمرنا في السلام على مدار سنوات طويلة، والآن يستثمر السلام فينا، وسيجلب استثمارات كبيرة حقا إلى اقتصاد إسرائيل، وهذا مهم للغاية».

وأشادت وزارة الخارجية والتعاون الدولى الإماراتية بقرار البحرين معربة عن أملها «فى أن يكون لهذه الخطوة أثر إيجابى على مناخ السلام والتعاون إقليميًا ودوليًا».

وقال وزير الخارجية البريطانى، دومينيك راب، في بيان: «أُرحب بشدة بهذا الاتفاق الهام لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل»، واصفا ذلك بأنه «أنباء رائعة».

في المقابل، استنكر بيان صدر باسم القيادة الفلسطينية الاتفاق البحرينى واصفًا إياه بأنه «خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية». وقال البيان: «ترفض القيادة الفلسطينية هذه الخطوة التي قامت بها مملكة البحرين، وتطالبها بالتراجع الفورى عنها، لما تلحقه من ضرر كبير بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطينى والعمل العربى المشترك». وقال جاريد كوشنر، كبير مستشارى ترامب وصهره: «الكل في المنطقة مستاء من القيادة الفلسطينية، التي تواصل إضعاف قضيتها شيئًا فشيئًا بالتصرف بهذه الطريقة».

من جانبه، صرح المرشح الديمقراطى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن، بأنه يجب على إسرائيل أن تكف عن توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والامتناع عن ضم أراض إليها وإفساح المجال أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف بايدن، خلال كلمة ألقاها أمام اللوبى اليهودى اليسارى «جى ستريت»، أنه أوضح موقفه هذا للإسرائيليين، مؤكدا أنه سيعارض خطة الضم وسيستأنف الحوار مع الفلسطينيين وسيعيد المساعدات لهم وفقا للقانون الأمريكى، وسيعيد فتح القنصلية الأمريكية في شرقى القدس. كما انتقد نتنياهو قائلا إن سياسته خاطئة ويرضخ لمطالب اليمين المتطرف من أجل الحفاظ على التأييد له. وانتقد بايدن القيادة الفلسطينية أيضا، وقال إنها لم تتعاون مع مساعى السلام عندما أتيحت لها الفرصة للقيام بذلك.

واعتبر المرشح الديمقراطى أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن أمن إسرائيل للمدى البعيد مع الحفاظ على هويتها اليهودية والديمقراطية، كما أنه الحل الوحيد الذي يضمن للفلسطينيين الحق في إقامة دولتهم المستقلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية