قال الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن الموقف من الشيعة محور خلاف حقيقى بين السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين، التى لا تمانع من التقرب مع الشيعة، بل إنها من دعاة هذا التقرب.
وأضاف برهامى فى حوار لـ« المصرى اليوم» أن التقرب المصرى الإيرانى فى الفترة الأخيرة يثير المخاوف من انتشار المذهب الشيعى فى مصر، لافتاً إلى أن الشيعة عقيدتهم خطيرة، فهم يكذبون القرآن الكريم، ويحرفونه ويسبون الصحابة.
وإلى نص الحوار..
■ جماعة الإخوان تقول إن تخوفاتكم من تبادل العلاقات مع إيران غير مبررة، ما ردك؟
- نحن نعى جيداً خطورة تبادل العلاقات بين إيران ومصر، وعلى الإخوان جماعة أن تساعدنا على أن نستعيد إيران الدولة السنية كما كانت، وعليها أيضاً ألا تساعدهم فى نشر التشيع فى مصر.
■ هل تستغل الدعوة السلفية ورقة إيران والمد الشيعى فى تحريض الإسلاميين على رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى كما صرح عدد من المشايخ بعد التقرب المصرى الإيرانى فى الفترة الأخيرة؟
- هذا أمر غير صحيح على الإطلاق، ولكن هذا لا يمنع أن التقرب المصرى الإيرانى فى الفترة الأخيرة أثار انزعاج الإسلاميين، وفى القلب منهم السلفيون، خاصة أن الشيعة تاريخهم أسود على مر العصور، ويحاولون دائماً إفساد الدين الإسلامى، وسفك دماء أهل السنة والتاريخ يذكر ما قام به الشيعة فى حروب التيار والصليبيين على أهل السنة.
■ ولكن القيادة السياسية فى مصر أعلنت أن التقرب مع إيران سياسى فقط وليس دينياً، ما ردك؟
- الشيعة عندما يدخلون أى بلد سنى يدفعون إلى شق الصف فيه، واستغلال ذلك فى نشر المذهب الشيعى، والأمثلة على ذلك كثيرة، مثلما حدث فى المنطقة الشرقية بالسعودية واليمن، وما حدث فى العراق من تطهير عرقى للسنة، وهذا ما يجعلنا نخشى من تحركات الإيرانيين الشيعة فى مصر، وعندما نتحدث عن الشيعة فإننا نتحدث عن فرقة جمعتْ من البدع أصنافًا وألوانًا فى الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، والقضاء والقدر!
بالإضافة إلى بدعتهم الأبرز فى باب الصحابة، وباب الإمامة، ويمكن تقسيم الشيعة بصفة عامة إلى ثلاث طوائف رئيسية، الأولى هى الشيعة الباطنية الإسماعيلية، ومنهم العبيديون المسمون زورًا الفاطميين، ومنهم العلويون والدروز، وهؤلاء أصحاب دين فلسفى يقوم فى أساسه على فكرة تجسد الإله، أو اتحاده ببعض البشر، أو حلوله فيهم، وهى الفلسفة ذاتها، التى نتجت على يد «أفلاطون»، الذى حاول التوفيق بين فلسفة أرسطو ودين عيسى -عليه السلام.
أما الثانية فهى الشيعة الإمامية الإثنى عشرية، وهو المذهب الرسمى لإيران الآن، وهم يتجنبون القول بنسبة الألوهية لأحد غير الله، ويثبتون الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم- إلا أنهم فى المقابل يثبتون للأئمة معرفة الغيب والتصرف فى الكون! كما أنهم يصرفون لهم أنواعًا من العبادات، بالإضافة إلى وجود صور كثيرة من الفلسفة الباطنية فى مذهبهم، ويكفى فى ذلك الولع بالتقية بالصورة، التى تجعل دينهم أشبه بالطلاسم منه بالأمور الواضحة.
والثالثة هى الشيعة الزيدية، الذين يفضلون سيدنا علىّ على أبى بكر -رضى الله عن الجميع- إلا أنهم فى ذات الوقت يقرون بصحة خلافة الخلفاء الراشدين، وقولهم هذا فيه مخالفة لإجماع الصحابة، ومع هذا أمكن التعايش معهم عبر التاريخ فى حين عانت الأمة الأمَرين عبر تاريخها من النوعين الأوليين.
■ كيف يحدث تقرب مع الشيعة رغم أن رئيس الجمهورية من جماعة الإخوان المسلمين، وهل السلفيون أكثر حرصاً من الإخوان على مواجهة المد الشيعى؟
- هناك اختلاف تاريخى حقيقى فى موقف السلفيين، وجماعة الإخوان المسلميين من التقرب مع الشيعة، ولم يعد خفياً على أحد أثر الموقف التاريخى للإخوان المسلمين فى مسألة التشيع والثورة الإيرانية فى تثبيته، ابتداءً من صياغة الأصول العشرين للأستاذ «حسن البنا» -رحمه الله- فيما يتعلق بقضية الإمامة والخلافة، والخلاف بين الصحابة؛ حيث لم تنص على إمامة الصديق أبوبكر ثم الفاروق عمر، ثم ذى النورين عثمان بن عفان، ثم الخليفة الراشد الرابع على -رضى الله عنهم- وترتيبهم فى الفضل، بل اكتفت الصياغة بالإمساك عن الخلاف، الذى حدث بين الصحابة!
ولا شك أن عقيدة أهل السنة هى الإمساك عما بدر بين الصحابة من خلاف، لكن بعد النص على إمامة الأربعة وفضلهم.
ثم ما كان من قبول الأستاذ «البنا» فكرة التقريب بين السنة والشيعة، وجوابه لتلامذته حين سألوه عن الفرق بين الشيعة والسنة عند زيارة أحد أئمتهم بالمركز العام بأن قال غاضبًا: «ديننا واحد، وإلهنا واحد، ورسولنا واحد، وقبلتنا واحدة، وسنتنا واحدة!»، كما حكى عنه الأستاذ التلمسانى.
ثم ما كان من موقف الجماعة من التأييد المطلق للثورة الخمينية عند قيامها، والقول بأنها ثورة إسلامية مع غض الطرف عن طائفيتها ومنهجيتها البغيضة!
ومرورًا بما ورد فى كتابات الأستاذ «سيد قطب» -رحمه الله- من إشارات فى نقد تصرفات الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضى الله عنه- والطعن فى معاوية وعمرو بن العاص -رضى الله عنهما!
وانتهاءً بالمواقف الحالية المعاصرة من الثناء البالغ على «حزب الله» و«حسن نصر الله»، وعدم اتخاذ موقف جاد وإيجابى من الدعم الإيرانى لنظام «بشار»، وعلى دعمه النظام المالكى فى العراق، الذى قتل من أهل السنة على يد الميليشيات الإيرانية الشيعية مثل ما قتلت القوات الأمريكية الغازية، بل يزيد!
والجماعة ترى عدم وجود ما يمنع من التقرب معها، بل إنها من دعاة التقرب، وكانوا مؤيدين للثورة الإيرانية دون قيود، وهناك تأييد لحزب الله، فالإخوان تربوا على أنه لا يوجد فرق بين السنة والشيعة، وقام عدد من القادة الإيرانيين بزيارة المركز العام لجماعة الإخوان عام 1948.
كان يجب أن يقول البنا إن هناك اختلافا فى العقائد، فرغم أن الشيعة يصومون ويصلون إلا أن عقائدهم مختلفة، ويسبون الصحابة، وأمهات المؤمنين، ويضيفون صفات الربانية على أهل البيت.
■ كيف تصف العنف السياسى بشكل عام؟
- العنف المتبادل بين كل التيارات، وحرق مقار الأحزاب مرفوض رفضاً تاماً، كما أن حصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية وقصر الاتحادية مرفوض، فمن المفترض أن الأحزاب السياسية وافقت على العمل فى إطار سياسى له آليات مُحددة، وأؤكد رفضنا استخدام العنف تجاه القائم بأعمال السفير الإيرانى.
■ ما خطورة المد الشيعى فى مصر؟
- الشيعة يتعاملون مع السنة على أنهم أكثر عداوة من اليهود، ولكن عقيدتهم تمثل خطورة على مجتمعنا، وستؤثر على مذهبنا السنى سلباً فى وجود نسبة كبيرة من الجهل.
■ ما رأيكم فى قول الإخوان إن العلاقة بين مصر وإيران اقتصادية؟
- هناك حلول اقتصادية متعددة تغنينا عن التعامل مع الشيعة.
■ كيف سيكون للسياحة الإيرانية تأثير سلبى على مصر؟
- مجيئهم إلى مصر لم يقتصر على السياحة فقط، بل سيكون هناك غزو ثقافى من خلال بعض الفضائيات ودور النشر والمسلسلات الإيرانية المدبلجة للعربية، وأنوه بأن سلسلة «التوغل الثقافى الناعم» هى جزء مما يعده الشيعة نحو بناء إمبراطوريتهم المنشودة «مصر الحبيبة»؛ التى ظلت مستعصية على تصدير الثورة الطائفية الإيرانية على مدى العقود الأخيرة إلى يومنا هذا.
وبعد كل هذا بدأت إجراءات التغلغل الإيرانى داخل مصر من خلال اتفاقات السياحة، ثم إلغاء تأشيرات دخول المصريين إلى إيران، والترحيب البالغ بالقائم بالأعمال الإيرانية فى الإعلام المصرى، وتعيين مستشار شيعى فى وزارة الإعلام، وزيارة وفد إعلامى مصرى لإيران للاتفاق على دبلجة المسلسلات الإيرانية باللغة العربية، لعرضها على التلفاز المصرى والقنوات المصرية، واستغلال الشيعة للعرب، والقلة من المصريين، التى قبلت أن تبيع دينها فى الدعوة إلى المذهب الشيعى البغيض، وافتتاح قناة «صوت العترة»، التى تبث على «النايل سات».
■ ولكن البعض يقول إن السياحة الإيرانية ستحقق عوائد اقتصادية تنعش الركود، الذى تمر به البلاد، كيف ترى ذلك؟
- الانتعاش الاقتصادى والسياحى المتوقع من المد الإيرانى وهم كبير؛ ولو وجد لكان على حساب الدين، وهذا لا يجوز، فكيف وهو لا يوجد؟!
وإنما حل الأزمة الاقتصادية الخانقة يأتى بسلام اجتماعى حقيقى يحقق الأمن والاستقرار، ويدفع البناء والتنمية بسواعد أبناء مصر وجهودهم على أساس متين من عقيدة أهل السنة والجماعة، ومذاهبهم، التى نص الدستور عليها دون غيرها.
■ كيف تصف خلافاتكم مع الرئاسة حول التقارب مع إيران؟
- الخلاف مع النظام الحاكم فى البلاد حول التقارب مع إيران وهو «أمر عقائدى بحت»، وليس سياسياً، «ونختلف مع الحزب الحاكم وجماعة الإخوان، ولا يعنى ذلك التشكيك فى شرعية الرئيس أو النظام».