رغم الجهود التي تبذلها الدولة لمحاولة احتواء جائحة كورونا إلا أن تأثيره النفسى على المصابين به كان أقوى من أي حملات دعم لنفسية المرضى، فخلال الفترة الماضية شهدت مصر العديد من وقائع الانتحار كان أبطالها مرضى بالفيروس، خافوا من وصم المجتمع لهم أو يئسوا من الشفاء فقرروا التخلص من حياتهم ووضع حد لمعاناتهم وآلامهم المستمرة.
في اليوم العالمى لمحاربة الانتحار الذي يوافق 10 سبتمبر من كل عام، لفت البعض إلى ضرورة مراعاة البعد النفسى لمصابى فيروس كورونا، حتى لا تتكرر الحوادث المؤسفة التي تعرض لها البعض، إما سقوطاً من أعلى البنايات أو غرقاً في الترع أو بقطع شرايين اليد، وهو ما حدث خلال الفترة الماضية.
في محافظة الغربية، أقدم مريض كورونا على الانتحار بالقفز في إحدى الترع، ليلقى مصرعه على الفور، كانت الأجهزة المعنية قد تلقت بلاغاً بهروب مدرس في العقد الرابع من العمر، من أحد مستشفيات العزل وحاول الأمن ملاحقته، وبعد الإمساك به وأثناء تسليمه لذويه قفز من السيارة في إحدى الترع ولقي مصرعه.
وفى مدينة بنها بمحافظة القليوبية، وقع حادث مأساوى لنجار يبلغ من العمر ٥٠ عاماً، حيث قطع شرايين يده، بعد أن أصيب بفيروس «كورونا»، فبعد متابعته لما تعرضت له الدكتورة سونيا، ابنة محافظة الدقهلية، من تنمر الأهالى بها ورفضهم دفنها خوفاً من تفشى فيروس كورونا في القرية، لم يجد مفراً من التخلص من هذه الهواجس سوى بالانتحار، في الوقت الذي أكدت فيه أسرته وجيرانه أنه لم يكن مصاباً وإنما سيطر عليه هاجس أنه مصاب.
وفى محافظة الإسكندرية، أعلن مستشفى جمال عبدالناصر أن مريضاً يبلغ من العمر 47 عاماً غافل الطاقم الطبي والأمن بعنبر العزل الصحي، وألقى بنفسه من الطابق الأول ليلقى مصرعه في الحال، مشيرا إلى أن مصر هي أقل دول العالم في الانتحار، مؤكدا أن دول شرق اسيا وكذلك بعض الدول الأوروبية تسجل دائما أعلى نسبة انتحار، وتأتي لبنان والكويت من أعلى الدول العربية في الإقدام على الانتحار.
وأكدت إدارة المستشفى أن المريض كان يعاني اضطرابات نفسية، وأن الأطباء العاملين في المستشفى حاولوا تهدئته وتطبيق بروتوكول العلاج النفسي عليه، إلا أنهم فوجئوا بانتحاره، مؤكدين أنه طلب قبل دقائق من وفاته التوجه إلى الحمام، وبعدها بلحظات فاجأ الجميع بالقفز من شباك المستشفى ليفارق الحياة في الحال.
قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن حالات الانتحار بسبب الإصابة بفيروس كورونا انخفضت في مصر خلال الفترة الأخيرة بسبب أن الناس بدأت تتعامل مع المرض على أنه مثل الأنفلونزا، مؤكدا أنه لا توجد عائلة في مصر لم يتعرض أحد ابنائها لهذا الوباء المنتشر في دول العالم.
وأضاف «فرويز»، لـ«المصري اليوم» أن مرضى كورونا الذين انتحروا في مصر هم في الحقيقة العصبيون الذي ليس لديهم القدرة على تحمل أي أعباء أو مسؤولية.