x

فيضانات السودان تهدد منطقة «البجراوية» الأثرية

الثلاثاء 08-09-2020 18:13 | كتب: عنتر فرحات |
آلاف السودانيين يواجهون ظروفًا مأساوية بسبب مياه السيول آلاف السودانيين يواجهون ظروفًا مأساوية بسبب مياه السيول تصوير : آخرون

حذرت وزارة الرى والموارد المائية السودانية من أن منسوب المياه في النيل الأبيض بلغ أعلى مستوياته، وأصدر الدفاع المدنى السودانى تحذيرا شديدا من أن منسوب نهر النيل ينذر بخروج الوضع عن السيطرة، وذلك مع استمرار الفيضانات التي تضرب البلاد منذ أسابيع وأدت إلى مقتل 112 شخصا وتشريد 600 ألف شخص وإصابة العشرات، بجانب تدمير أكثر من 100 ألف منزل وعشرات المؤسسات والمرافق بشكل كلى وجزئى، في حين تعرضت عدة مناطق في العاصمة الخرطوم، صباح الثلاثاء، إلى أمطار غزيرة، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائى واستمرار تدفق السيول، كما حذر مسؤولو آثار سودانيون وفرنسيون من احتمال تعرض منطقة البجراوية التاريخية الأثرية لمخاطر بسبب ارتفاع مياه السيول والفيضانات.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية «سونا»، الثلاثاء، أن أمطارا غزيرة مصحوبة برياح عالية السرعة ضربت أحياء جنوب وشرق الخرطوم، ودعت الإدارة العامة لشرطة المرور سائقى السيارات إلى الحذر، وشهدت الخرطوم على ضفاف النيل ورافديه «الأزرق والأبيض» فيضانات أدت إلى تدمير أكثر من 5 آلاف منزل، وتعانى أحياء العاصمة المتمركزة على ضفاف الأنهر الثلاثة «النيل ورافديه»، من فيضانات منذ نحو أسبوعين لم تشهدها البلاد منذ أكثر من 100 عام.

وتعرضت قرية «التمانيات» في الخرطوم للغرق وتدمير كل منازلها البالغ عددها 350 منزلا، بحسب ما أعلن المتحدث باسم المجلس القومى للدفاع المدنى العقيد عبدالجليل عبدالرحيم، وبات سكانها يقيمون في العراء ويحتاجون إلى خيام للمأوى، وقال عبدالرحيم: «إن عدد المنازل المتضررة من الفيضانات في زيادة مستمرة وبعضها انهار بالكامل، كما تعرضت مناطق جديدة بالخرطوم لأضرار». وحذر مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان، مارك مايو، من أنّ منطقة البجراوية الأثرية، عاصمة المملكة المروية في الماضى، باتت مهدّدة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل إلى مستوى قياسى، وقال إنّ مفتشى الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان بواسطة أكياس رمل واستخدموا المضخّات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية،

وقال: «لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى النيل، وتقع على بعد 200 كيلومتر شمال الخرطوم»، وأكّد أنّ الوضع حالياً تحت السيطرة، وحذّر من أنّه إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل فقد لا تكفى الإجراءات المتبعة، وأضاف أنّ مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل، ووصفت مسؤولة الترميم بموقع الحمام الملكى بالبجراوية، أميمة حسب الرسول، فيضان النيل وتأثيره بأنه «غير مسبوق»، وقالت خلال زيارة وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، إن المياه غمرت سور المدينة الأثرية ما أدى لتشبعه بالمياه، ما قد يؤدى لظهور أملاح على الحجر الرملى وتفتته، وأوضحت أن المياه وصلت للمبنى الملحق بالحمام الملكى، ودعت كل الجهات لتأمين الموقع لتلافى الأضرار. ونفت وزارة الرى والموارد المائية ما أشيع في بعض وسائل التواصل الاجتماعى عن أن خزان جبل الأولياء مهدد بالانهيار لوجود تشققات فيه، وأكدت أن الشائعة عارية من الصحة، وأكد بلة أحمد عبدالرحمن، مدير عام شؤون النيل والخزانات، أن خزان جبل الأولياء من أكثر الخزانات أمانا، وأن المناسيب خلفه وأمامه متساوية تقريبا، ما يعنى عدم وجود تأثير على جسم الخزان، رغم أن المناسيب في النيل الأبيض غير مسبوقة، موضحا أن هناك تخزينًا للمياه بسد مروى وسد الروصيرص، وسدى أعالى عطبرة وستيت مما كان له مساهمة كبيرة في كسر حدة الفيضانات خلال الأسبوعين الأخيرين.

وذكرت وزارة الرى السودانية أن «منسوب النيل في الخرطوم سجل، الإثنين، 17.65 متر، متجاوزًا أعلى قمة مسجلة 17.26 مترا، بـ39 سنتيمترا»، وأضافت: «باتت مناسيب النيل الأبيض من مدينة الجبلين بولاية النيل الأبيض، حتى خزان جبل الأولياء (سد حجرى)، جنوب الخرطوم، في أعلى مستوياتها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية