قالت الحكومة الصينية إنها ستجرى المزيد من المناورات العسكرية، على امتداد ساحلها الشرقى والشمالى الشرقى، بدءا من يوم أمس، ضمن التدريبات المتتالية غير المعتادة فى ظل تصاعد التوتر الإقليمى والدولى مع الولايات المتحدة، التى حذرت من أن القوات الجوية الصينية باتت تشكل خطرا، فى حين اعتقلت السلطات فى هونج كونج مئات المحتجين الموالين للديمقراطية، خلال مظاهرات رافضة لتأجيل إجراء الانتخابات التشريعية فى المدينة. وقالت إدارة الأمن البحرى الصينية إن المرحلة الأولى من التدريبات تجرى فى بحر بوهاى، قبالة ميناء تشينهوانجداو، شمال شرق البلاد، وإن المرحلة الثانية، التى تشمل تدريبات بالذخيرة الحية، تجرى اليوم وغدا فى الجزء الجنوبى من البحر الأصفر قبالة سواحل مدينة ليانيونجانج، وأكدت أن الإبحار سيكون محظورا فى المنطقة.
وأعلنت الصين، الشهر الماضى، إجراء 4 تدريبات عسكرية منفصلة، فى بحر بوهاى والبحرين الشرقى والأصفر وبحر الصين الجنوبى المتنازع عليه، فى تحرك نادر، وقامت الصين بأنشطة عسكرية متكررة قرب تايوان، التى تعتبرها بكين إقليما منشقا.
وعلى صعيد متصل، أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بأن الطائرات الهجومية الجديدة الصينية دون طيار، والطائرات المقاتلة الشبح من الجيل الخامس، وطائرات الشحن المعاد تشكيلها، والدفاعات الجوية روسية الصنع، تجعل القوات الجوية الصينية أكثر فتكًا، وأضاف أن القوة الجوية الصينية باتت الأخطر على أمريكا، وأشارت الوزارة إلى أن حجم القوات الجوية للجيش الصينى يصل إلى 2500 طائرة، مما يجعلها ثالث أكبر قوة جوية فى العالم، وأضاف أن بكين تنشر دفاعات جوية روسية الصنع طراز «إس-400»، و«إس-500» وهى الأفضل عالميا وتستخدم معالجات رقمية متصلة بالشبكة، وسرعات كمبيوتر أسرع ونطاق أوسع من الترددات لاكتشاف الطائرات. وزعمت تقارير إعلامية روسية أن دفاعاتها الجوية يمكنها تتبع القاذفات الشبح الأمريكية ذات القدرة على التخفى.
وفى غضون ذلك، استخدمت الشرطة فى هونج كونج رذاذ الفلفل لتفريق مئات المحتجين واعتقلت نحو 300 منهم بعد نزول المتظاهرين إلى الشوارع رفضا لتأجيل الانتخابات التشريعية، وقانون الأمن القومى الذى وضعته بكين. وكانت الرئيسة التنفيذية كارى لام قررت، فى يوليو الماضى، تأجيل الانتخابات لاختيار أعضاء المجلس التشريعى، كانت مقررة فى 6 سبتمبر الجارى، لمدة عام بسبب كورونا، وشكل القرار ضربة للمعارضة المطالبة بالديمقراطية التى كانت تأمل فى الفوز بأغلبية تاريخية فى المجلس الذى يجرى التصويت على من سيشغلون نصف مقاعده فقط، بينما يجرى تعيين النصف الآخر من مؤيدى بكين، ولوح المشاركون فى المظاهرات بلافتات وهتفوا بشعارات مناهضة للحكومة، منها «حرروا هونج كونج». وعادت هونج كونج للصين عام 1997 بموجب اتفاق يضمن لها حكما ذاتيا، وحقق المؤيدون للديمقراطية مكاسب فى انتخابات مجالس المقاطعات الماضية، وفازوا فى 17 من أصل 18 مجلسا.