تشهد القاهرة، يوم السبت 19 سبتمبر، افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان الشباب العربى للفن التشكيلى، الذي ينظمه أتيليه العرب للثقافة والفنون «ضي».
يشارك في المهرجان مائتا فنان وفنانة من مختلف أرجاء الوطن العربي، في التصوير والنحت والرسم والجرافيك والتصوير الفوتوغرافي، اختيروا من بين ستمائة فنان تقدموا للمشاركة في المهرجان.
تشكلت لجنة الفرز من الفنانين الكبار الدكتور أحمد نبيل سليمان، والفنان السعودي الكبير سمير الدهام، والدكتور محمد إسحق، والدكتور حسن كامل، والدكتورة مرفت الشاذلي، ومحمد عمر طوسون، والدكتور محمد بنوي. ومن المنتظر أن يتم تحكيم الأعمال قبل افتتاح المعرض مباشرة بواسطة لجنة تحكيم المهرجان، برئاسة الفنان الكبير مصطفى الفقي، وعضوية الفنانين الكبار اللبناني عمران القيسي، والسعودي عبدالله حماس، والفنانين الدكتور أحمد رجب صقر، والدكتور أمل نصر، والدكتور مصطفى عيسي.
يرأس المهرجان، الفنان الكبير الدكتور أحمد نوار، ويتولي الفنان طارق الكومي القومسير العام للمهرجان. وقال الناقد التشكيلي، هشام قنديل، رئيس أتيليه العرب للثقافة والفنون: «وصلنا إلى المحطة الثالثة في قطار مهرجان ضي للشباب العربي، ونحن أكثر وثوقًا في قدرات الشباب من جهة، ومقومات الإبداع من كل الجهات».
وتابع قنديل: «منذ المهرجان الأول نؤمن بأن كل إنسان فنان بطبعه، وفي إمكانه إنتاج روائع فنية إذا ما وجد الفرصة، وترك حرًا طليقًا بعيدًا عن كل التعقيدات، وحصدنا ما اعتبرناه واعتبره النقاد حينها فضل إثبات تلقائية الفن».
وأضاف: «فى الدورة الثانية، زاد إيماننا بأن ما نفعله هو من قبيل المغامرة المحسوبة التي تستهدف تقديم المبدعين الجدد، على حساب أي قيمة أخرى بما فيها حسابات الربح والخسارة، حيث لا خاسر مطلقًا من الفنانين القادمين بقوة ولا من المتلقين المتلهفين، ولا من إدارة المهرجان. ثم كان ما كان ووصلنا إلى الدورة الثالثة، ونحن أكثر إحساسًا بأننا جميعًا مدينون لطبيعة مصر بالكثير، حيث انبساط واديها، واستقامة خطوطها، وصفاء سمائها، وسطوع شمسها.. كل ذلك وأكثر منه كان وراء ما أنتجه الفنانون الأوائل من أعمال خالدة، تحفزنا للمواصلة».
واستطرد «قنديل»: «يكفينا فرحًا وفخرًا أن نشارك في تحقيق القيمة الفنية، والجدية في التعبير، بحيث يصبح الفن المصري الحديث على يد هؤلاء الشباب أداة للوعي والتبصير. صحيح أن الجانب الهادف في العمل الفني هو من أشق الصعوبات التي تواجه الفنانين المبدعين، لكننا نؤمن بقدرتهم على تقديم فسيفساء جميلة من القيم الجمالية المحفزة للأمل والعمل، كما أننا نؤمن بأن لدى هؤلاء خيالأ خصبًا ومساحات واسعة تمكنهم من مزج الأفكار والألوان، لتصنع عالمًا فنيًا متكاملًا له مقوماته وأصوله وجذوره».
وتابع مدير «ضي»: «لما كانت المهمة صعبة، فقد استعننا بخبرات وكفاءات تشاركنا القناعة حد الهوس بإبداعات الشباب العربي في كل المجالات، ذلك أن هذه الأرض ملأى بالبذور الصالحة المؤهلة لأن تصبح ثمارًا، بل أشجار باسقات في حقول الفن والإبداع! لقد شاءت إرادة الله أن تأتي هذه الدورة للمهرجان، مع استمرار المخاوف من جائحة كوفيد 19 وحيث انتابت بعضهم مشاعر الإحباط والكسل. والحق أن ذلك كان هو الدافع الأول وراء إصرارنا على إقامة المهرجان، نفضًا لعوامل اليأس، وتأجيجًا للهمم، ونشرًا للأمل. وربما كان ذلك أيضًا هو السبب في إصرار الأتيليه العرب على توسيع دائرة المشاركة العربية هذا العام، آملين أن نقدم كوكبة أخرى، لا تقل إبداعًا وجمالًا عمن سبقوهم، وحجزوا لأنفسهم مكانًا في فضاء التشكيل المصري والعربي، من أمثال: أحمد صابر وكريم حلمي ومعاوية هلال ومحمد نجيب معين ورواء الدجوي ومنى غريب ومحمد التهامي وأحمد سليمان وعمرو سنادة وأحمد العجوز ومنى رفعت ودعاء عبدالواحد ومهنا ياقوت».
واختتم «قنديل»: «تبقى التحية واجبة لكل من دعم المهرجان منذ بدايته وفي صدارتهم عاشق مصر الشيخ طلال زاهد، ومؤسسة الزاهدية للثقافة والإبداع، واللجنة العليا للمعرض برئاسة فنان مصر الكبير الدكتور أحمد نوار، والقومسير العام للمهرجان الفنان المبدع طارق الكومي والفنانين الكبار الدكتور صلاح المليجي وطارق الكومي والدكتور أيمن السمري والدكتور محمد هشام، فضلًا عن المشاركين المبدعين، فكل هذه العوامل لم تكن لتؤتي ثمارها، لو لم تجد متلقيًا ذا طبيعة صافية، وحس مرهف، يدرك قيمة الفن وإلهامه، ويستجيب لدواعيه».