x

الضمير روح الحياة

الإثنين 07-09-2020 04:28 | كتب: اخبار |

الكوارث البشرية المؤلمة هى من صنع الإنسان، بسبب غياب الضمير! أين إذن «صوت الضمير» الذى يندد ويحذّر ويبكت؟ أين نجد الإنسان ذا الضمير الحى الذى يرفض أن يكون عبداً لفكر شرير، أو إنسانا باطلا، أو عادة سيئة؟ فلم يعد أسلوب حياتنا اليومى يوقظ الضمير الذى فينا، فغدا كل إنسان يبحث عن سعادة نفسه على حساب سعادة الآخرين، ويمّجد ذاته ويكرّمها على حساب إذلال الآخرين، ويحقق نجاحاً مؤقتاً فى حياته على أطلال فشل الآخرين! عجبى. إن الضمير اليقظ يرد لصاً إلى طريق الأمانة والاستقامة، ويرد ضالاً إلى طريق الصلاح والبر. فالضمير يقوم مقام ميزان عدل يهدى صاحبه إلى الطريق السوى زاجراً ومُعلماً، منبهاً ومحذراً. فوظيفته كشف النقاب عن واجباتنا الأدبية وتلمس الطريق الصالح للوصول إلى أفضل الأعمال وأصلح الأفعال. ومن أجل تنشئة مواطن صالح ذى ضمير حى، تأتى أهمية التربية بالإضافة إلى خبرة الحياة. فالطفل يولد وبه غرائز أدبية تنمو تبعاً للبيئة التى ينشأ فيها. لذلك نجد الطفل دائم المعارضة لتحكم والديه فيه، لذلك يلجأ إلى العناد أو العصيان ثم يبدأ يهدأ ويسير فى طريق الطاعة الصامتة الهادئة. ثم عندما يشب وينمو فى القامة وينخرط فى سلك جماعة من الأطفال يشاركهم ألعابهم ومداعباتهم، تنمو لديه غريزة حب النظام والطاعة واحترام الآخرين بل ويبدأ يدرك بالاختيار شر العصيان وسوء الانفراد بالرأى.

د. مينا بديع عبدالملك- أستاذ بهندسة الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية