حذر الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، من الاطمئنان الزائد لفيروس كورونا، وطالب بضرورة الاستمرار فى اجرءات الحماية والوقاية كعامل رئيسى للنجاة، خاصة مع بداية فصل الشتاء تحسباً لأى احتمالات واردة.
وقال تاج الدين فى حوار لـ«المصرى اليوم» إن الرئيس عبدالفتاح السيسى شارك عددًا من رؤساء وزعماء العالم فى جهود من أجل اتاحة لقاحات الفيروس لمختلف الدول، مؤكدًا أن مصر استطاعت السيطرة على الأزمة وسط حملات تشكيك فى جهودها.
وأشار تاج الدين إلى تطبيق خطة للتعليم فى العام الجديد تتضمن المزج مابين التعليم الالكترونى والحضور، لافتا الى أنه يتم إعداد مشروع قانون لتأهيل الاطباء ماديا وعلميا مع زيادة أعدادهم، واصفا شهداء كورونا من الجيش الابيض بالابطال الذين أثبتوا وطنيتهم وإخلاصهم.. وإلى نص الحوار:
■ فى البداية كيف ترى الموقف فى مصر من فيروس كورونا بعد مرور 6 اشهر على بداية الازمة؟
نحن افضل كثيرًا عن ذى قبل فمعدل الاصابات انخفض بشكل ملحوظ ولنتذكر سويا كيف انتشرالفيروس فى كل مكان على الارض وبات العالم اجمع يعيش ماساة حقيقية من وجع تصاعد الاصابات والوفيات وقد اكرمنا الله بفضل النوايا المخلصة للقائمين على الدولة المصرية والمعنيين بالامروتجاوب عدد لابأس به من ابناء الوطن من السيطرة على الاوضاع وانخفض معدل الاصابات والوفيات لدينا بشكل كبيرلكن يجب توخى الحذر لان الفيروس مازال موجودا وعلى الجميع التعامل معه على هذا الاساس فالاهمال يمكن ان يسبب كوارث لاقدر الله
■ لكن نشعر بعودة لارتفاع الاصابات ما اسباب ذلك؟
هذا الارتفاع طفيف بالمقارنة بماكان قبل اشهر وتحديدا فى فترة عيد الفطر الماضى حيث شهدت البلاد ارتفاعا حادا فى الاصابات لدرجة اننا وصلنا الى مايقارب عشرة الاف اصابة فى الاسبوع الواحد بينما نحن الان تقريبا 800 اصابة فى الاسبوع وسبب هذا الارتفاع يعود الى عدم التزام البعض بالارشادات فى فترة عيد الاضحى وقد تكرر ذلك هذه الايام حيث نرى التقارب المجتمعى فى المصايف وغيرها أماكن عديدة ما ادى للعدوى وبالتالى فان ارتفاع الاصابات وانخفاضها فى اى وقت مرهون بمدى حرصنا والتزامنا بعوامل الامن والسلامة واؤكد لكم انه فى حال وجود الحذر ستكون اوضاعنا فى تحسن مستمر
■ هناك تساؤلات عن دور الدولة فى كيفية التعامل مع كورونا وان الاجراءات التى تتخذها غير كافية؟
لنكن محقين فإن الدولة بذلت مجهودات كبرى فى سبيل رعاية أبنائها وتقديم مايلزم لتفادى خطر فيروس كورونا ولنتذكر اننا كنا من اوائل الدول التى طبقت بشكل رسمى الاجراءات من غلق مطارات وحجر صحى مرورا بالحظر المتدرج وصولا الى فرض الكمامات بالقانون بجانب عددا من المستشفيات التى تم تزويدها بكافة الاجهزة المطلوبة فضلا عن ضم اماكن اخرى من فنادق وبيوت شباب ومدارس وغيرها للمساعدة فى الحجرالصحى وفى الوقت نفسه تم توفيرادوية وهى المعروفة باسم البروتوكول مجانا للمرضى ولاننسى مجهودات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى يعرفها الجميع فسيادته يتابع كل شئ باهتمام بالغ وعمل منذ البداية على تقديم الدعم المادى واللوجستى لمكافحة الوباء فقد خصص 100مليار جنيها لمواجهة الفيروس كماانه كان حريصا بنقل المصريين من الخارج الى ارض الوطن مع توفير اماكن عزل ورعاية لهم واكثر من ذلك فسيادته يعرف كم عدد الاسرة بالرعاية المركزة وحجم الامكانيات المتاحة بمختلف اشكالها ويتدخل دائما لازالة اية معوقات ونحن نرى مجهودات الحكومة فى مواجهة الوباء وكيف تعاملت بحرفية واخلاص
■ ماردكم على الحديث بان معدل وفيات المصريين جراء كورونا من اعلى معدلات الوفيات فى العالم؟
هذا كلام غير صحيح بالمرة ومعرفة الحقيقة امر بسيط فبالنظر الى عدد الوفيات وتعداد السكان تستطيع ان تصل الى موقعك وانصح كل من يشكك فى ذلك بالعودة الى ارقام الاصابات فى العالم وايضا الوفيات بالنظر الى حجم السكان وبالتالى يمكن القول اننا فى منطقة اقل من متوسطة بالنسبة الى معظم الدول
■ يتردد القول بان هناك موجة ثانية محتمل لها ان تضرب العالم مع بدايات فصل الشتاء المقبل؟
الموجة الثانية غير مؤكدة ولادليل لدينا على امكانية تحققها ونحن مازلنا نتعامل مع الموجة الاولى التى بدأت من ووهان الصينية مع نهاية العام الفائت وكل شئ وارد ويجب الاستمرار فى اجراءات الوقاية خاصة مع بداية الشتاء تحسباً لأى احتمالات يمكن أن تحدث خاصة أنه فصل يحدث فيه تقارب مجتمعى.
■ بالمناسبة هل فعلا يمكن ان تحدث عدوى ويصاب الشخص دون ان تظهر عليه اية اعراض؟
نعم ممكن يصاب إنسان بالفيروس عن طريق عدوى ولا تظهر عليه أى أعراض وهذا يتوقف على حجم الفيروس المنتقل من المصاب إلى الشخص وقوة الفيروس وأيضا مدى مناعته ولا ننسى السن فأصحاب الأعمار الصغيرة اأقل عرضة للإصابة من المتوسطة عنها الأعمار السنية العالية وبالطبع فإن الأمراض المزمنة تؤثر فى مريض كورونا عن غيره، القصد أن مشكلة المرض تختلف من شخص لآخر حسب عمره وصحته.
■ بخصوص السن ما إمكانية إصابة الأطفال بكورونا؟
- ببحث حالات الإصابات وجدنا أن الأطفال أقل الفئات العمرية تأثرا بكورونا ونسب إصابتهم قليلة للغاية، وهذا ليس فى مصر فقط بل ينطبق على كل الأطفال عموما، مما يؤكد أن استعداد إصابة الأطفال بالفيروس منخفضة لكنها موجودة وهناك حالات لأطفال أصيبوا هنا وفى الخارج وإن كانت بسيطة فهى تعطى إشارة على إمكانية حدوثها.
■ تباينت آراء الأطباء فى كيفية إثبات الإصابة بكوفيد 19، حيث شكك البعض فى المسحات وآخرون لم يعترفوا بالتحاليل والأشعة.. أين الحقيقة؟
- لابد أن نتحدث بشكل علمى فتشخيص كورونا له عدة أوجه فهناك أعراض تظهر على الشخص ويوجد طرق للتأكد من الإصابة مثل المسحة فإن جاءت إيجابية فهى مؤكدة أما إن ظهرت سلبية فممكن أن تجرى أكثر من مرة أيضا تحاليل الدم التى تعطى مؤشرات على وجود الفيروس من عدمه ونعتمد على الأشعة التى تكشف عن حالة الرئة وهل بها التهاب رئوى أم لا وعن طريقها يمكن للطبيب معرفة الحالة لذلك فكل نوع له أهميته ولا يصح أن يختار الشخص مع نفسه طريقة ويقوم بإجرائها لكن الصواب أن يتم ذلك تحت فحص من طبيب مختص.
■ يتساءل البعض عن سبب عدم قيام الصحة بإجراء مسحات بشكل موسع لمعرفة المصابين وعزلهم؟
- التشخيص كما قلت ليس مجرد مسحة قد تكون مفيدة وقد تكون غير مفيدة، فضلا عن ارتفاع تكلفتها لذا كانت الأعراض عاملا رئيسيا فى التعامل مع الشخص للوقوف على مدى حمله للفيروس من عدمه وهى إجراءات متبعة فى كل مكان وإن كان الأمر متوقفا على المسحات فأمريكا أكبرالدول من ناحية الاقتصاد والإمكانيات كان بوسعها إجراء مسحات على معظم المواطنين لديها للحد من المرض ولم تفعل وغيرها من الدول العظمى والطب علم وليس تكهنات ونحن بدورنا نتعامل بهذا المنطق ونعتمد على التعامل مع الشكوى وتوجيهها من أجل التشخيص بالطرق التى ذكرتها وهى الأشعة والتحاليل والمسحة.
■ هل من أصيب بكورونا وتماثل للشفاء تماما يمكن أن تعاوده الإصابة لاحقا أم اكتسب مناعة تقيه من شر الوباء؟
- الشخص الذى شفى من إصابته بالفيروس تتكون لديه مناعة وأجسام مضادة لهذا الفيروس مما يجعله بعيد بعض الوقت وليس كل الوقت عن الإصابة بالفيروس مرة أخرى حيث لا يوجد دليل علمى على عدم إصابته مرة أخرى ولكن المتفق عليه أن تلك المناعة يمكن أن تقيه الإصابة مدة تتراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.
■ وما الأعراض المتفق عليها للإصابة بكورونا؟
الحقيقة أن الأعراض متعددة ومختلفة فهناك إصابة قد تكون بالجهاز التنفسى وأخرى بالجهاز الهضمى لكن يمكن القول إن ارتفاع درجة حرارة الجسم وضيق التنفس ووجع الجسم المتمثل فى الشعور بالتكسير والإرهاق والإسهال والقىء جميعها أعراض للفيروس وإن كانت تتداخل مع أعراض لأمراض أخرى لكن يتم الاعتماد عليها مبدئيا لعمل الفحوصات التى تكشف الإصابة من عدمها.
■ ومتى يصبح الشخص الذى أصيب معافيا تماما ويمكنه الاختلاط بالناس؟
- بعد اختفاء الأعراض بمدة عشرة أيام أو إيجاد مسحة سلبى وللعلم فإن هناك أشخاصا يمكن أن يكونوا قد شفيوا تماما وعند عمل مسحة تأتى إيجابية لكنها لا تعنى أنه ما زال ناقلا للمرض، فإذا كان قد تخطى العشرة أيام دون أعراض فقد أصبح غير معدٍ ويمكنه ممارسة حياته العادية ونعلم بأن المخالطين يحتاجون إلى 14 يوما للعودة إلى طبيعتهم وهى مدة حضانة الفيروس وهو إجراء احترازى للحماية.
■ بخصوص بروتوكول الأدوية الذى تم تقديمه للمرضى هنا كيف تم الاتفاق عليه؟
- تنظيم العمل ساعدنا على الإنجاز فهناك مجموعات متخصصة كل منها يعمل فى اتجاه وبالنسبة للبروتوكول فقد عكفت لجنة علمية من أساتذة وعلماء مصريين بالبحث فى طبيعة الفيروس والإطلاع على خبرات الخارج عن طريق التواصل مع كافة الخبرات الخارجية فى هذا الإطار ولا أخفى عليك سرا أننا تواصلنا مع مهتمين بأكبر جامعات ومراكز بحثية فى العالم بالفيديو كونفرانس مثل «أمريكا والصين والهند وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وغيرها..» للوقوف على آخر مستجدات العلاجات والتشخيص وتم وضع البروتوكول بناء على تلك المعلومات وقد تم تحديثه أكثر من مرة وبفضل الله جاء بروتوكول مصر من أقوى البروتوكولات التى اعتمدتها الدول مما دعا عواصم كثيرة للاستعانة به حيث كان لنا السبق فى استخدام بلازما المتعافين وأدوية تجلطات الدم والكورتيزون والمناعة وغيرها من الأدوية التى جاءت بنتائج مبهرة وحققت نسب شفاء عالية وهى اجتهادات، لأن الفيروس ليس له علاج حتى اللحظة.
■ عقار الهيدروكسى كلوروكين استمر ضمن البروتوكول المصرى برغم تحذير منظمة الصحة العالمية منه.. ما ردكم؟
- نحترم منظمة الصحة العالمية ونقدر كل المجهودات فى كافة الأماكن والهيئات لكن المصريين لديهم خبرات وعلم ونحن نستخدم الهيدروكسى كلوروكين منذ عقود مضت لمرضى الملاريا والمناعة ونتائجه ممتازة ولم يسبب مشكلات استثنائية وعندما قدمناه لمرضى الكورونا وجدنا نتائجه مذهلة دون أى أزمات وبالتالى لا يجب علينا أن نكذب ما نراه كما أن منظمة الصحة قد استندت إلى منشور بإحدى المجلات ثم تراجعت فيما بعد عن هجومها على العقار لكن يجب أن يتم تقديمه للمرضى وفقا لفحص طبى.
■ ترددت اتهامات بأن أدوية البروتوكول غير متاحة للمرضى؟
- للأسف حدث ذلك فى أيام قليلة نتيجة زيادة الطلب والسحب لأدوية البروتوكول من الصيدليات بغرض تخزينها خوفا من نفادها ما أدى إلى نقصها بعض الشىء وكان أمرا غريبا أن يقوم الأصحاء بتخزين الدواء خوفا من المرض وهو شىء غير منطقى لكن عموما قمنا بتوجيه شركات الأدوية إلى زيادة الإنتاج فضلا عن طرح مخزون وزارة الصحة من الأدوية مما جعل الأنواع متوفرة لكل شخص.
■ اتهام آخر بأن المصابين لا يجدون أماكن بالمستشفيات؟
- يجب أن ندرك وجود تشكيك دائما من قبل معدومى الضمير والراغبين فى إفشال الدولة لكن الحقيقة أن لدينا عددا كافيا من المستشفيات التى خصصت لاستقبال مرضى كورونا مجهزة بكافة الوسائل المطلوبة لمواجهة المرض من أجهزة تنفس صناعة ورعاية مركزة وأدوية وأطقم طبية، فضلا عن دعم القوات المسلحة وتقديمها خدمات فى كل الأماكن بجانب المستشفيات الجامعية التى استقبلت المرضى وبالنظر إلى حجم تلك الأماكن تجدها أضعاف ما كانت عليه قبل ظهور الوباء والآن يمكن أن أقول لك إن المستشفيات المشغولة بمرضى كورونا تقريبا 40% من مجموعها والباقى فى حالة ترقب واستعداد تام لتلقى أى حالات
■ أفهم منكم أنه لا توجد أى مشكلات فى عمل الدولة لمواجهة الوباء؟
- لا ندعى الكمال ومن الطبيعى أن تكون هناك مشكلات مثلا كما قلت عملية سحب الدواء من الأسواق أثرت على تواجده واستدركنا الأمر وقمنا بضخ كميات زائدة أيضا تزاحم أصحاب الأعراض المرضية على المستشفيات فى البداية ومنهم كثيرون غير مصابين لكن القلق النفسى دعاهم إلى التدافع على المستشفيات مما أدى إلى بعض الارتباك الذى سرعان ما اختفى بتوضيح الأمر للجميع ليس عيبا أن تقابل مشكلات المهم أن تزيل العقبات، وقد حدث ذلك وأخبركم بأن هناك مجموعات تضم أكفاء وظيفتها رصد الأخطاء والمشكلات وإنهائها فورا.
■ متى يتوفر لقاح كورونا؟
- اقترب العالم من إيجاد لقاح فقد أعلنت عدة دول عن إجراء اختبارات نهائية على لقاحات لديها ونتابع بشدة ما يحدث ومن أكثر اللقاحات التى تسير بشكل قوى ومطمئن ما أعلنت عنه جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وأيضا الصين وروسيا وننتظر النتائج النهائية.
■ وكيف ستتعاقدون على اللقاح لتقديمه للمصريين؟
- هناك أكثر من طريقة للحصول على اللقاح منها التواصل مباشرة مع الشركات المنتجة أو الوسطاء مثل مؤسسة جافى الخيرية والحقيقة نحن نركز مجهودنا فى إطار الحصول على لقاح عن طريق «جافى» تلك المؤسسة العالمية والتى تتخذ من أمريكا مقرا لها ومعنية بتوفير اللقاحات إلى الدول الفقيرة لغير القادرين بالمجان لمساعدتهم كما يمكن أن تقدمه بنصف الثمن أو أقل للدولة متوسطة الدخل فحسب حالة البلد اقتصاديا وقدرته على دفع مبالغ لشراء اللقاحات تكون مساهمات جافى لها فهى تهدف إلى إيصال اللقاح إلى كافة الدول التى لا تستطيع بما يضمن علاجهم وبالتالى سلامة الجميع وأخبرك بأن الرئيس السيسى يتابع مراحل تصنيع اللقاح باهتمام شديد فقد حضر سيادته مع رؤوساء العالم مؤتمرا بالفيديو كونفرانس كان قد دعا له رئيس وزراء بريطانيا مخصصا للنقاش فى أمر اللقاحات التى يتم تصنيعها للوقوف على مدى أمانها وسلامتها وكيفية توزيعها على البلاد بشفافية وكان نقاشا مثمرا مفيدا للبشرية بإذن الله.
■ نرغب فى معرفة تاريخ كورونا المرضى؟
- عبارة عن مجموعة فيروسات قديمة تسبب التهابات فيروسية بشكل عام وتصيب الجهاز التنفسى بشكل خاص وأصل وجودها الخفافيش حيث تنتقل عن طريقها للإنسان مباشرة أو للحيوانات ثم للبشر ولا توجد قوة مناعية توقفها وتصيب الإنسان وهى أجيال وتم اكتشافها لأول مرة عام 2003 فيما عرف باسم سارس الذى تسبب فى التهاب رئوى حاد للبشر وتكرر الأمر بصورة مختلفة فى عام 2014 حيث ظهرفى منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج عدوى سميت بمتلازمة الشرق الأوسط ولم يتم إطلاق اسم وباء على هذين الفيروسين كونه لم ينتشر فى كافة الدول وكانت المرة الثالثة لانتشار كورونا هى واقعة ووهان الصينية نهاية ديسمبر الماضى والتى عرفت بكوفيد19 وأطلق عليها وباء لانتشاره بين كافة دول العالم.
■ وماهو تقييمك لما يتردد بأن كوفيد19 مخلق؟
- يوجد علماء فى كل مكان عاكفون على البحث والوصول لليقين بخصوص تخليق كورونا من عدمه لكن للآن لم يصل أحد إلى دليل على ما قيل.
■ إذن ما توقعاتكم للعالم ما بعد كورونا؟
- بكل تأكيد لن تكون الحياة كما كانت قبلها فهنا عدة تغييرات حدثت فمن الجانب الاقتصادى ضرب الوباء اقتصاديات كبرى مما يؤكذ بتغيير بعض المراكز الاقتصادية حول العالم وإن تحدثنا عن النواحية الاجتماعية فقد بات واضحا أن عادات الأشخاص اختلفت حيث انحصر التقارب الاجتماعى ومظاهره من قبلات وأحضان وغيرها، أيضا التواجد فى الأماكن العامة لن يصبح كما كان والنظافة الشخصية واستخدام المطهرات بات يغلب على تصرفات الناس داخل وخارج منازلهم وأخيرا فإن إنتاج الأدوية والعقاقير الطبية طرأ عليها جديد تماشيا مع الوباء.
■ ماذا عن حقيقة أن كورونا قد ظهر فى مصر وبعض دول العالم قبل اكتشافه؟
- لقد ساورنا الشك فعلا قبل الإعلان عن هذا الفيروس نظرا لتواجد أعراض تأخر علاجها عن الطبيعى مما دعانا فى مصر أن نلجأ بعد معرفة العالم حقيقة الأعراض إلى معامل وزارة الصحة لبعض الحالات المرضية التى سبقت ظهور كوفيد وجاءت النتائج بالسلبية بما يعنى أنه لم يدخل مصر قبل الإعلان عنه رسميا وأن تلك الحالات التى ظهرت أعراضها فى وقت سابق على اكتشاف كورونا لم تكن لهذا الفيروس.
■ المستشفيات الخاصة رفعت أسعار علاج مرضى كورونا مما أزعج المواطنين فلماذا حدث ذلك؟
- للعلم فإن نسبة دخول المستشفيات الخاصة كانت ضئيلة للغاية وهذا يؤكد ثقة المواطن فى مستشفيات الدولة بكل فروعها وخدمتها الممتازة ويكفى أن يعرف الجميع أن الدواء الذى يقدم فى الخاصة نفس دواء البروتوكول المعتمد من قبل الصحة المصرية وقد تدخلت الدولة للحد من ارتفاع الأسعارالمبالغ فيها من بعض المستشفيات الخاصة وتم تخفيضها لكن الأهم أن الناس اقتنعت بعدم جدوى العلاج فى أماكن بأسعار باهظة فى الوقت الذى يمكن لهم أن يحصلوا على نفس الأمر مجانا.
■ حدثنا عن المبادرات القومية الصحية التى لم يمكن أن نراها قريبا؟
- المبادرات القومية الصحية لن تتوقف لأنها من أهداف الدولة لرعاية أبنائها وهى مبادرات تدعو للفخر حيث تهدف إلى رعاية المصريين صحيا وعلاجهم ولنا خير دليل فى مبادرة الـ100 مليون صحة التى ساعدت المواطنين على معرفة حالاتهم الصحية واكتشاف مبكر للأمراض وبالتالى علاجها بسهولة وأفادتنا كثيرا فى التعامل مع كورونا لأن كل مريض بات عارفا بحالته تماما وهناك البرنامج القومى الرائع للقضاء على فيروس سى، كما أن مصر قد تخلصت من الأمراض المتوطنة والمزمنة مثل شلل الأطفال والأمراض الطفيلية وسيطرت على البلهارسيا والملاريا ووصلنا إلى مراحل ممتازة فى ذلك المنحى وهناك عمل يتم حاليا لتأهيل أوسع وأشمل للأطباء بما يعود بالنفع على الجميع.
■ ماذا عن مشروع تأهيل الأطباء الجديد؟
- سيكون هناك ما يعرف بالمجلس الأعلى للتخصصات الطبية يقوم على منح شهادة «زمالة» مهنية موحدة فى التخصصات الطبية المختلفة بموجبها يعمل الطبيب فى التخصص، أيضا هناك إعادة نظر فى الوضع المادى للطبيب مع ضرورة زيادة الأعداد والاهتمام أيضا بالكادر الطبى بشكل عام هذا ما يمكن الإفصاح عنه الآن، وسوف يرى هذا المشروع النور قريبا كما أن هناك تطويرا مستمرا للتأمين الصحى الذى بدأ فى عدة محافظات ونتائجه جيدة
■ وما خطتكم للعام الدراسى المقبل بالنظر إلى وجود وباء كورونا؟
- الحقيقة اقتربنا حاليا من الاستقرار على خطة محكمة سيتم الإعلان عنها لتطبيقها قريبا وما يمكن أن أقوله إننا نراعى جيدا صحة أبنائنا الطلاب فى المدارس والجامعات ونعمل على ضرورة حصولهم على التعليم بكفاءة مع وقايتهم من خطر محتمل للوباء وعموما تبنى الخطة على إيجاد توازن ما بين الدراسة الإلكترونية والحضور بما يضمن الحماية للجميع.
■ أخيرا ما رأيكم فى القول بأن أعداد أطباء مصر المتوفين بكورونا عال ومخيف؟
- أمر ينافى الحقيقة، لأن أعداد شهدائنا من الأطباء بالمقارنة بالعالم وتعداد السكان أقل من معظم الدول ولن ننسى ما قدمه الزملاء الأفاضل الذين انتقلوا إلى جوار ربهم من إخلاص وتفان فى مساعدة أهاليهم وذويهم ولم يكونوا جبناء ووقفوا بشجاعة فى مواجهة وباء فتاك لهم كل الدعاء والتقدير وسيظل هؤلاء الأبطال فى قلوبنا ولن ننساهم أبدا رحمهم الله جميعا.