هل صحيح ان المرأة أفضل فى قيادة الدول من الرجل؟.. هذه دراسة عميقة أجريت على 19 دولة تقودها نساء.. وأثبتت الدراسة أن المرأة أفضل فى اتخاذ القرارات.. وبالمناسبة فإن الدراسة أجريت على دور النساء فى مواجهة وباء كورونا تحديداً، ولم تتجاوزه لأى أمر آخر.. يعنى مثلاً قرارات الحرب، وتحسين بيئة العمل والأداء الاقتصادى.. ركزت الدراسة على وباء كورونا فقط، وكشفت الدراسة أن معدلات الإصابة والوفيات فى الدول التى يقودها رجال كانت ضعف العدد فى الدول التى تقودها سيدات!
وتقارن الدراسة التى أشار إليها مقال رأى فى بلومبرج بين دونالد ترامب وأنجيلا ميركل.. ففى الوقت الذى يشير إلى قدرة ميركل على الإدارة لدرجة إبهار العالم، كان ترامب يتسم بنبرة «عنترية»، مع أن بلده كانت الأولى على مستوى العالم فى الإصابات والوفيات، وكان رئيس البرازيل يحاول التقليل من قيمة الوباء، ويعتبره أنفلونزا عادية، مع أن البرازيل كانت الدولة الثانية عالميا فى معدل الإصابات والوفيات.. وأعتقد أنها محاولة للإيحاء إلى فشل ترامب فى مواجهة وباء كورونا!
وتناولت الدراسة اسم رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا التى حاصرت الوباء فى بلادها لدرجة أنه البلد الذى لم تحدث فيه إصابات أكثر من 22 حالة فقط.. والملاحظة أن الباحثتين أجريتا الدراسة على 19 دولة.. وليس 20 دولة باعتبار أن تايوان ليست عضواً فى الأمم المتحدة.. وأن الدراسة توقفت عند تاريخ 19 مايو والمعلومات المتاحة حتى ذلك التاريخ.. وأصبح رقم 19 واضحاً فى الدراسة.. 19 رئيسة و19 دولة وكوفيد- 19.. وتاريخ 19 مايو.. وتمت مقارنة هذه الدولة بالدول المجاورة لها، وهى مشابهة لها فى الظروف الجغرافية والمناخية والوبائية..
وتمت مراعاة بعض العوامل فى المقارنة، ومنها عدد السكان والوضع الاقتصادى ومستوى المساواة بين النوعين ومدى الانفتاح على السفر والإنفاق على قطاع الصحة ونسبة كبار السن من السكان. وخلصت الباحثتان إلى نتيجة محددة وطرحتا التساؤل: لماذا النساء أفضل؟.. وكانت الإجابة أن القادة من النساء أصدرن بوجه عام أوامر فرض الإغلاق فى توقيت مبكر بدرجة أكبر بكثير، مما أسهم فى «تسطيح منحنى الإصابات» داخل بلدانهن.. على سبيل المثال، وصفت جاسيندا هذا التوجه بـ«التحرك الحاسم والسريع»، وقد سارعت إلى فرض إجراءات إغلاق جديدة بعد ظهور موجة جديدة من الإصابات بعد مرور 100 يوم دون حدوث انتقال عدوى على المستوى الوطنى على الإطلاق.. إلا أن هذا الأمر يثير بدوره التساؤل حول السبب وراء ميل النساء نحو اتخاذ مثل تلك القرارات الصعبة بصورة أسرع بكثير عن الرجال!.
ومن بين الأسباب وراء ذلك أن النساء أقل ميلاً للإقدام على المخاطرة، مثلما تؤكد غالبية الدراسات العلمية. ومع هذا، فإن الاختيار المطروح على قادة الدول هذا الربيع لم يكن ببساطة بين مخاطرة أكثر أو أقل، وإنما كان مفاضلة بين المخاطرة بالأرواح أو المخاطرة بتكبد خسائر اقتصادية للدولة!
ومعناه أن النساء حين خاطرن فى وباء كورونا فقد خاطرن بالاقتصاد فى مقابل الأرواح مما جعل الإصابات عند أقل معدل لها!