x

«اضطراب النوم».. جحيم بعد منتصف الليل

الجمعة 28-08-2020 01:47 | كتب: أحلام علاوي |
صحتك صحتك تصوير : آخرون

«الأرق ليلًا، والإجهاد نهارًا، بل أحيانًا عدم القدرة على النهوض من الفراش».. شكوى شائعة لدى الغالبية، الذين يرجعونها إلى كثرة الضغوط الحياتية، وربما يذهب البعض إلى أكثر من طبيب دون الوصول إلى علاج نهائى يخلصهم من كل تلك الأعراض، بينما كل ما يحتاجونه هو إجراء ما يعرف بـ«اختبار النوم»، الذى يعتبر الخطوة الأولى فى طريق العلاج.

الدكتور طاهر شلتوت، أستاذ الطب النفسى بجامعة 6 أكتوبر، عضو هيئة التدريس بكلية «وايل كورنيل» بالولايات المتحدة، يقول إن اختبار النوم اختبار متشعب الاتجاهات، وذلك لأن النوم ليس وظيفة منفصلة، بل تشمل عدة وظائف جسدية متعددة، منها النفسية والعصبية، وحالة القلب والتنفس بشكل عام، وبالتالى فإن أى اختلال لوظيفة من وظائف تلك الأعضاء، سيؤثر على طبيعة وعدد ساعات النوم، ومن هنا يحدث اختلال أو اضطراب النوم، والذى يتطلب إجراء الاختبار، ومن أعراضه الأرق ليلا، وصعوبة فى الاستيقاظ مبكرا، وكسل ووهن عقب الاستيقاظ من النوم.

وأضاف«شلتوت»:«اضطراب النوم ينقسم إلى نوعين إما اختلالًا فى الكيف، بمعنى عدد الساعات، أو اختلالًا فى النوعية، بمعنى أن النوم ينقسم نفسيًّا إلى 4 مراحل: الاستيقاظ، ثم الاسترخاء، فالغفوة (النوم الخفيف) يعقبها النوم العميق، وكل مرحلة تمر فى دورات، تستغرق الدورة من 90 إلى 120 دقيقة، أى أن الإنسان الذى ينام 8 ساعات يوميًا، يكون قد أخذ قسطًا كافيًا من النوم، كمًّا وكيفًا، ومر خلالها بالمراحل الأربع المثالية، لهذا يستيقظ نشطًا، أما عند حدوث خلل فى هذه الدورات فهنا يكون دور الطب النفسى، لإعادة انتظام تلك الدورات، وهذا ما يتم اكتشافه من خلال اختبار النوم، لأن التقسيم المبدئى هو نوم خفيف، ونوم عميق».

وتابع: «النوم العميق هو النوم الذى يستفيد منه الدماغ والجسم، ويشكل ثلث دورة النوم، فإذا لم يدخل الإنسان فى مراحل النوم العميق، يعانى من اضطرابات نفسية، تظهر فى صورة قلق، توتر، عصبية، اكتئاب، لذلك مهم جدا تفهم طبيعة المشكلة، لوضع العلاج المناسب لها».

وأشار «شلتوت» إلى أن العلاج ينقسم إلى 3 أقسام: الأول دوائى كيميائى لإصلاح كيمياء الدماغ، والثانى برامج سلوكية وتدريبات ذهنية يقوم بها الإنسان قبل النوم وتعرف بتدريبات الاسترخاء، منها جزء جسدى يكون قريبًا من تمرينات «اليوجا»، وجزء ذهنى يساعد على توقف تدافع الأفكار، وصولًا إلى الاسترخاء، من خلال فصل الدماغ عن التفكير فى الأمور المزعجة، والتفكير فى أمور بعينها يحددها الطبيب المعالج، أما القسم الثالث فهو وصفات النوم، أو سلوكيات النوم الصحيح، أى تثبيت مواعيد النوم والاستيقاظ، وعدم الدخول إلى حجرة النوم، إلا عند الاستعداد الفعلى للنوم، يتم من خلالها تناول كوب من اللبن الدافئ، يسبقه حمام دافئ، وممارسة نشاط عضلى خفيف، وأخيرا القراءة لموضوعات خفيفة لا تستدعى الانتباه، أو ترديد أرقام، أو حتى الغناء حتى يغلب النعاس.

ونصح بأنه بالرغم من أهمية الاختبار، إلا أنه ينصح بعدم إجرائه، إلا فى حال عدم التوصل إلى سبب مباشر لاضطراب النوم، كالقلق أو الاكتئاب أو المرور بظروف طارئة أو فترات عصيبة، حتى لا يدخل الشخص فى اضطرابات بلا داع.

وعن الإجراءات المطلوبة، أو الاستعداد المسبق للاختبار، أشار أستاذ الطب النفسى إلى أنه ينصح بغسل فروة الرأس جيدا، وعدم تناول أية أدوية خاصة بالنوم أو الاسترخاء مثل المهدئات، قبلها بـ24 ساعة، وتجنب المشروبات والأطعمة التى تحتوى على الكافيين، لمدة 6 ساعات قبل إجراء اختبار النوم، حتى لا تؤثر على نشاط الجهاز العصبى، كما لا يفضل أخذ أى قسط من النوم كـ«القيلولة» قبل إجراء الاختبار.

الدكتور حمدى مليجى، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة الأزهر، يرى أن اختبار النوم يتم طلبه لتحديد ما يعرف بأمراض النوم، وأشهرها متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم، ويتم طلبه عند شكوى المريض الذى يعانى السمنة، وكذلك الشخير وليس بالضرورة كل من يعانى السمنة أو الشخير يعانى من تلك المتلازمة، وهذا ما يحدده الاختبار.

وقال: «هناك أنواع من تلك المتلازمة، أشهرها انقطاع النفس نتيجة الضيق فى مجرى الهواء من الأنف حتى الرئة، ومن يعانى من اللحمية، أو سمنة زائدة فى الرقبة، أو ورم فى المجرى التنفسى، وهناك نوع ثان وهو نتيجة مشكلة فى مركز التنفس تتسبب فى نوبات ذعر ليلى، أو ما يعرف بالرعب أثناء النوم وهى نوبات من الصراخ والهلع والتخبط، والكسل والإرهاق، وعدم التركيز نهارا، وهذا معرض للخطر، لأنه قد ينام وهو سائق، أو يصاب بارتفاع ضغط الدم وقصور فى الشرايين التاجية».

وعن آلية الاختبار، لفت «مليجى» إلى أنه يوضح نشاط الدماغ وحركة العينين ومعدلات الأكسجين وثانى أكسيد الكربون وضربات القلب ومعدل وإيقاع التنفس وتدفق الهواء عبر الفم والأنف والشخير وحركات العضلات ورسم عصب لتمدد الأطراف، وحركة الصدر والبطن، ويتم إجراؤه فى مختبر أو مراكز النوم لمدة ساعات أو يوم كامل، وفقًا للحالة المرضية وجودة الأجهزة، وهو فحص صعب، موضحًا أن هناك عدة عوامل قد تؤثر على النتيجة، منها أن المريض قد لا يخلد إلى النوم بالسهولة نفسها أو الجودة التى ينام بها فى المنزل؛ لذلك يفضَّل إجراؤه لمدة يوم كامل، وليس لمدة ساعات.

واعتبر أستاذ الأمراض الصدرية أن اختبار النوم يعد مرحلة مهمة، بل الخطوة الأولى لبدء العلاج، وفقًا للسبب ولا بد من تواجد تلك المراكز بكثرة، لأهمية هذا الاختبار، فقد يظل مريض الضغط مثلًا مداومًا على تناول العلاج، ورغم ذلك يشكو من ارتفاع الضغط، وهكذا حتى يكتشف أنه يعانى إحدى مشاكل اضطرابات النوم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية