خيّر الجمهوريون في الليلة الثالثة من مؤتمرهم، الناخبين الأمريكيين، بين انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لفترة جديدة مدتها 4 سنوات، أو مواجهة الفوضى إذا ما وقع اختيارهم على منافسه الديمقراطي جو بايدن نائب الرئيس السابق، وبعث المتحدثون رسالة قوية تتعلق بالقانون والنظام، ووصفوا ترامب بأنه داعم لإنفاذ القانون وسط احتجاجات على إطلاق الشرطة النار على الأمريكي الأسود، جاكوب بليك في ولاية ويسكونسن.
واعتبر مايك بنس، نائب ترامب، أن إعادة انتخاب ترامب لولاية جديدة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على القانون والنظام والنجاح الاقتصادي، محذرا من أن بايدن لا يعدو كونه مجرد واجهة لليسار المتشدد، وقال بنس في خطابه أمام مؤتمر الحزب الجمهوري: «الحقيقة الصعبة هي أنك لن تكون بأمان في أمريكا جو بايدن»، وانضم ترامب إلى بنس على المنصة بعد الخطاب، ترافقه السيدة الأولى ميلانيا حيث هتف الحشد: «4 سنوات أخرى».
وأطلقت الشرطة في كينوشا بولاية ويسكونسن النار على بليك (29 عاما) عدة مرات في ظهره من مسافة قريبة، ما أشعل مجددا الاحتجاجات ضد العنصرية ووحشية الشرطة، وتعرض 3 أشخاص لإطلاق نار وقتل منهم اثنان الثلاثاء، وتم القبض على مراهق بتهمة القتل، وقال نائب حاكم الولاية إنه على ما يبدو عضو في ميليشيا سعى لقتل المتظاهرين الأبرياء.
وردا على أعمال العنف، قال بنس في خطابه :«لِأَكن واضحًا: يجب أن يتوقف العنف، سواء في مينيابوليس أو بورتلاند أو كينوشا، لقد مات الكثير من الأبطال وهم يدافعون عن حريتنا لنرى نحن الآن الأمريكيين يضربون بعضهم بعضا، سننفذ القانون والنظام في شوارع هذا البلد لكل أمريكي من كل عرق وعقيدة ولون».
وقال بايدن في وقت سابق إنه تحدث مع عائلة بليك ودعا هو والأسرة إلى إنهاء العنف، ولكن على عكس ترامب الذي لم يعلق بعد علنا على إطلاق الشرطة النار، ولكن بايدن دعا إلى العدالة ودافع عن الحق في الاحتجاج، وقال في مقطع مصور نشرته حملته إن «الاحتجاج على الوحشية حق وضروري للغاية، لكن حرق المجتمعات ليس احتجاجا، إنه عنف لا داعي له».
كان ترامب قال إنه سيرسل سلطات إنفاذ القانون الاتحادية إلى كينوشا بالاتفاق مع حاكم الولاية، بينما قالت وزارة العدل إن تحقيقا اتحاديا بشأن الحقوق المدنية فُتح في إطلاق النار، ووصف الديمقراطيون تركيز ترامب على القانون والنظام بأنه مسعى لصرف الانتباه عما يقولون إنه سوء تعامل الرئيس مع جائحة فيروس كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 178 ألف أمريكي وأفقدت ملايين الأشخاص وظائفهم.. واتهم الديمقراطيون ومنتقدون آخرون، القادة الجمهوريين، بمحو الخطوط الفاصلة بين السياسات الحكومية والحزبية بشكل غير لائق خلال المؤتمر.
وسعى بنس إلى إعادة تشكيل الرؤية المتعلقة بالاقتصاد، متجاهلا ملايين الوظائف المفقودة بسبب جائحة كورونا، وعلى الرغم من تأخره عن بايدن في استطلاعات الرأي، يحصل ترامب على تقييم أعلى من منافسه الديمقراطي فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية. وقال بنس: «الأسبوع الماضي قال جو بايدن لا توجد معجزة قادمة، ما لا يفهمه جو على ما يبدو هو أن أمريكا دولة المعجزات، ونحن على الطريق الصحيح للحصول على أول لقاح آمن وفعال لفيروس كورونا بحلول نهاية هذا العام».
وأضاف: «الرئيس ترامب وضع أمتنا على طريق الحرية والفرص منذ اليوم الأول لهذه الإدارة، لكن جو بايدن سيضع أمريكا على طريق الاشتراكية والانحدار»،
كان بنس حاكما لولاية إنديانا وعضوا في الكونجرس، وهو مسيحي محافظ، عمل حلقة وصل رئيسية بين ترامب والناخبين الإنجيليين، فضلا عن كونه جزءا مؤثرا من القاعدة السياسية للجمهوريين.