x

في عيد ميلاده.. هذه حكاية «المال والبنون» في رحلة حسين الجسمي مع المصريين

الثلاثاء 25-08-2020 16:31 | كتب: مادونا عماد |
حفل الفنان حسين الجسمي  - صورة أرشيفية حفل الفنان حسين الجسمي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

بدأ المشوار الفني في طفولته، وتحديدًا في سن الـ17 عامًا، حينما قرر المنافسة في برنامج للمواهب، ضمن مهرجان دبي للتسوق، مكتسحًا المتنافسين بجدارة ليحصل على المركز الأول بالمسابقة عن فئة الهواة، فموهبته لم يكن بالهين على الحكام تجاهلها، صوت يمزج بين الإحساس وقوة الأداء.

لم تمر أشهر قليلة قبل أن تختار شركة للصوتيات والمرئيات التعاقد لإطلاق ألبومات غنائية له، فينطلق في الساحة الفنية ركضًا نحو أحلامًا يتخيل تحقيها يوميًا بعد الثاني، إنه الفنان حسين الجسمي، الذي يحتفل اليوم بتخطيه حاجز الـ40 عاما.

توالت انتصارات «الجسمي» في البرامج التلفزيونية، إذ فاز بلقب «أفضل الهواة» المتقدمين في برنامج للبحث عن المواهب، الذي كان يذاع على تلفزيون دبي، واختار الغناء للفنان الكويتي عبدالكريم عبدالقادر، وانتهت المسابقة بنجاح الفنان، الذي يحمل الجنسية الإماراتية، ويستكمل خطواته العملية بوضع أقدامه على أول طريق الاحترافية في عام 2002، بإطلاق أول ألبوم غنائي، وخلال 18 عامًا من العمل بالفن، اجتمعت الدول العربية على حب «الجسمي»، حتى أنه اجتاز بسهولة طريقه إلى قلوب الجماهير المصرية.

وبدأ رحلة التعارف لدي المستمع المصري، بالمشاركة بأغنية تتر مسلسل «الرهينة»، الذي عرض بالسينمات عام 2006، بطولة الفنانان أحمد عز وماجد الكدواني والفنانة ياسمين عبدالعزيز، وباتت الأغنية لصيقة بمسامع المصريين وعلقت الكلمات بالأذهان إلى حد ترديدها وغنائها، تلك الأغنية التي عبرت عن حُب شاب مغترب في أوكرانيا إلى وطنه مصر، فيقول «الجسمي» على لسانه: «بحبك وحشتيني.. بحبك وأنت نور عيني وكأن الوقت في بعدك واقف مابيمشيش..»، وهي كلمات الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر وألحان وليد سعد.

حفل الفنان حسين الجسمي - صورة أرشيفية

وفي 2008،أمتع الفنان الإماراتي مشاهدي المسلسل الرمضاني «بعد الفراق»، بطولة الفنان خالد صالح والفنانة هند صبري، بأغنية تلخص قصة المسلسل وتعرض حكاية رجل اعتاد المعارك، بدأها بحرب من أجل عشيقته «سكرة» ثم تسحبه مهنة الصحافة في تحديات وحروب جديدة تلهيه عن الحب، فينغمس بها للحفاظ على مبادئه وسط أشخاص يحاولون الإيقاع به، وشملت الأغنية عبارات هزت قلوب المستمعين: «أكثر حاجه توجع في لحظة الفراق، حبيبك تلمحه ودموعه رافضة تطلع، وكأنه حالا فاق على إيد بتدبحه..»، وهي كلمات «بهجت قمر»، للمرة الثانية، وألحان محمود طلعت.

في 2010 كان الموعد مع أغنية لمسلسل «أهل كايرو»، بطولة الفنان خالد الصاوي وكندة علوش، تلك التي تجاوزت نسبة الاستماع لها حتى الآن 2 مليون، هي كلمات الشاعر الغنائي «بهجت قمر» وألحان وليد سعد، وكانت الأغنية تلخص قصة المسلسل، والتي تدور أحداثه حول تحقيق بوليسي يقوم به رئيس المباحث العقيد حسن وتكمن المهمة الموكلة إليه بالبحث في بلاغ بوجود قنبلة في أحد الفنادق الفاخرة في وسط القاهرة ليلة زفاف سيدة الأعمال الحسناء صافي صاحبة الماضي الحافل بالفضائح..

وبأغنية لـ تتر مسلسل الفنانة هند صبري، ويحمل اسم «فيرتيجو» -مسلسل تلفزيوني مصري مأخوذ عن رواية فيرتيجو للكاتب أحمد مراد- يضع حسين بصمته بأغنية «ماحدش مرتاح»، وترجع كلمات أغنية المسلسل للشاعر أيمن بهجت قمر وألحان خالد عز، وقال بها: «ماحدش مرتاح إزاي بندور على الفرحة وإحنا بندور في جراح..»، وذلك في عام 2012، إذ إنه على فترات متقطعة يبعث بالتحية إلى المصريين، بأغنيات تمنعهم عن نسيان صوته، وتمكنه من اللهجة المصرية التي تقترب كثيرًا إلى حد الاتقان، فلم يشعر المستمعين أي وجود للهجة الشعب الإماراتي بأغاني يوجهها لمصر.

الفنان حسين الجسمي - صورة أرشيفية

وفي ذات العام غنى «أجدع ناس»، ويشيد بأهل مصر، قائلًا: «اسألوا كل الناس من همّا أجدع نـاس همّ المصريين يا أرض أطيب ناس كلك دفا وإحساس حافظك رب العالمين»، وهي أغنية كلمات مصطفى مرسي وألحان وليد سعد، وشارك بأغنية مع الفنانين بلقيس وفايز السعيد وعيضة المنهالي، تحت عنوان «هذي مصر».

وأصبحت أغاني «الجسمي» باللهجات العربية كافة، الأقرب للمصريين والعرب، بعد توثيق العلاقة بين الفنان والمستمع المصري، مثل أغانيه «والله مايسوى» و«مانسيتك» وأغنية «وحشتني دنيتي» التي عرفها جيدًا شعب مصر، حتى تأتي أغنية «بشرة خير»، لتوطد علاقة المصريين في كافة المحافظات بـ «الجسمي» شيئًا فشيئًا، وبثت الأغنية السعادة والبهجة حتى باتت أغنية للرقص على نغامتها، وحتى يومنا الحالي لا تزال محط الأنظار دون غياب عن الساحة الفنية، والأغنية كانت كلمات «بهجت قمر» لكن غناء الملحن عمرو مصطفى، التي أنتجت عقب ثورة 30 يونيو وسقوط حكم جماعة الإخوان في مصر.

وقبل الثورة، وفي عيد تحرير سيناء أطلق «تسلم إيدينك»، في 2013، كلمات نادر عبدالله وألحان وليد سعد، ويمر عام، ويطلق أغنية ثانية وهي «سيادة المواطن»، كلمات «بهجت قمر» وألحان وليد سعد، وفي 2017 غنى «مبروك لمصر»، وهي كلمات نبيل خلف وألحان «سعد»، وفي ذات العام يغني لمصر «رسمنالك»، بصحبة الأطفال في فيديو متحدثين عن مستقبل مصر لافتًا إلى أنه ليس هناك ما هو صعب على المصريين: «أرضك رزق وخير وروحك سرها إلهي»، وفي 2018 قدم «مساء الخير»، وكان الفنانين يشاركون في كليب الأغنية مثل الفنان هاني رمزي وروجينا ورانيا يوسف.

حسين الجسمى فى إحدى أغنياته - صورة أرشيفية

وطرح «ماتخافوش على مصر»، وهي أغنية كلمات تامر حسين وألحان عمرو مصطفى، بمناسبة الذكرى الـ45 لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي تلقى على أثرها، الإشادة والشكر من الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: «ماجتليش فرصة أقول لك متشكر، وأحيي دولة الإمارات من خلالك، وكنت مستني فرصة وأقول لك كتر خيرك ومتشكر». كما شارك الفنان فيما بعد في تتر مسلسل «أبوعمر المصري»، بطولة الفنان أحمد عز، بأغنية «شرع السما»، في نفس العام.

وحصل على تكريم ومنح درجة الدكتوراة الفخرية، 2015، خلال احتفالية «مصر تحتفل بعروبتها» بأكاديمية الفنون، وقال حينها: «مصر قدمت لي الكثير، أكثر مما قدمت لها»، وعلق على التكريم في لقاء تلفزيوني، عبر القناة الأولى المصرية، ببرنامج «صباح الخير يا مصر»: «لو سألت أي شخص في العالم مين هما الأجدع، هيقولوا المصريين، وعلاقتي بمصر هي علاقة عيني اليمنى بيعني اليسرى وأكثر».

وتابع: «علاقتي بمصر بدأت بمشاهدتي مسلسل (المال والبنون) و(ليال الحلمية) والموسيقى المصرية تعلقت بها ولا يملك قريب مصري ليتقن اللهجة.. مصر ملتقى الفن والأدب والأخلاق والمحبة والسلام»، وعن إجادته اللهجة المصرية، قال في لقاء سابق ببرنامج «أون ست» عبر«ON»: «أحب أتعمق في الحضارات والثقافة وعبر الصداقة والمسلسلات اقترب من اللهجات».

وتأثر الجمهور المصري، بأغنيته عام 2019، «بطل الحكاية»، ويغنيها مع عدد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وباتت تستعمل لتمنح الآخرين الحماسة والتشجيع على مقاومة ضغوطات الحياة والتحديات، وهي كلمات محمد إبراهيم وألحان هشام جمال، وعاد يخطف الأضواء منذ أيام بأحدث أغانيه «بالبنط العريض»، كلمات الشاعر «بهجت قمر» وهي ألحان «الجسمي».

ووصلت نسبة مشاهدتها عبر موقع «يوتيوب»، إلى 15 مليون مشاهدة، والتي جاءت بعد توارد شائعات حول اعتزاله بالفن، بالربط بين تغريدة حب للبنان أطلقها، الأيام الماضية وانفجار مرفأ بالعاصمة اللبنانية بيروت، لذا وصف إثرها بصاحب «الفال السوء»، لكن استطاع تحقيق النجاح بأغنيته ونفي الأقاويل على طريقته، وعايد ذاته بمناسبة يوم ميلاده قائلًا عبر «انستجرام»، منذ قليل: «اليوم أكمل هذا الطفل عامه الـ41 والحمدلله على كل نعمة واثق الخطوة بمحبّتكم وشامخ باحترامكم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية