عنف الإخوان لا يقتصر على حمل السلاح فقط.. الترويع الذى يحدث فى الشارع أشد وطأة.. حكمت الظروف أن أكون فى الطريق، عندما خرج الإخوان فى مسيرة.. طريقة التظاهر تشبه القطيع، عندما يقتحم الطريق.. لابد أن تتوقف فوراً، وإلا يمكن أن تصطدم به.. لا يسيرون فى اتجاه واحد، وإنما فى اتجاهين.. فاجأنى أحدهم بإلقاء منشور داخل سيارتى.. راح يهتف فى وجهى: رابعة رابعة!
لا أنكر أننى كنت على وشك الاشتباك معهم.. قلت لهم: لا تستعدوا الناس.. اهتفوا لأنفسكم.. لا تحتكوا بأحد.. قال أحد الغاضبين: يا عم خاف على نفسك.. جاء آخر وقال: ارفع إيدك فوق.. سلم نفسك.. كان يشير بيديه ساخراً أنه إرهابى.. فار الدم فى عروقى.. جاء آخر أكثر هدوءاً ليقول: معلش فيه ناس محروقة وربنا معاهم.. أنزل الله سكينته حتى غاروا وانتهت المسيرة، وتحركت بالسيارة عائداً!
الإخوان يخسرون كل يوم.. حتى الذين لم يُقبض عليهم يحتاجون تأهيلاً نفسياً.. واحدة من الإخوان تصرخ فى عرض الطريق: «المشايخ اتسجنوا، والمساجد اتقفلت.. مستنيين إيه؟».. الخطاب الآن يوجه للناس فى الشارع.. المفاجأة أنه لا أحد يتعاطف معهم.. طريقتهم غريبة.. تشعر أنهم بشر لا تعرفهم.. من أين جاءوا بهذا الغل؟.. ينضم إليهم سوريون وسوريات.. هؤلاء مأجورون أو مضطرون!
رأيت الغضب فى عيون المحشورين داخل السيارات.. سائقو التاكسى يكادون يفقدون أعصابهم.. المسيرة تتخلل السيارات.. ما هى الحكمة؟.. الإجابة: بعض هؤلاء يتصور أنه يدعونا للتظاهر معهم.. الأخوات يهتفن بعزم ما فيهن.. واحدة تتحدث عن «السيسى».. أخرى تتحدث عن البطاطس والطماطم.. يسوّقن الأكاذيب.. كيف خرجت من خدرها إلى الشارع؟.. لماذا لم يعد صوت المرأة عورة؟!
لا يدرى الإخوان أنهم يخسرون الرأى العام.. الدليل أن أعدادهم لا تزيد واحداً.. قد تنقص أكثر مما تزيد.. عندما يفيق أحد المضللين.. يخرج من القطيع يلعنهم.. يلعن أفكارهم.. نتصالح مع من؟.. نتفاوض مع من؟.. ما رأيته فى الشارع لا يكشف عن نية مراجعة.. يكشف عن استمرارهم فى الضلال.. يكشف عن رغبة فى مقاومة الدولة.. يكشف عن رغبة فى الاحتكاك.. من ليس معنا فهو ضدنا!
الإخوان هم من فعلوا ذلك بأنفسهم.. احتكروا كل شىء، فخسروا كل شىء.. قالوا لن نرشح للبرلمان أكثر من 30 بالمئة، وكذبوا.. قالوا لن نرشح للرئاسة، وكذبوا، ورشحوا للرئاسة.. طماعون وكاذبون.. لو أنهم أرادوا أن يكونوا شركاء، ربما حكموا أكثر.. أرادوها إخوانية فقط فانتهوا.. الآن حزب النور يقول لن نرشح للرئاسة.. مصر لا تحتاج لمرشح إسلامى.. عليكم نور.. فهمتوها!
لا فرق بين إخوانى سجين وآخر طليق فى الشارع.. الأول حرّض على القتل وحمل السلاح.. الثانى عطل مصالح الناس، واتخذهم رهائن.. الهتاف لرابعة ليس بالعافية.. دعوة الناس ليست بالعنف.. كلامكم عن غلق المساجد كذب.. صراخكم عن سجن المشايخ بهتان.. النيابة لم تسجن مشايخ «بتوع ربنا».. سجنت إرهابيين(!)