تستعرض مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم، مسوّدة اتفاق حول عملية ملء وتشغيل سد النهضة كما تستكمل اللجان الفنية عملها بشكل ثنائى وثلاثى، خلال الأيام المقبلة، ومن المقرر عرض النتائج على رئاسة الاتحاد الإفريقى، الخميس المقبل، تمهيدا للإعلان عن نتائج هذه الجولة من مارثون المفاوضات المتعثرة والتى شهدت محاولة من جانب أديس أبابا ربط تشغيل السد بتقاسم مياه النيل الأزرق، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم المتمسكتان بالتوصل لاتفاق ملزم يتضمن آلية لفض المنازاعات.
ووفقا لمصادر معنية بمياه النيل، فإن اللجان الفنية ستبدأ اليوم مناقشات لهدف دمج مقترحات الدول الثلاث فى مسوّدة واحدة، وصياغتها فى اتفاق يتم عرضه على الاتحاد نهاية الأسبوع المقبل.
يأتى ذلك بينما أعرب رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد عن امتنانه للقيادة وأعضاء مجلس الإدارة والعاملين فى بناء السد للتقدم المحرز فى المشروع، داعيا أصحاب المصلحة والمواطنين لدعم بناء السد بطرق مختلفة، مع الاستعداد للعمل نحو تحقيق المرحلة الحاسمة التالية، وهى المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد. وقالت المصادر إن أديس أبابا تخطط لبدء المرحلة الثانية للملء فى أغسطس من العام المقبل مع بدء موسم الأمطار، لتخزين 18.4 مليار متر مكعب من المياه، إذ إن الأعمال التى سيتم تنفيذها من سبتمبر حتى أغسطس المقبلين ستكون حاسمة فى اكتمال بناء السد بحلول 2023 وفقا لخطة إثيوبيا.
وقال وزير الخارجية الإثيوبى، جيدو اندرقاتشو، إنه بفضل المفاوضات مع مصر والسودان بشأن النقاط الأساسية فى الجانب الفنى، أصبح هناك تقاربًا كبيرًا بعد أن «كان الخلاف كبيرا».
وأوضح الوزير، فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية، أمس، إن بلاده لن تسمح لأى دولة بالتحكم فى الطريقة التى تستخدم بها مواردها للخروج من الفقر و«نحن نحترم الدول الأخرى ونراعى مصالحهم»، منتقدا اتفاقية عام 1959 لأنها تمنح مصر النصيب الأكبر من مياه النيل وتسمح لدولتى المصب بعرقلة مشروعات إثيوبيا المستقبلية على النيل و«مصر تريد أن تتحمل أديس أبابا المسؤولية فى حالة نقص الماء، سواء كان بسبب مشاريعها المستقبلية أو بسبب نقص الأمطار».